المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 10 كانون الثاني/2021

اعداد الياس بجاني

  #elias_bejjani_news

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews21/arabic. january10.21.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

لا يَقْدِرُ إِنْسَانٌ أَنْ يَأْخُذَ شَيْئًا، إِنْ لَمْ يَكُنْ قَدْ أُعْطِيَ لَهُ مِنَ السَّمَاء

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

كلمة نصرالله اليوم كانت استغباء لعقول وذكاء اللبنانيين ورزمة من الأكاذيب المفبركة والإتهامات والتهديدات والعنتريات الفارغة

جنبلاط وبري وكل باقي أصحاب شركات الأحزاب هم أعداء لبنان واللبنانيين

الياس بجاني/فيديو ونص: قاسم سليماني مجرم وإقامة تماثيله في لبنان إعلان حرب على اللبنانيين وسيادتهم واستقلالهم وكرامتهم

 

عناوين الأخبار اللبنانية

أبو أرز-اتيان صقر: لبنان بحاجة إلى رجل دولة من طراز الأمير محمد بن سلمان

"إعلاميون من أجل الحرية" تدين "ترهيب نصر الله"

الفساد في لبنان هائل/كمال يازجي

مشاورات الحكومة مجمدة رغم عودة الحريري وتوقع موقف لباسيل اليوم

اللبنانيون يفتقدون البضائع العالمية ويلجأون لبدائل أقل جودة

لبنان: “حزب الله” يُطوِّق الحريري بشروط تشكيل الحكومة/الجميع بانتظار ما ستسفر عنه مساعي البطريرك بشارة الراعي

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت 9/1/2021

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 9 كانون الثاني 2021

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

جبق لـ"نداء الوطن": المحظوظ سيعيش وسيّئ الحظّ "ما إلو إلّا الله" :

تفجير المرفأ: نصرالله يطرح أسئلة بدل الاجابة عنها!

بين ماكرون وبيروت... طريق حكومية مقطوعة؟

مبادرة لباسيل غداً... فهل يولد الحلّ؟

بكركي تكشفُ أمراً هامّاً

لا جديد حكومياً: الحريري ينتظر ردّ عون!

دول الخليج: لن نبادر الى مساعدة حكومة “الحزب”

"المحظوظ سيعيش"... هكذا يُنقذ البلد من "كورونا"!

ما خلفيّات لقاء اردوغان - الحريري؟

النهار: استباحة وبائية ولا لقاح وتحرير سعر الصرف!

فعلاً لا قولاً"... بيانٌ شديد اللهجة من "قضاة لبنان"

جمهور جنبلاط يحرجه: مشاهد مسلّحة وأناشيد المدافع!

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

تحطم طائرة إندونيسية تقل 62 راكباً… بينهم 10 أطفال/بعد وقت قصير من إقلاعها من العاصمة جاكرتا في رحلة داخلية

11 يوما قبل رحيل ترامب.. هل يشعل الحرب للبقاء في السلطة؟

اختفاء كمبيوتر من مكتب بيلوسي… الأمن القومي بخطر!

أنصار ترامب يخططون للاحتجاج بحفل تنصيب بايدن

بيلوسي: ترمب «مختلّ ولا بد من محاكمته»

طهران تهدد بـ«طرد» مفتشي «النووي» إذا لم يرفع عنها الحظر/حددت 21 فبراير ... ولوحت بوقف التنفيذ الطوعي للبروتكول الإضافي

أهالي ضحايا “الأوكرانية”: لن نستسلم حتى تُحاسب إيران

طهران تهدِّد العالم: ارفعوا العقوبات قبل حلول 21 فبراير المقبل... وإلا سنطرد مفتشي الطاقة الذرية

أهالي ضحايا “الأوكرانية”: لن نستسلم حتى تُحاسب إيران

كندا في ذكرى إسقاط الطائرة الأوكرانية: نريد المحاسبة

إسرائيل تصعّد «المعركة ما بين الحروب» وخيّرت الجيش السوري بين المواجهة والتخلي عن «حزب الله»

«شروط تعجيزية» لعودة الأهالي إلى مخيم اليرموك الفلسطيني/دمشق بدأت بإصدار موافقات أمنية لـ500 طلب من أصل 2500

 تركيا تسعى إلى تكريس «وجود مؤثر» في الملف السوري/تريد {انجازات ميدانية} قبل انتقال بايدن إلى البيت الأبيض

قطر: تركيا حليفٌ ستراتيجيٌّ وخلافاتها مع بعض الدول لا تعنينا

عقوبات على رئيس “الحشد”/مطالبات بخروج الأميركان من العراق

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

كورونا بين لبنان المقاومة وإسرائيل/نديم قطيش/أساس ميديا

عون يصطدم بجدار حزب الله ليعوّض خسارته المسيحيين/منير الربيع/المدن

"السيّد" ساوى خصومه وحلفاءه: كلّهم يعطّلون.. إلا أنا/كريستال خوري/أساس ميديا

اللبنانيون بدأوا يأكلون بعضهم جوعاً.. والأمن الذاتي يقترب/أحمد الأيوبي /أساس ميديا

“حزب الله” يهادن ويناور لاستيعاب النقمة المتنامية ضد إلحاقه لبنان بإيران/لا مفاوضات بين واشنطن وطهران لأن الثانية أدركت أنها ستشمل دورها الإقليمي والصواريخ/وليد شقير/انديبندت عربية

رحلة باخرة أطنان المخدرات والكبتاغون من سوريا إلى ليبيا مرورا بلبنان ومصر/القاهرة تكشف عن المخطط لتهريب الممنوعات وحزب الله يتوعد الإعلام/أحمد عبد الحكيم وطوني بولس/انديبندت عربية

لبنان ومسلسل القمع: جيسيكا تخوض معركتها وحيدة/ميريام سويدان/درج

3 أسابيع إقفال ستَحرم لبنان من 225 مليون دولار “طازجة”/رنى سعرتي/الجمهورية

عون وبكركي وساعة الحقيقة/نجم الهاشم/نداء الوطن

خليفة يعود إلى "بيته" ومعلوف في "الجديد"؟/بسام أبو زيد: لا يمكنني العيش في مكان وذهني بمكانٍ آخر/روي أبو زيد/نداء الوطن

جنبلاط يرفع الصوت عالياً: نريد الشراكة في الحكومة... وما بعدها!/كلير شكر/نداء الوطن

إجتماع عون والحريري في بكركي أبعد من التأليف/راكيل عتيّق/الجمهورية

الحريري لن يتنازل لباسيل/طارق ترشيشي/الجمهورية

الحريري يواجه محاولات “إحراجه لإخراجه” ولا ينوي الانسحاب/كارولين عاكوم/الشرق الأوسط

لبنانيّون دفعوا الثّمن مرّتين: الجنى والعمر/جيسيكا حبشي/ أم تي في

لا مشروع فاتيكانياً لبطريرك جديد... والإمارات تعتمد "سياسة الراعي"/إيلي القصيفي/أساس ميديا

الأمن يتخبّط... بين "فاجعة" التهريب وكارثة "كورونا"/ألان سركيس/نداء الوطن

جنبلاط أمامَ القضاء... فلِمن الغَلبة؟/ميشال نصر/ليبانون ديبايت

الحكومة لن تتشكل ومصالح اللبنانيين مهدّدة في دول الخليج/منير الربيع/المدن

بالأرقام: 10 مليارات دولار موجودة في الشركات والمنازل!/إيناس شرّي/الشرق الأوسط

أعداء أردوغان... " يغطون" لقاء حليفهم الحريري معه/ سيمون ابو فاضل/الكلمة أونلاين

جعجع: استفاقة عون شعبوية ولسنا متمسّكين ببقائه/سعد الياس/القدس العربي

عهود لبنان مع رؤساء الحكومات... صراع زعامات وخيارات دارت أحياناً في ظل واقع إقليمي مؤثر أخل بالموازين/يوسف دياب/الشرق الأوسط

بنك حزب الله الأسود.. تحركات وخطط مريبة في لبنان/معلومات جديدة للعربية.نت عن القرض الحسن .. مصرف حزب الله الأسود/جوني فخري

المسلمون اللبنانيون لا يمكنهم الاعتراف بالفدرالية الدينية/جهاد الزين/النهار

أميركا... وتحدّي التعايش مع «الترمبية بعد ترمب»/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

قائد الجيش تفقد الكلية الحربية

حزب الله استنكر فرض عقوبات على الفياض: وسام شرف على صدره

جعجع انتقد مواقف نصرالله وأعلن أن التشكيلة الحكومية متأخرة: لو فصل التيار الوطني نفسه عن حزب الله ماذا يصبح حجمه السياسي؟

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

لا يَقْدِرُ إِنْسَانٌ أَنْ يَأْخُذَ شَيْئًا، إِنْ لَمْ يَكُنْ قَدْ أُعْطِيَ لَهُ مِنَ السَّمَاء

إنجيل القدّيس يوحنّا03/من22حتى30/”جَاءَ يَسُوعُ وتَلامِيذُهُ إِلى أَرْضِ اليَهُودِيَّة، وأَقَامَ هُنَاكَ مَعَهُم وكانَ يُعَمِّد. وكَانَ يُوحَنَّا أَيْضًا يُعَمِّدُ في عَيْنُون، بِٱلقُرْبِ مِنْ سَالِيم، لِغَزَارَةِ المِيَاهِ فِيهَا، والنَّاسُ يَأْتُونَ ويَعْتَمِدُون، لأَنَّ يُوحَنَّا لَمْ يَكُنْ بَعْدُ قَدْ أُلْقِيَ في السِّجْن. وصَارَ جِدَالٌ بَينَ تَلامِيذِ يُوحَنَّا وأَحَدِ اليَهُودِ في شَأْنِ التَّطْهِير. فَجَاؤُوا إِلى يُوحَنَّا وقَالُوا لَهُ: «رَابِّي، إِنَّ ذَاكَ الَّذي كَانَ مَعَكَ في عِبرِ الأُرْدُنّ، وشَهِدْتَ أَنْتَ لَهُ، هَا هُوَ يُعَمِّد، والجَمِيعُ يُقْبِلُونَ إِلَيه». أَجَابَ يُوحَنَّا وقَال: «لا يَقْدِرُ إِنْسَانٌ أَنْ يَأْخُذَ شَيْئًا، إِنْ لَمْ يَكُنْ قَدْ أُعْطِيَ لَهُ مِنَ السَّمَاء. أَنْتُم أَنْفُسُكُم تَشْهَدُونَ لِي أَنِّي قُلْتُ: لَسْتُ أَنَا المَسِيح، بَلْ أَنَا مُرْسَلٌ أَمَامَهُ. مَنْ لَهُ العَرُوسُ هُوَ العَرِيس. أَمَّا صَدِيقُ العَرِيسِ الوَاقِفُ يُصْغِي إِلَيْهِ فَيَطْرَبُ فَرَحًا لِصَوتِهِ. هذَا الفَرَحُ هُوَ فَرَحِي، وقَدِ ٱكْتَمَل. عَلَيْهِ هُوَ أَنْ يَزيد، وعَلَيَّ أَنَا أَنْ أَنْقُص». أَلآتِي مِنْ فَوْقُ هُوَ فَوقَ الجَمِيع. مَنْ كَانَ مِنَ الأَرْضِ أَرْضِيٌّ هُوَ، ولُغَةَ الأَرْضِ يَتَكَلَّم. أَلآتي مِنَ السَّمَاءِ هُوَ فَوْقَ الجَمِيع، وهُوَ يَشْهَدُ بِمَا رَأَى وسَمِعَ، ولا أَحَدَ يَقْبَلُ شَهَادَتَهُ. مَنْ قَبِلَ شَهَادَتَهُ فَقَدْ خَتَمَ عَلى أَنَّ اللهَ صَادِق.فَمَنْ أَرْسَلَهُ اللهُ يَنْطِقُ بِكَلامِ الله، وهوَ يُعْطي الرُّوحَ بِغَيْرِ حِسَاب.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

الياس بجاني/فيديو ونص: قراءة في فبركات وأكاذيب خطاب نصرالله المهين لعقول وذكاء اللبنانين والمشوه لكل الحقائق والوقائع

09 كانون الثاني/2021

#حزب_الله_إرهابي_ويحتل_لبنان

http://eliasbejjaninews.com/archives/94719/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d9%86%d8%b5-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d9%81%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d9%88/

خطاب نصرالله: رزم من الأكاذيب وتشويه للحقائق واستهزاء بعقول وذكاء اللبنانيين

09 كانون الثاني/2021

#حزب_الله_إرهابي_ويحتل_لبنان

https://www.youtube.com/watch?v=0c34Scec9Og&feature=youtu.be

أهم عناوين اطلالة السيد:  الديموقراطية في أميركا، الإتهامات للحزب بالوقوف وراء ما ضبط في إيطاليا من ممنوعات (حبوب مخدرة) قيمتها مليار دولار، تفجير المرفأ والتحقيق، القرض الحس، مكافحة الفساد، الحكومة، كورونا، وسائل الإعلام التي تعارض احتلاله للبنان وتهديدها، سمعة لبنان وأفضال الحزب عليها.

كلمة نصرالله يوم أمس الجمعة كانت استغباء فاضحاً ومكشوفاً وغبياً لعقول وذكاء اللبنانيين، وتشويها متعمداً وعن سابق تصور وتصميم لكل الحقائق والوقائع، ورزمة ضخمة من الأكاذيب المفبركة، والإتهامات الإفترائية، والتهديدات الوقحة للقاضي صوان ولوسائل الإعلام ولكل من يعارض الحزب، والعنتريات الإستكبارية والفوقية الفارغة من أي محتوى.

ولو فعلاً صحيح ما ادعاه باطلاً نصرالله بأن حزب الله يطرد من عضويته كل متورط بالتهريب ومتاجر بالممنوعات، فنحن نعتقد جازمين بأنه في هكذا وضعية ما كان بقي أحد في حزبه الملالوي والإرهابي والمافياوي لأن الحزب هو ملك التهريب بكل اشكاله وأنواعه.

وقد تناسى السيد عن قصد بأن غالبية المهربين وتجار الممنوعات بكافة أنواعها وأصنافها في لبنان وفي الكثير من الدول ومنها أفريقيا وأميركا الجنوبية هم بالإثباتات والوقائع والأحكام القضائية إما أعضاء بارزين في حزبه اللاهي أو محميين من قبله، ولنا خير مثال في ما يجري على الحدود اللبنانية السورية من عمليات تهريب منظمة وعلنية وفاجرة لكل ما قد يخطر على البال .. من البابوج حتى الطربوش.. عمليات يشاهدها اللبناني على شاشات التلفزة بشكل يومي.

نعتقد بأن الهدف الأساسي لإطلالة السيد أمس كانت مخصصة لدعم وتجميل وضعية جمعية القرض الحسن المزعزعة وخصوصاً بعد  اختراقها من الهاكرز وكشف اسرارها، وهي كما كانت ذكرت وكالات الأنباء قبل يومين بأنها على شفير اعلان افلاسها.

فيما يتعلق بالمرفأ فمن لا يعرف في لبنان بأن حزب الله والحرس الثوري الإيراني هما من استوردا نترات الأمونيوم والإثباتات موجوده ومؤكدة في لبنان وقبرص وسوريا وألمانيا وأوروبا وفي الكثير من الدول التي وضعت الحزب على قوائم إرهابها وصادرت كميات من هذه المادة من مجموعات إرهابية تابعة له. أما تهديده للقاضي صوان فهو يهدف إلى تعطيل التحقيق، كما أن خلفيته مذهبية ومنطقه يتطابق مع هرطقات  الوزيرين علي حسن خليل وغازي زعيتر ونبيه بري.

عملياً فإن أخر شخص في العالم يحق له أن يتكلم عن القضاء والعدل هو السيد نصرالله ومعه حزبه ومرجعيته الملالوية. فالحزب هو ماكينة اغتيالات وقتل وأعمال مافياوية، وهو من حال دون إكمال أي تحقيق في كل جرائم الإغتيالات التي نفذها بالتضامن والتكافل مع نظام الأسد في لبنان وخارجه ومن لا يتذكر تقديسه لكل المطلوبين من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان.

ترى أين هي نتائج التحقيق بجريمتي اغتيال محمد شطح ووسام الحسن ومن يمنع الإعلان عنهما؟

ومن يصدق بأن حزب الله هو مع محاربة الفساد وهو الفساد بعينه وبلحمه وشحمه أضافة إلى أنه هو من يحمي كل الفاسدين ويتقاسم معهم المغانم.

وبما يخص أمر تشكيل الحكومة فالقاصي والداني يدرك بأن لا عون ولا الحريري هما أحرار في قراراتهما، بل مرتبطين ومقيدين وملتزمين بفرامات السيد وحزبه وينفذون ولا يقررون وبالتالي نعم الحزب هو من يمنع تشكيل الحكومة بأوامر إيرانية مباشرة.

أما سمعة لبنان فهي بفضل حزب الله أصبحت مرتبطة بالإجرام والإرهاب والتهريب والإغتيالات وعمليات التفجير وبكل ما هو أعمال مافياوية وإجرامية، كما أصبح اللبناني موضوع مراقبة ومتابعة وشكك في كل مطارات العالم.

أما مقاربة السيد للديموقراطية الأميركية وشماتته وسخريته بما حدث مؤخراً في الكونغرس من أعمال عنف وشغب فهي فعلاً مقاربة مضحكة وصبيانية وكأن نظام الملالي الذي يفاخر به هو قمة في الديموقراطية  وعم يشرشر حقوق انسان وحريات وانتخابات حرة.. وصحيح يلي يلي ما استحوا ما ماتوا.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

جنبلاط وبري وكل باقي أصحاب شركات الأحزاب هم أعداء لبنان واللبنانيين

08 كانون الثاني/2021

تصوروا وليد جنبلاط يطالب بتغيير نظام لبنان الطائفي وهو الطائفي الأكثر طائفية وتعصب وتزمت. دجال مثله مثل باقي أصحاب شركات الأحزاب

 

الياس بجاني/فيديو ونص: قاسم سليماني مجرم وإقامة تماثيله في لبنان إعلان حرب على اللبنانيين وسيادتهم واستقلالهم وكرامتهم

07 كانون الثاني/2021

فلبنان ليس إيران ولن يكون، ولبنان ليس حسن نصرالله وحزب الله الإرهابي ولن يكون، ولبنان ليس في محور الشر الإيراني السوري ولن يكون شاء من شاء وأبى من أبى… لبنان هو لبناني وسوف يبقى بعناد على لبنانيته حتى زوال الإنسان عن وجه الأرض.

http://eliasbejjaninews.com/archives/94653/94653/

بداية فإن حزب الله هو تنظيم إيراني ميليشياوي إرهابي ومذهبي ومجرم يحتل لبنان ويعيث به فساداً وتدميراً، وهو لا يمثل أية شريحة لبنانية بأي شكل من الأشكال وفي أية مجال من المجالات لا نيابية ولا وزارية ولا حتى مجتمعية، بل عملياً وحقيقة هو يخطف لبنان كله ومعه بيئته الشيعية الكريمة ويأخذ الجميع رهينة بقوة السلاح والتمذهب والمال والإرهاب والإجرام وبكل ما هو أعمال مافياوية بغيضة.

من هنا فإن كل كلام فاجر وهرطقي واستكباري ومجنون مهما كانت نبرته عالية يصدر عن حسن نصرالله الذي يفاخر بفجور ووقاحة بأنه جندي في جيش ولاية الفقيه الملالوية، أو عن أي قائد أو حاكم أو مسؤول إيراني لا قيمة له لبنانياً ولا يعني أحرار لبنان بشيء لا من قريب ولا من بعيد ويعتبر تعدٍ سافر على لبنان وعلى كل اللبنانيين وعلى حضارتهم وهويتهم وسلمهم وثقافتهم وخصوصيتهم ورسالتهم.

فلبنان ليس إيران ولن يكون، ولبنان ليس حسن نصرالله وحزب الله الإرهابي ولن يكون، ولبنان ليس في محور الشر الإيراني السوري ولن يكون شاء من شاء وأبى من أبى… لبنان هو لبناني وسوف يبقى بعناد على لبنانيته حتى زوال الإنسان عن وجه الأرض.

ويبقى بأن سخافة وهرطقة إقامة وتشييد تماثيل للمجرم والقاتل قاسم سليماني الإيراني الملالوي، كما رفع صوره في الشوارع والأزقة وعلى مباني الدولة هي كلها تصرفات رعناء ومستفزة وعدائية ولا تمثل لا لبنان ولا اللبنانيين، بل هي بالواقع المعاش على الأرض أعمال همجية  وبربرية ووثنية وفوقية تدل بوضوح على مدى خطورة احتلال حزب الله للبنان واستباحته من خلال ترسانة سلاحه وفجوره وإرهابه وتعديه على كرامة وعزة ووجود وحاضر وماضي ومستقبل كل لبناني حر وسيادي.

تماثيل وصور سليماني المقززة لمشاعر اللبنانيين سيكون مصيرها في المزابل وفي حاويات القمامة وبنار المحارق كما كان مصير تماثيل وصور كل المجرمين والقتلة والغزاة من أمثال القذافي وهتلر وستالين وموسيليني والأسدين الأب والإبن وغيرهم كثر.

أما الطاقم السياسي والرسمي والحزبي اللبناني المخصي كرامة وسيادة وشرفاً ووطنية، والمستسلم بجنون وجبن لحزب الله مقابل مواقع سلطوية ومالية وسمسرات وحمايات، فهو وجه قذر من وجوه الإسخريوتي والملجمي والطروادي ونهايته السياسية والسلطوية سوف تمحى وتضمحل وتزول مع نهاية الاحتلال ولن يذكره تاريخ لبنان بغير مسميات الخيانة والعمالة والجبن.

في الخلاصة فإن كل سياسي أو مسؤول أو حاكم أو ناشط أو صاحب شركة حزب في لبنان لا يعلن بصوت عال وبشجاعة بأن حزب الله هو قوة احتلال إيرانية وإرهابية، وبأنه يحتل الجنوب ولم يحرره، وبأنه لم يكن في أي يوم من الأيام لا مقاومة ولا ممانعة، بل ماكينة قتل وإرهاب وإعتيالات فهو شريك لهذا الحزب اللاهي في كل ممارساته الإجرامية والإرهابية.

يبقى أن لا خلاص للبنان قبل الخلاص من احتلال الحزب الله ومن كل عبيده وخدمه من السياسيين والحكام والمسؤولين والأبواب والصنوج على كافة أنواعها وأشكالها.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

نطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في صفحتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك. Please subscribe to My new page on the youtube. click on the link o enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

أبو أرز-اتيان صقر: لبنان بحاجة إلى رجل دولة من طراز الأمير محمد بن سلمان

أبو أرز-اتيان صقر/09 كانون الثاني/2021

صدر عن حزب حرَّاس الأرز ـ حركة القوميّة اللبنانية، البيان التالي:

http://eliasbejjaninews.com/archives/94730/%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%a3%d8%b1%d8%b2-%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%b5%d9%82%d8%b1-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a8%d8%ad%d8%a7%d8%ac%d8%a9-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%b1%d8%ac%d9%84-%d8%af/

لبنان بحاجة إلى رجل دولة من طراز الأمير محمد بن سلمان

منذ فترة غير وجيزة ونحن نتابع باهتمام وإعجاب كبيرين الورشة الإصلاحية العملاقة التي يقودها الأمير محمد بن سلمان داخل المملكة العربية السعودية في أكثر من مجال، وعلى أكثر من صعيد.

هي في الواقع أكثر من ورشة إصلاحية، إنها ثورة شاملة على التقوقع والإنغلاق والتحجّر والتخلّف والتطرّف الدِيني، لمصلحة الإنفتاح والتقدّم والتجدّد والإعتدال الدِيني، وهدفها بناء دولة جديدة وعصرية تحاكي الدول المتطوّرة، وتتماشى مع روح العصر، وتلاقي أحلام الشباب السعودي وتطلعاته المستقبلية.

هذه الثورة غير المسبوقة في المملكة السعودية، والتي أعلنها هذا الأمير الشاب، تشمل ثلاث جبهات رئيسية:

الجبهة الأولى دينية، حيث أعلن حرباً على الفكر الإسلامي المتطرّف، وقد نجح حتى الآن في كبح جماح المؤسسات الدينية التي تحمل هذا الفكر وتنشره بين الناس، ومنها هيئة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" ومعها الشرطة الدينية التابعة لها التي كانت تزرع الخوف بين المواطنين؛ كما وأمر بإنشاء هيئة متخصصة في دراسة استخدامات الأحاديث النبوية وإعادة النظر في بعضها، كونها تعتبر مصدراً أساسياً من مصادر فتاوى التشريع في الدين الإسلامي، ناهيك بالإنقلاب على تقاليد المجتمع السعودي من خلال الموافقة على فتح دُور السينما، والسماح بإقامة حفلات فنية وغنائية، والسماح للمرأة بقيادة السيارة وممارسة الأنشطة الرياضية... إلخ، وفي خطاب له أمام المئات من كبار رجال الأعمال في العالم قال ما حرفيته: لن نسمح بتضييع ثلاثين سنة من حياتنا في مكافحة الأفكار المتطرفة، بل سندمرها الآن وعلى الفور. (لاحظ ندمرها وعلى الفور).

الجبهة الثانية تنموية، وقد بدأها بإطلاق مشروع التحول الوطني ٢٠٢٠، ثم مشروع رؤية السعودية ٢٠٣٠ المُعِدّ لتأمين موارد إقتصادية جديدة تمكّن المملكة من الإستغناء تدريجياً عن الموارد النفطية، بالإضافة إلى عشرات المشاريع الأخرى المبنية على العِلم والرؤية المستقبلية والطموح الوطني، وآخرها نِيوم "NEOM" وهو كناية عن تشييد مدينة نموذجية تمتد من الأراضي السعودية إلى مصر والأردن وتشرف على البحر الأحمر، ولا تتبع للقانون السعودي بل للقوانين الدولية.

الجبهة الثالثة إصلاحية، أي مكافحة الفساد المستشري في السعودية منذ عهود، وقد أصاب الهدف عندما اعتبر ان هذا الوباء الخطير لا يُكافح إلّا بدءاً من أعلى الهرم إلى أسفله، وليس العكس كالمهازل الإصلاحية التي تحصل من وقتٍ لآخر في بلدان العالم الثالث ومنها لبنان. فأصدر أوامره باعتقال عشرات الأمراء وكبار الأثرياء ورجال الأعمال، وإجراء التحقيقات القضائية اللازمة معهم، وعدم إخلاء سبيلهم إلّا بعد تسوية أوضاعهم المالية مع خزينة الدولة.

إنّ هذا الأمير الشاب هو من قماشة رجال الدولة الكبار، وإذا ما أعطي له الوقت الكافي لتنفيذ كل أحلامه، فإنه سيغيّر وجه السعودية ومعها ربما وجه الشرق.

لبنان بأمَسّ الحاجة إلى رجل دولة من هذا الطراز.

لبَّـيك لبـنان

اتيان صقر ـ أبو أرز

 

"إعلاميون من أجل الحرية" تدين "ترهيب نصر الله"

المدن/09 كانون الثاني/2021

دانت مبادرة " إعلاميون من أجل الحرية" "أسلوب الترهيب" الذي اتبعه امين عام حزب الله، حسن نصر الله، في دعوته للتعامل مع وسائل الإعلام المعارضة له، قائلة انها "تحمل الدولة اللبنانية المسؤولية، في حال تم الاعتداء على أي إعلامي او مؤسسة إعلامية، مهما كان نوع هذا الاعتداء، وأياً كان المنفذ أو المنفذين".  وقالت المبادرة في بيان تعليقاً على ما أدلى به نصرالله، "إن وسائل الإعلام في لبنان، لم تخرج في معظم الأحيان عن مناقبيتها وحيويتها وكانت صوتاً دائماً لنقل الوقائع للرأي العام"، مضيفة: "إن كان هذا يزعج بعض المعنيين، فإنه في المقابل يشكل جوهر رسالة الإعلام الحر، الذي لا يمكن أن يخضع للتوجيه وإلا أصبح نسخة عن وسائل دعاية نظم الاستبداد". وأشارت إلى أن "خبر اتهام حزب الله بشحنة الكابتاغون في ايطاليا، نقلته وسائل الإعلام اللبنانية عن قناة bbc وليس عن صحيفة إسرائيلية، وهو ما قامت به كل وسائل الإعلام العربية والدولية"، قائلة: "كان الأحرى بالسيد نصرالله أن يقاضي هذه الوسيلة، لا أن يتجاوزها الى تهديد الإعلام اللبناني".  ورأت المبادرة "إن لغة التهديد بحق الإعلام مرفوضة رفضاً قاطعاً، وهي تهدف الى الترهيب والإسكات، بحيث يتحول لبنان، إذا ما نجحت، إلى سجن تُعتقل فيه حرية الرأي، وهذا عصي على كل من يتجرأ على المس بجوهر وجود لبنان". وإذ دانت "أسلوب الترهيب"، حملت الدولة اللبنانية المسؤولية، "في حال تم الاعتداء على أي إعلامي أو مؤسسة إعلامية، مهما كان نوع هذا الاعتداء، وأياً كان المنفذ أو المنفذين". وحثت المبادرة النقابات المعنية على "التحرك وتجاوز سياسة الصمت، لأن كل الجسم الإعلامي معني بمواجهة هذا التهديد". وأكدت ان "علة وجود لبنان هي الحرية، وهي أقوى، مهما توهم البعض إمكانية استفرادها".

 

الفساد في لبنان هائل

كمال يازجي/09 كانون الثاني/2021

الفساد في لبنان هائل خيالي لكنه نتيجة ثانوية للاحتلال byproduct وضرورة له جزء من عُدّة الشّغل التي لا يُمكنه أن يستغني عنها من الاحتلال السوري الى الاحتلال الايراني الفساد هو البخشيش الذي يُعطى للسياسيين لتغطية الاحتلال والسكوت عنه

الاحتلال ينهب ويترك المتعاونين معه ينهبون هذا هو أسلوب عمله modus operandi التركيز على الفساد والتغاضي عن الاحتلال كما كان يفعل البعض بالتواطؤ مع الاحتلال او بدافع الاحتراز او لاعتبارات تكتيكية أخرى لم يعد ينفع

ولم يعد مُقنعاً لأن الناس أصبحت واعية للعلاقة العضوية بين الإثنين وتدرك تمام الإدراك ما هي المشكلة الأساسيّة التي تنشأ منها جميع المشاكل الأخرى

 

مشاورات الحكومة مجمدة رغم عودة الحريري وتوقع موقف لباسيل اليوم

بيروت: «/الشرق الأوسط/10 كانون الثاني/2021»

في ظل الجمود الذي يسيطر على مشاورات تأليف الحكومة في لبنان، أتت تصريحات أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله، وما قيل عن موقف سيعلن اليوم عنه رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، لتفتح احتمال تحرك المياه الراكدة على خط الحراك السياسي منذ ما قبل عيد الميلاد، مع آخر لقاء عقد بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري. وتتجه الأنظار اليوم إلى ما سيعلنه باسيل، لا سيما أنه يأتي بعد موقف نصر الله الذي أبدى استعداده للمساعدة في تسهيل عملية التأليف، داعياً إلى عدم انتظار تسلم الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن مهامه، إضافة إلى عودة الحريري إلى لبنان بعد زيارة قام بها إلى تركيا، والتقى خلالها الرئيس رجب طيب إردوغان، وبعد اتصال رئيس البرلمان نبيه بري أول من أمس بالبطريرك الماروني بشارة الراعي معزياً بشقيقه، حيث كانت مناسبة للبحث بعملية التأليف، وتأكيد أنه إذا «كانت هناك رغبة لدى الأطراف بالإفراج عن الحكومة، هناك استعداد من الجميع للتعاون»، بحسب ما قالته مصادر مواكبة للاتصالات المتعلقة بالحكومة. وفي حين قالت مصادر مقربة من رئاسة الجمهورية إنه لا شيء جديداً على خط الحكومة بانتظار ما سيقوم به الرئيس المكلف بعد عودته من السفر، ذكرت قناة «إل بي سي» أن «باسيل سيتناول في إطلالته اليوم (الأحد) تطورات السياسة الدولية، والمتغيرات المنتظرة في الشرق الأوسط في ضوء تغيير الإدارة الأميركية، والمصالحات الخليجية، والتطبيع العربي مع إسرائيل، وانعكاس كل ذلك على وضع لبنان». وتتوقف المصادر المواكبة عند أكثر من نقطة تطرق إليها نصر الله، معتبرة أنه ليس بالضرورة أن يكون موقف باسيل مرتبطاً أو منسقاً مع ما أعلنه أمين عام «حزب الله»، مضيفة لـ«الشرق الأوسط»: «لا مبادرة في الأفق سوى مبادرة الراعي، مع إعلان جميع الأطراف استعدادها للتعاون في وقت باتت فيه المشكلة واضحة أنها في مكان واحد، وتحديداً لدى باسيل، وكان لافتاً ما قاله نصر الله أمس، متحدثاً عن مسؤولية الجميع بمن فيهم حليفه». وتتوقف عند حديث نصر الله تحديداً بشأن وزارتي الداخلية والعدل اللتين يتمسك بهما باسيل ورئيس الجمهورية، كما دعوته لتشكيل حكومة قبل 20 يناير (كانون الثاني). من هنا، ترى المصادر أن الكرة في ملعب رئيس «الوطني الحر»، مؤكدة أن كل ذلك يثبت أن المشكلة في أكثر من 90 في المائة منها هي داخلية، وبالتالي بإمكان الأفرقاء اللبنانيين أن يعملوا جميعاً قبل هذا التاريخ لتشكيل الحكومة، لأن الانتظار والتأخير قد يؤدي إلى إظهار مشكلات أخرى. وكان نصر الله قد تحدث عن أزمة ثقة بين الأطراف، رافضاً تحميل المسؤولية لطرف واحد، وقال: «عندما يحصل حوار على وزارة العدل، ومع من تكون لأنه يوجد فتح لملفات، وكذلك وزارة الداخلية، يعني هناك مخاوف في البلد، وهناك ادعاءات صحيحة وادعاءات مخطئة». وأضاف: «نحن نحاول ونتواصل، والرئيس ‏المكلف يفترض أنه عاد إلى بيروت، ورئيس الجمهورية موجود، والقوى ‏السياسية ورؤساء الكتل النيابية موجودين، يجب أن نحاول ونقوم بشيء ‏ما من اليوم إلى ما قبل مغادرة ترمب، وعلينا أن نستغل الوقت، ونعالج ونقرب وجهات النظر، ونعطي ضمانات ‏بعضنا لبعض، ونستطيع أن نفكك قليلاً من المخاوف، ومن أزمة الثقة»، مؤكداً: «يجب علينا جميعاً خلال الأيام المقبلة أن نفعل شيئاً».

 

اللبنانيون يفتقدون البضائع العالمية ويلجأون لبدائل أقل جودة

بيروت: بولا أسطيح/الشرق الأوسط/10 كانون الثاني/2021

قد يشعر الراغب في التسوق حديثاً في إحدى الأسواق اللبنانية لوهلة، أنه في بلد غير لبنان. فالبضائع العالمية التي اعتادها المستهلك غاب معظمها عن الرفوف، وإن وجدت كانت أسعارها 4 أضعاف أو أكثر مما كانت عليه قبل ارتفاع سعر صرف الدولار بشكل كبير منذ أشهر. وقد حلت مكانها بدائل أقل كلفة على المستهلك «وإن كانت أقل جودة، يتم استيراد القسم الأكبر منها من تركيا ومصر وسوريا»، وفق المدير العام لوزارة الاقتصاد محمد أبو حيدر. وتقول غادة يونس (34 عاماً) إن حياتها وحياة عائلتها انقلبت رأساً على عقب منذ نحو عام تقريباً. فنمط العيش الذي اعتادوه لعشرات السنوات لم يعد هو نفسه، مشيرة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن مواد طالما اعتبرتها أساسية باتت مفقودة، كالقهوة التي تحتسيها عادة، والأطعمة التي اعتادها أولادها. وتضيف: «صحيح أن هناك كثيراً من البدائل على الرفوف؛ لكنها جميعها لا ترتقي لنوعية المواد التي كنا نستهلكها. أعلم أننا سنكون مضطرين لنعتاد على الأنواع الجديدة؛ لكن ذلك لن يكون أمراً سهلاً، وسنعاني كثيراً مع الأولاد». وانسحب عدد كبير من الشركات العالمية من السوق اللبنانية تباعاً خلال الأشهر الماضية، بعد تراجع حجم مبيعاتها بشكل دراماتيكي، نتيجة اضطرارها لرفع أسعار السلع تماشياً مع ارتفاع سعر صرف الدولار، وبسبب تراجع وانعدام القدرة الشرائية لكثير من اللبنانيين الذين انحدر نحو 60 في المائة منهم تحت خط الفقر. ويستورد لبنان أكثر من 80 في المائة من المواد الغذائية التي يتم استهلاكها، بحسب مدير عام وزارة الاقتصاد، ما يعني أن هذه المواد تأثرت بسعر الصرف، وارتفعت أسعارها بشكل كبير. وتخطى سعر صرف الدولار الواحد في الأيام الماضية في الأسواق عتبة 8500 ألف ليرة لبنانية، علماً بأن سعر الصرف الرسمي لا يزال ثابتاً عند حدود 1500 ليرة. ويشير محمد أبو حيدر إلى أنه تم تلقائياً استيراد مواد جديدة بديلة عن تلك العالمية التي اعتادها اللبنانيون، معتبراً أن القسم الأكبر من المستهلكين لم يعد يبحث عن النوعية الممتازة إنما عن البضائع الأقل كلفة، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «لم يعد مجدياً للمستوردين الإتيان بالبضاعة العالمية التي لم يعد قادراً على استهلاكها إلا ما بين 5 و10 في المائة من اللبنانيين، لذلك نراهم يستوردون أنواعاً جديدة من دول مجاورة؛ حيث سعر صرف الدولار هناك ليس بعيداً بكثير عما هو في لبنان، وحيث البضاعة قريبة نوعاً ما من تلك التي اعتادها المستهلك اللبناني». وتنحصر المواد الغذائية ذات الأصناف العالمية التي لا تزال موجودة بشح في بعض الأسواق، في تلك التي تدعمها وزارة الاقتصاد، أي يتم تأمين الدولارات لاستيرادها على أساس سعر صرف 3900 ليرة للدولار الواحد. ويعتبر نقيب أصحاب المحلات الكبرى نبيل فهد، أن على اللبنانيين التأقلم مع نمط عيش جديد، فكثير من الأصناف بدأت تختفي تباعاً وتحل مكانها منتجات وطنية وأخرى مستوردة من دول كتركيا ومصر، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الصناعات الوطنية تمكنت في وقت قصير من التخفيف من حدة الأزمة، واستمراريتها مرهونة بمواصلة الدولة دعم المواد الأولية المستوردة التي تستخدمها».

ويخشى لوسيان الحلو (28 عاماً) من أن تكون البدائل الغذائية التي تغزو الرفوف مضرة صحياً، أو لا تخضع لرقابة وزارة الاقتصاد، معتبراً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الكميات الكبيرة للأصناف الجديدة والتي تزداد أسبوعياً تجعلنا نطرح أكثر من علامة استفهام حول ما إذا كانت حقيقةً تستوفي الشروط الصحية المتعارف عليها دوليا؛ خصوصاً أنه لا يمكن لنا كمستهلكين أن نحسم ذلك من شكلها ومذاقها اللذين لا يشبهان في شيء الأصناف العالمية التي اعتدناها». ويطمئن محمد أبو حيدر بأن كل البضائع التي تدخل لبنان من الخارج عبر المعابر الرسمية تخضع لرقابة وزارة الاقتصاد، بحيث يتم أخذ عينات منها للتأكد من كونها مطابقة للمواصفات، قبل السماح بتوزيعها على الأسواق: «لكن المشكلة التي نواجهها ونحاول معالجتها هي في البضائع ذات الصناعة المحلية التي تطرح مباشرة في السوق، وقد طلبنا من أصحاب المحلات الكبرى إعداد لوائح بها لإخضاعها للرقابة قبل السماح ببيعها». ويشير أبو حيدر إلى أنه «خلال أشهر معدودة تم طرح أكثر من 25 نوع زيت جديد في الأسواق، علماً بأنه خلال عام 2020 سجلنا ولأول مرة علامات تجارية لشركات محلية أكثر بكثير من شركات أجنبية»، موضحاً أن «العدد الأكبر منها مرتبط بقطاع التعقيم والتنظيف».

 

لبنان: “حزب الله” يُطوِّق الحريري بشروط تشكيل الحكومة/الجميع بانتظار ما ستسفر عنه مساعي البطريرك بشارة الراعي

بيروت/السياسة/السبت 09 كانون الثاني 2021

مع انسداد مخارج تسوية الأزمة الداخلية المترتبة عن استمرار تعطل تأليف الحكومة، بانتظار ما ستسفر عنه مساعي البطريرك بشارة الراعي، بدا بوضوح من خلال كلام الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله أن هذه الأزمة لم يحن بعد أوان حلها، باعتبار أن هناك مطالب للحزب وحلفائه ما زالت موضوعة على طاولة الرئيس المكلف سعد الحريري، وبالتالي فإن ولادة الحكومة الجديدة مؤجلة حتى ينفذ الحريري هذه المطالب التي يصر العهد و”التيار الوطني الحر” على تحقيقها قبل الإفراج عن الحكومة. وقالت أوساط سياسية لـ”السياسة” إن التعقيدات التي تحدث عنها نصرالله تركز على وجوب تلبية الحريري لشرط الحصول على الثلث المعطل الذي يطالب به العهد وحلفاؤه، وهو ما يرفضه الرئيس المكلف حتى الآن، بالرغم من كل الضغوطات التي تمارس عليه. وقد أكدت مصادر المعارضة اللبنانية لـ”السياسة”، أن “حزب الله” يريد الإمساك بالقرار الحكومي، في سياق الإطباق على سائر مؤسسات الدولة وتسخيرها من أجل العمل على تنفيذ سياسته التي تسير وفق الأجندة الإيرانية المرسومة للبنان والمنطقة، في إطار الصراع الإيراني الأميركي الدائر الذي يتطلب من طهران الإمساك بكل الأوراق التي تعتقد أنه بإمكانها المساومة عليها مع الإدارة الأميركية الجديدة. واعتبرت المصادر أن المواقف الأخيرة للنائب السابق وليد جنبلاط، تشير إلى أن لبنان لن يخرج من المأزق في وقت قريب، بعدما أحكم “حزب الله” قبضته على كل شيء في البلد الذي أصبح تحت سيطرته، وهو يعمل من أجل السيطرة على الحكومة من خلال إعطاء الثلث المعطل لحليفه التيار “العوني”، لضمان إيصال شخص قريب من توجهاته السياسية إلى الرئاسة الأولى بعد انتهاء ولاية الرئيس عون. وتوجه الأمين العام لكتلة “التنمية والتحرير” النائب أنور الخليل، لرئيس الجمهورية ميشال عون بالقول: “متى السيد رئيس الجمهورية توقف محاولاتك المستمرة خرق الدستور؟ الجديد منها طلبك المجلس الدستوري تفسير الدستور وتعلم اكيداً أن تفسير الدستور منوط بمجلس النواب لا غيره محاولاتك اختلاق صلاحيات لكم ولغيركم هي هرطقة دستورية، كفاكم استهتارا بالدستور رحمة بالبلاد والعباد”. ورد الوزير السابق سليم جريصاتي على كلام الخليل، وقال: “حرام أن تستكتبوا الشيخ الجليل أنور ما هو جاهله في الدستور وما لا يرغب فيه من اتهام الرئيس في خرقه، فيندفع من ثم إلى الاعتذار والتبرؤ بالواسطة”. وأضاف جريصاتي: “حافظوا على وقاره”. ورداً على كلام نصرالله، علقت الوزيرة السابقة مي شدياق بالقول: “عندما المشتبه به يستهبل الشعب، ويستفيق بعد 5 أشهر على انفجار المرفأ، ينتهي من طبخته، ويطالب بكشف نتائج التحقيق ويهاجم القاضي ويرفض 6 و6 مكرر”. وأضافت: “من يتحدى العدو ويهدد ما بعد بعد حيفا، يسأل اذا كان في الأجواء يومها طيران اسرائيلي، او من جاء بالنيترات”. وسألت شدياق: “تذاكي؟… استدراك؟”. بدوره، قال النائب السابق فارس سعيد: سيد حسن نصرالله لا ثقة بأية كلمة تقولها “شطارتك” لا تتناسب مع حجم مآسينا”.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت 9/1/2021

وطنية/السبت 09 كانون الثاني 2021

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

لبنان في عين عاصفة كورونا، يحلق في احتلال مراتب متقدمة عالميا نسبة لعدد سكانه، والمؤشرات تضعه بين الدول العشرة الأكثر تسجيلا للإصابات.

فعداد كورونا يسجل يوميا أرقاما قياسية مرعبة، بلغت اليوم 5414 إصابة وعشرين حالة وفاة جديدة، ويتوقع أن تتخطى في اليومين المقبلين عتبة ال7 آلاف إصابة، في ظل واقع صحي منهك بات عاجزا عن مواجهة هذا الوباء الفتاك، فيما اللبنانيون ينتظرون وصول لقاح فايزر في الأسبوع الأول من شباط، من دون إقفال الباب أمام شركات أخرى وفق ما أعلن وزير الصحة، الذي أعلن أننا قد نتجه الى الإقفال الشامل والكامل اذا لم يحدث تجاوب مع المستشفيات الخاصة.

وفي الحديث عن اللقاحات، خبر سار عن لقاح مودرنا، إذ كشف الرئيس التنفيذي للشركة أن التطعيم باللقاح قد يمنع العدوى لسنوات، وقد يكون فعالا ضد السلالات المتحورة.

سياسيا، جمود على مسار التأليف الحكومي، في وقت تحدثت معلومات عن تكثيف الاتصالات بدءا من الاثنين لتذليل العقبات، في ضوء معطيات استجدت، مستفيدة من إعادة تحريك وساطة بكركي، ودعم الثنائي الشيعي لها، في وقت ينتظر ما سيعلنه رئيس "التيار الوطني" جبران باسيل في كلمته غدا حول المسار الحكومي.

إذا في ظل وضع صحي دقيق في لبنان، تتفاوت نسب الالتزام بالإقفال العام، في ظل دعوات لعدم التأخر أكثر في تأمين اللقاح لتجنب الأسوأ.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

في لبنان سخونة على غير مستوى سياسي واقتصادي ومالي وصح، لكن الأكثر غليانا يظل الاجتياح الكوروني الذي من شأنه إحداث فاجعة خطيرة.

وفي صدى لهذه المخاوف، تحذيرات من تحول السيناريو اللبناني إلى مضرب مثل، ومخاوف من ارتفاع عدد الإصابات اليومي إلى ثمانية أو تسعة آلاف قريبا. ولذلك فإن مواجهة السرطان الكوروني تتطلب أكثر من حبات بنادول! والإقفال العام المعلن لا يعرف ما إذا كانت إجراءاته الحالية كافية.

الفاجعة الصحية، هل تشكل من جهة أخرى دافعا نحو تحريك مفاوضات تأليف الحكومة؟ هذا أمل اللبنانيين، أمل يغذيه حديث، ولو حذر، عن حراك متجدد قريبا على خط إحياء التفاوض، لكن أحدا لا يقوى على المغامرة بتوقع نتائجه من الآن.

أما مغامرة الخوض في محاولة إعطاء أدوار جديدة للمجلس الدستوري على حساب المجلس النيابي، فقد استمرت مدار إستهجان واسع من قوى سياسية ونيابية وحزبية تؤكد أن تفسير الدستور منوط بالبرلمان ونقطة على السطر.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

شبكة من الملفات المحلية ألقاها بالامس الامين العام ل "حزب الله" السيد حسن نصر الله على طاولة المعنيين بالحسم، لعل لبنان يتمكن من لملمة بعض من همته وقوته المنهكة..

الحكومة أساس في المعالجات، والتفاهمات الداخلية هي الباب اليها: هي دعوة لاصلاح ذات البين السياسي الذي ينفع جل الناس ويحميهم كلهم من المجهول المرتبط بتداعيات الجنون الاميركي المجرب، والتعطيل المخرب لعجلة الدولة اللبنانية.

ولغاية إنسانية شاملة، ورفعا لكل المظالم والتهم التي ألقيت في ملف انفجار مرفأ بيروت، ومنعا لتعليق أهالي الشهداء والجرحى على خشبة اليأس، جاء طلب السيد نصر الله بالكشف عن التحقيق في هذه القضية، وهو تحقيق علمت المنار أن نسخته الاجنبية لم تختلف في جوهرها عن النسخ التي انتهت اليها الاجهزة الامنية اللبنانية، وأن الانفجار ليس ناجما عن اعتداء خارجي ولا عن استخدام عبوات للتفجير.

كورونيا، دعوة السيد نصر الله الى حملة وطنية للتوعية يكون فيها الجميع مسؤولا، تقدمت دعوة ضرورية لرفع منسوب الوعي قبل أن تسقط كل خيارات المواجهة الى الحضيض، مع تسجيل عداد اليوم عشرين وفاة وخمسة الاف وخمسمئة وأربع عشرة اصابة.

وتنبئ هذه الارقام بأن الكارثة الصحية حلت فعليا مع وجود من يهرول الى المجهول القاتم باصراره على مناكفة الاقفال الذي جاء لصيقا بفترة الاعياد من دون أن يغير أي شيء في نتائج التفلت الهستيري الذي شهدته…وللمرة الاولى يتقدم لبنان دوليا، ولكن ليس في انجاز تاريخي، بل في كارثة عظيمة جراء تسجيله أعلى نسبة إصابات يومية قياسا الى عدد السكان.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

ماذا سيقول رئيس "التيار الوطني الحر" في كلمته الأولى الى اللبنانيين في مستهل العام الجديد؟ كيف سيقارب التطورات اقليميا ودوليا؟ وما هي التوجهات التي سيحددها حكوميا واصلاحيا وعلى المستوى الوطني؟ الجواب ينتظر ظهر الغد، حيث تنقل ال"او تي في" وقائع الكلمة مباشرة على الهواء، وعبر "فايسبوك".

وفي غضون ذلك، يرتسم المشهد المحلي على الشكل التالي:

سياسيا، سوق عكاظ متواصل: هذا يدعو رئيس الحكومة المكلف الى الاعتذار بلا بديل، وذاك يوقظ نائبا نائما ليهاجم رئيس الجمهورية بلا سبب، وآخر يدعو الى تلازم مساري نزع سلاح المقاومة ومحاربة الفساد، وغيره ينظر في الاقتصاد والمال والشؤون الاميركية الداخلية وصولا الى كورونا والصحة.

أما شعبيا، فأكثرية صامتة تراقب وتتأهب للمحاسبة عند أول استحقاق سياسي، في مقابل أقلية لا شغلة لها ولا عملة إلا الثرثرة على مواقع التواصل، بعيدا من اي معطيات او منطق.

غير ان الوضع على المسار الصحي يفوق القدرة على التصور والاستيعاب والتفسير:

من جهة، ارقام مرعبة للاصابات، وموت يدق الابواب، ومستشفيات لم تعد قادرة على استقبال مزيد من المرضى، ومن جهة اخرى، ناس عالبحر في عز كانون، في أوقح تعبير عن انعدام المسؤولية والأخلاق لدى البعض، ليدفع شعب بكامله في كل لحظة أغلى الاثمان.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

بكل أسف، ما خفنا منه حصل. منذ سنة أو أقل بقليل والإعلام يقوم بحملات توعية وينبه. حملات التوعية توجهت الى الناس لحضهم على البقاء في منازلهم واتخاذ الاجراءات الوقائية الكفيلة بمواجهة الجائحة الخبيثة القاتلة. أما التنبيه فللمسؤولين كي يتحملوا مسؤولياتهم ولا يستخفوا كالعادة بحياة المواطنين، أي أن يكونوا ولو لمرة واحدة على قدر المسؤولية الملقاة عليهم. في البدء سارت الأمور كما يجب، بحيث أمكن القول إن اللبنانيين والمسؤولين نجحوا في مواجهة الموجة الاولى من الجائحة. اليوم، المشهد تغير جذريا. ففي الموجة الكورونية الثانية، الاستهتار عند الناس هو سيد الموقف، يقابله "استلشاق" من قبل عدد لا بأس به من المستشفيات الخاصة، وهذا يتوج بتخبط وضياع ولا قرار عند المسؤولين. لذا غير غريب أن يقترب المشهد الطبي- الاستشفائي في لبنان من المشهد الايطالي. فما رصدته كاميرا ال "أم تي في" اليوم في بعض المستشفيات مخيف ومحزن. هل معقول أن يعالج مرضى كورونا في السيارات لأنه لم يعد هناك من غرف في المستشفيات ؟ وهل معقول أن تتحول بعض الكوريدورات وحتى الهنغارات الى بدل عن ضائع لقسم العناية الفائقة ؟ فمن المسؤول يا سادة ؟ وهل تتحملون مسؤولية قتل الناس بدم بارد ولا مسؤولية فاقعة فاجرة؟.

إن المشهد المأساوي الذي أصبحنا عليه، يحتم تحديد المسؤوليات. وإذا أردنا أن نكون منصفين فإن المسؤولية تتوزع على ثلاثة أطراف: أولا، على ناس لم يبالوا بالتنبيهات وبالتحذيرات، فضلوا مثلا التمتع بسهرة رأس السنة بدلا من أن يتمتعوا بصحتهم طوال أيام السنة. والمسؤولية ثانيا على بعض المستشفيات الخاصة التي لم تكن على قدر رسالتها الاستشفائية. هكذا وبدلا من أن يبقى لبنان كما كان دائما مستشفى الشرق، ها هو على طريق أن يصبح مقبرة الشرق والغرب معا. أما المسؤولية الكبرى فتقع على الحكومة مجتمعة، وتحديدا على المسؤولين المعنيين بمواجهة كورونا، بدءا بالمجلس الاعلى للدفاع، مرورا برئاسة مجلس الوزراء، وصولا الى وزارة الصحة ووزارة الداخلية. أيها السادة، لقد عالجتم جائحة قاتلة باستخفاف قياسي، فأثبتم أنكم متقاعسون وجاهلون وفاشلون، ومع ذلك تصرون على الظهور دوريا على وسائل الاعلام. فيا ليتكم تعملون بقدر ما تتكلمون، ويا ليتكم تفعلون وتتحركون وتنفذون بقدر ما تدعون وتنظرون وتتفلسفون. أيها المسؤولون: أعلنوا غدا الاقفال العام الشامل ابتداء من الاثنين المقبل، والا فأنتم متهمون بقتل الناس عمدا وعن سابق تصور وتصميم.. وللحديث اليكم تتمة, فانتظروها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

في كورونا لا رقم وهمي ولا رقم سوق سوداء ولا رقم منصة، مثلما يحدث في الدولار. في كورونا الرقم رقم، لا يحتمل تأويلا ولا يمكن ان يكون وجهة نظر.

فحين نقول ان الإصابات اليوم هي 5414 إصابة والوفيات 20 إصابة، فهذا يعني ان العدد صحيح، لا وهمي ولا منصة، ولكن ماذا بعد الرقم؟ هنا الخطورة الكبرى:

الأطقم الطبية في حالة وهن.

الأسرة في المستشفيات لم يعد عددها يستوعب الحالات التي تحتاج سريرا في المستشفى.

الأدوية تتناقص ويجري تخزين ما تبقى منها، وتسليم الصيدليات من قبل الشركات (بالقطارة).

ونحن في اليوم الثالث على الإقفال العام، وغدا ممنوع التنقل إنفاذا لقرار التعبئة العامة.

الصورة سوداوية على كل المستويات: في ارتفاع عدد الإصابات والوفيات، وفي أن المستشفيات "فولت" وفي ان اللقاح متأخر، وفي أن الإقفال يضر بشريحة كبيرة من المواطنين، الذين إذا جلسوا في منازلهم فلا مدخول لهم ولا مساعدات.

هكذا يبدو الوطن والمواطن متروكين لقضاء وقدر كورونا، ومع ذلك يظهر المواطن الذي لا تساعده الدولة، بأنه لا يساعد نفسه فيتصرف كأن كورونا لم يكن، وهذه معزوفة تقترب من الذكرى السنوية لانتشارها، ولكن على من نقرأ مزاميرنا؟

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

هي أيام يمشي فيها اللبنانيون بين حقول ألغام وبائية التفجير تحت القدم والايادي على الزناد.

تعبت رئة الارض من جائحة ولدت جوائح متحورة، لكن الصدور اللبنانية بين العالم هي اليوم أكثر إرهاقا وتعبا وقطعا للانفاس، لان المواجهة تُخاض على كل الجبهات صحيا واقتصاديا.

وعلى ارتفاع أكثر من خمسة آلاف حالة يوميا، تبدو الايام الفاصلة عن وصول اللقاح تعادل سنوات، فيما أصبحنا أمام مستشفيات مريضة عنايتها الفائقة دخلت في غيبوبة والناس باتت تعالج على أرصفة المشافي. فمشهد طوارئ الروم اليوم أنذر ببدء تطبيق النموذج الايطالي، حيث المرضى يتلقون أجهزة التنفس في الشارع وداخل سيارتهم.

وإذا كانت الروم قد فاقت قدرتها الاستيعابية، فإن هناك مستشفيات تحدث عنها وزير الصحة حمد حسن بلغة الاقتصاص ووقف التعاقدات لقدرتها على التعامل بحس غير إنساني أو وطني. وقال حمد للجديد إننا قد نلجأ الى ما سماه الاقفال الحديدي لمدة أسبوع إذا ما استمر معدل الاصابات في الارتفاع.

ومع اللبنانيين لن ينفع الاقفال الحديدي ولا " الباليستي " حيث الفلتان على غاربه وليس طلبا للعمل إنما " للكزدرة " على الكورنيش وفي الساحات العامة والاعراس التي ما زالت في ديارنا عامرة، وللبنانيين حقوق طبية في التجارة بفحوص الكورونا إذ اصحبت ال " بي سي آر " تجارة مربحة وسط تذاك وشطارة ونتائج مغلوطة.

وبإجراء " بي سي آر " سياسي فإن النتائج سلبية في المقاييس غير الطبية، وقد يسجل خرق في مبادرة سيطلقها رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل في مؤتمر صحافي غدا الاحد.

ولم يعرف ما إذا كانت هذه المبادرة ستحمل عوارض متحورة في الامراض السياسية أو أنها سوف تسهل فعلا عملية التأليف، التي انخفض معدل الاوكسيجين في رئتيها.

وعلى جوانب الازمة رشقات بالدستور الثقيل بين أمين عام كتلة الرئيس نبيه بري النائب أنور الخليل ومستشار رئيس الجمهورية الوزير السابق سليم جريصاتي.

ولم تنته الرشقات الدستورية بين الطرفين، واستمرت من بعبدا الى حاصبيا، فيما تدخلت جزين على جبهات مماثلة باعلان النائب زياد أسود أن رئيس الجمهورية لن يستقيل معتبرا أن "رئيس مجلس النواب نبيه بري يمسك بزمام القرار في الكازينو وفي مصرف لبنان، وهو أحد الذين منعوا محاسبة حاكم المركزي أو إقالته والحاكم بدوره ثبت سعر بقائه في السوق النقدي السياسي معلنا ان لا نية لديه للاستقالة، اما كلامه عن فك الارتباط بين الدولار والليرة فقد فسر على غير منحاه لاسيما وأن فك المسارين أمر يرتبط بشروط صندوق النقد الدولي ولن تحدث مثل هكذا خطوة قبل تشكيل حكومة جديدة تفاوض الصندوق على تطبيق شروطه.

وهذه الشروط كانت قد وقعت عليها حكومة حسان دياب العام الفائت اثناء طلب المساعدة من صندوق النقد وذكر في حينه الحديث عن تعويم العملة الوطنية وتحرير سعر الصرف وعن سعر للسوق سيوازي ال 3500 ليرة.

وفي تعويم أبعد مدى، فإن أميركا تمضي قدما في تحرير نفسها من رئيس ورطها بمافيا السوق اسمه دونالد ترامب، لكن إجراءات العزل دونها عقبات دستورية وشعبية على حد سواء، وحتى الان فإن منصة تويتر كانت الاكثر جرأة في عزل الرئيس نهائيا.

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 9 كانون الثاني 2021

وطنية/السبت 09 كانون الثاني 2021

أسرار النهار

يتجنّب سفير دولة كبرى جديد في لبنان وسائل الإعلام بخلاف سلفه، مؤكداً في مجالسه أنّ المواقف التي تصدر عن دولته واضحة تجاه لبنان وليس لديه ما يقوله في الإعلام في هذه المرحلة.

لوحظ أنّ زعيماً سياسياً حاول في طلّة إعلامية تجنّب التعرّض لقطب من طائفته، كي لا تخرج الأمور عن مسارها

قال وزير الصحة حمد حسن في معرض كلامه "الزملاء النواب" واكمل "انا لم اصبح نائبا بعد" في اشارة الى استعداده لخوض الانتخابات النيابية المقبلة

تردد ان وزيرا تدخل لاطلاق احد مهربي الغاز الى سوريا بعد توقيفه عند حاجز أمني يُعرف بحاجز المحطة وتمّ نقله إلى قيادة المنطقة في اللبوة ما ادى الى اطلاقه والمواد المهربة

أسرار اللواء

لا يُخفي مرجع غير زمني اعتقاده أن العلاقة بين مرجعين، ذهبت إلى غير رجعة، ومن الصعب إعادة الأمور إلى مجاريها!

يتواصل مستشاران، أحدهما رسمي، والآخر متطوع، للتداول في ما يُمكن فعله، لتقريب المواقف.

تكشف مصادر واسعة الاطلاع أن دولة إقليمية كبرى، لن تسير جدياً بما سمّي المبادرة الفرنسية.

خفايا نداء الوطن

على الرغم من سريان القانون رقم 191 الرامي إلى تعديل المادة 47 من قانون أصول المحاكمات الجزائية، والذي يهدف الى تعزيز الضمانات الأساسيّة للموقوف وتفعيل حقوق الدفاع والحد من إمكانية التعذيب، لا تزال بعض جهات التحقيق الاولي تمتنع عن تطبيقه ما يعرّض القائمين بالتحقيق للمساءلة الجزائية.

باتت مشكلة هلاك الحد الأقصى لعقد النفقات وتنفيذ موازنات المؤسسات العامة وفقاً للأصول المحددة في قانون المحاسبة العمومية والأنظمة المالية لتلك المؤسسات، بالإضافة الى هلاك قيمة الاعتمادات المرصودة في الموازنات المستقلة والمخصصة للصيانة والمواد واللوازم والأشغال؛ تشكل تهديداً حقيقياً لسير وانتظام المرافق العامة بسبب تآكل القيمة الشرائية وتدهور سعر الصرف الرسمي يومياً.

تحظى حقيبة الشؤون الاجتماعية باهتمام عدد من القوى حتى لقبت بالحقيبة الملكة ومرد ذلك الى ارتباطها ببرامج المساعدات المحلية والدولية.

البناء

خفايا

قال مصدر سياسي يتابع تفاصيل المشهد اللبناني إن العلاقات بين الرئاسات الثلاثة تمر بأصعب أيامها وهذا ما يدفع الملف الحكومي والملف القضائي الى المرتبة الثانية، لأن ترتيب أمر العلاقات الرئاسية وحده يفتح الباب لبحث ما عداه. وقال المصدر إن المبادرة الفرنسية لا تملك القدرة على حل هذه الأزمة التي ربما يكون حزب الله الوحيد القادر على خوض غمارها.

كواليس

لفت دبلوماسي أوروبي إلى الاهتمام الأميركي بمخاطر عبث مغامر يرتكبه الرئيس دونالد ترامب استدعى اتصالا من رئيسة مجلس النواب برئيس الأركان لضمان أمن الزر النوويّ. وقال الدبلوماسي لقد تذكرنا أيام انهيار الجمهوريات السوفياتية الصغيرة والقلق على مخاطر استخدام الأسلحة النووية.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

جبق لـ"نداء الوطن": المحظوظ سيعيش وسيّئ الحظّ "ما إلو إلّا الله" :

نداء الوطن/09 كانون الثاني/2021

بعدما تفاقمت ازمة كورونا في لبنان، وتسارعت وتيرة الاصابات والوفيات، اعلن وزير الصحة السابق الدكتور جميل جبق ان ما كان يجب ان يقال قلناه منذ شهور عدة اما اليوم فالكلام لا يفيد بشيء، بعدما وصلنا الى ما كنا نحذّر منه سابقا، 5 آلاف حالة في اليوم تتصاعد تدريجيا الى 10 آلاف حالة يوميا، ولا مستشفيات ولا دواء ولا عناية فائقة". جبق الذي نادى من اليوم الاول بضرورة اغلاق البلاد اغلاقاً تاماً بما فيه مطار بيروت امام القادمين لكي نستطيع حماية مجتمعنا والا لن نصل الى نتيجة، اكد لـ"نداء الوطن": "اننا ندفع اليوم ثمن عدم الاقفال ونحن لا نزال نتحدث في الاعلام، وكل واحد ينظّر هنا وهناك. اقفال المطار كان يجب ان يتم من بداية الجائحة اما اليوم فلا فائدة من اقفاله، لا بل ان مطارات العالم تقفل امامنا، فتخيّلوا ان الدول التي كنا لا نستقبلها هي اليوم ترفض استقبالنا اذا كنا نسجل في اليوم 5 آلاف حالة على عدد السكان المقيمين في لبنان، 5 ملايين، يمكن ان تتخيلوا كم النسبة المئوية بسبب الاصابات، لقد تجاوزنا نسبة اصابات الـ 15 في المئة وهو رقم غير مسموح تجاوزه في العالم، أي سنصل تقريباً الى مرحلة معينة يكون فيها ثلث سكان لبنان مصابين بـ"كورونا"، وهذه نسبة لم تسجلها اي دولة في العالم، حتى اسوأ الدول".

واعتبر جبق أنّ "باب الامل الوحيد يكمن في اقفال البلد كليا وليس اقفالاً مع استثناءات، مع قوانين صارمة بمنع النزول الى الشارع من دون الكمامات، فلو وضعنا في البداية قانونا يمنع السير او المشاركة في اي مناسبة من دون كمامة لكنا حمينا مجتمعنا، لكن حتى الامس المقاهي مزدحمة والناس تشرب القهوة والشاي والنرجيلة. فانقاذ البلد اليوم يتم من خلال الاقفال العام وليس باصدار تعاميم باقفال عيادات الاطباء بعد الساعة الثالثة ظهرا، فالاطباء يعالجون المرضى الذين يتجنّبون التوجّه الى المستشفيات بسبب اعداد الاصابات الكبيرة. لم ار مثل هذا الذكاء في القرارات، فكل دول العالم تستنفر طبياً: مستشفيات ومختبرات وعيادات ونحن في لبنان نقفل العيادات بعد الثالثة". وختم جبق: "لقد وقع المحظور، وكل شخص سيتّكل بعد اليوم على الله وعلى ايمانه، فنسبة الاصابات عالية جدّا، فالمحظوظ يمرّ عليه الفيروس "مرور الكرام" ولا يتسبّب له بمضاعفات، اما صاحب الحظ السيئ فـ"ما الو الا الله".

 

تفجير المرفأ: نصرالله يطرح أسئلة بدل الاجابة عنها!

المركزية/09 كانون الثاني/2021

في كلمة متلفزة القاها مساء الجمعة خصّصها للملف اللبناني والتطورات السياسية الحكومية، دعا الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله إلى إعلان نتائج التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، وكشف الحقيقة للبنانيين وعوائل الضحايا، منتقدا المحقق العدلي القاضي فادي صوان، واعدا بمتابعة القضية حتى النهاية. وتحدث نصرالله عن "وجود أجواء بتمييع التحقيق وتضييع المسؤوليات وتضليل الحقيقة"، وعن "استخدام القضية بهدف رمي الاتهامات ضد (حزب الله)، واستغلاله للتحريض على رئيس الجمهورية ميشال عون والتيار الوطني الحر من بوابة التحالف"... وسأل عن الأسباب التي تحول دون إعلان الحقيقة، وما إذا كان الانفجار ناجماً عن وجود صواريخ أو ذخائر، أو مواد عسكرية متفجرة، أو طائرة ضربت المرفأ، أم عمل عدواني تخريبي، أم أنه يعود إلى الإهمال؟! مضيفا "الحقيقة موجودة في التحقيق، لماذا إخفاؤها؟ لماذا إبقاء الملف مفتوحاً للتضليل والتزوير والتحريض الطائفي والاستهداف السياسي؟" وذهب الى حد القول "بعد 5 أشهر على الانفجار، لم نعرف بعد من أتى بمواد نترات الأمونيوم، ولمصلحة من، وكيف مرّت على الأساطيل الأميركية والأوروبية ويونيفيل من دون مصادرتها؟ من استلمها"؟ بحسب ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ"المركزية"، فإن الجمهور اللبناني كان يتوقّع من نصرالله اجابات عن هذه الاسئلة، لا ان يطرحها هو في الاعلام. فهل يجوز ان يكون مَن يعرف ماذا يوجد في ميناء حيفا في اسرائيل وفي مفاعلاتها النووية وشوارعها (...)، لا يعرف ماذا يوجد في مرفأ بيروت؟ وهل يعقل ان يكون الفريق اللبناني الوحيد المسلّح، والذي يردد ليل نهار انه سيحمي لبنان من اي عدوان او استهداف، وأن يده على الزناد دائما، "حاضرا في كل ساحة لمواجهة العدو ومخططاته وصدّها"، لا يعرف ان "فريقا ما" أدخل اطنانا من المتفجرات الى مرفأ بيروت؟! اذا كانت هذه هي الحال، فإنها تُعتبر خرقا كبيرا لقدرات المقاومة وجاهزيتها، تتابع المصادر، قبل ان تذكّر بمذكرات توقيف بالجملة صدرت في دول اوروبية وغربية وسواها في الاشهر الماضية، في حق اشخاص صدروا النيترات الى هذه الدول، تبيّن انهم ينتمون الى حزب الله. ووفق المصادر، فإن افضل وسيلة لتبرئة ساحة الحزب او حلفائه من اي تهمة بالتقصير في قضية المرفأ، هي في تلبية استدعاءات المحقق العدلي القاضي فادي صوان، واثبات البراءة امامه، لا في ان يقاطع المُستدعون القاضي، ويطالبوا بتنحيته. فالاكيد ان اللبنانيين وذوي الضحايا لن يقبلوا بنصف حقيقة ولا بكبش محرقة تتم التضحية به وتصويره على انه المسؤول عن التفجير، لإسكات الناس... اما سياسيا، فردّ نصر الله كل الاتهامات التي تطاول حزب الله بتعطيل تشكيل الحكومة لحسابات المنطقة والإقليم، والانتخابات الرئاسية الأميركية، أو لأي اعتبارات خارجية، مؤكداً أن الخارج غير مهتمّ الآن بلبنان، متوجهاً لمن يربط التأخير بإمكان حصول مفاوضات إيرانية أميركية بالقول "لا مفاوضات لا على لبنان أو سورية أو العراق. وأنتم تنتظرون شيئا من دون أفق"، داعياً إلى تجاوز الاعتبارات الخارجية والتركيز على الجانب الداخلي والتفاهم. ورأى نصر الله أنه لا يجوز تحميل المسؤولية لطرف واحد في تأخير تشكيل الحكومة، فهناك مخاوف عند بعض الأطراف، ولا سيما في فتح الملفات، وهناك تيارات سياسية تعتبر نفسها مستهدفة بأصل وجودها، وتريد ضمانات مقابلة، لفك أزمة الثقة والمخاوف، ويجب حلّ هذه الأمور لأن الحكومة مهمة وضرورية، علماً أن لا عصا سحرية بيدها... وهنا، تقول المصادر "نصرالله يشير الى ان العقدة الحكومية اليوم هي غياب الثقة بين التيارين الازرق والبرتقالي. جيد. لكن في حال حُلّت، هل سيرضى الحزب بأن يسمي الحريري وزراءه"، هذا ما كان المراقبون يريدون جوابا عنه!

 

بين ماكرون وبيروت... طريق حكومية مقطوعة؟

المركزية/09 كانون الثاني/2021

حتى الآن، أثبتت المجريات السياسية أن أفرقاء الداخل لم يحسنوا استغلال الفرصة الذهبية التي أتتهم بعد تأجيل زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلى بيروت، على وقع إصابته بوباء كورونا. وبالنظر إلى التجارب السابقة، غير المشجعة في معظمها، لا يستبعد أن يكون المعنيون يراهنون على تحديد موعد جديد لرحلة ماكرون الثالثة إلى بيروت، قبل أن يسرعوا الخطى في اتجاه تأليف حكومة. وفي السياق، أشارت مصادر سياسية لـ "المركزية" الى أن الاتكال مجددا على رزنامة مواعيد الرئيس الفرنسي حصرا لتأليف حكومة لبنانية جديدة ليس إلا ضربا من الجنون، في ضوء الانشغالات الكثيرة لماكرون الغارقة بلاده في أزمة داخلية بلغت أوجها مع تفشي الوباء بشكل مرعب في أرجائها، إضافة إلى التحدي الكبير الذي تمثله طموحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في منطقة شرق المتوسط، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وتسلم الرئيس جو بايدن مهامه في البيت الأبيض بعد عشرة أيام تقريبا. كلها، أضافت المصادر، قضايا قومية واقليمية قد لا تتيح لماكرون العودة إلى لبنان في وقت قريب، مع العلم أن خلية الأزمة المخصصة لدراسة الملف اللبناني في الاليزيه تستمر في العمل في هذا الاطار. وذكّرت المصادر أن وزير الخارجية الفرنسي جان-ايف لودريان أطلق أكثر من إشارة حمراء إلى مدى خطورة الوضع السياسي في لبنان، في ظل سلطة لا تحترف إلا فن المماطلة والتسويف، وهو ما جعل لودريان يغضب ويخرج على موجباته ولغته الديبلوماسية المعتادة في أكثر من مناسبة. وشددت المصادر على أن في هذا الوقت الدولي المستقطع، لم يجد المسؤولون حاجة إلى تسريع التأليف، بل ملأوا الوقت بالعقد، والشروط والشروط المضادة، إلى حد أن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بات ينصح الرئيس المكلف سعد الحريري بالتخلي عن أداء مهمة التأليف، ليتحمل حزب الله ورعاته الاقليميون وحلفاؤه المحليون مسؤولية ما قد تصل إليه البلاد من إنهيار على كل المستويات، من شأنه أن يقضي على مقدرات الوطن. أمام هذه اللوحة العابقة بالألغام السياسية، تدعو المصادر المعنيين إلى الاقلاع عن ربط لبنان بالاستحقاقات والمصالح الخارجية، وتسريع مسار التشكيل، معترفة في المقابل، بأن زيارة ماكرون إلى بيروت، قد تؤدي هذا الغرض، مع العلم أن الفرنسيين كانوا ربطوا مرارا بين تأليف الحكومة ورحلة ماكرون إلى بيروت، على اعتبار أن العالم ينتظر تطبيق المبادرة الفرنسية ليبني على الشيء مقتضاه "اللبناني".

 

مبادرة لباسيل غداً... فهل يولد الحلّ؟

أم تي في/09 كانون الثاني/2021

‏يطلّ رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل عند الثانية عشر من ظهر غدٍ عبر محطات التلفزيون ووسائل الإعلام، متحدثاً في الملفات التي تهم اللبنانيين في حياتهم اليومية والوطنية، بدءاً من ملف كورونا مروراً بالحكومة وأسباب عدم تشكيلها والتحقيق المجمّد بانفجار مرفأ بيروت ومسؤولية القضاء فضلاً عن ملف الانهيار المالي والتدقيق الجنائي. ‏وعلم موقع mtv ان باسيل سيتقدم في اطلالته الإعلامية ظهر غد بمبادرة تشكل منطلقًا للحل في ملفات الأزمة اللبنانية السياسية والاقتصادية.

 

بكركي تكشفُ أمراً هامّاً

ليبانون ديبايت/السبت 09 كانون الثاني 2021

كشفَت مصادر مواكبة للقاء بكركي بين رئيس الجمهورية ميشال عون والبطريرك الماروني، ان بكركي خلصت الى نتيجة مفادها ان لا جدوى من لقاء المصالحة والمصارحة، الذي لن يقدّم او يؤخّر في ظل تمسّك كل طرف بمواقفه.

 

لا جديد حكومياً: الحريري ينتظر ردّ عون!

جريدة الانباء الالكترونية/09 كانون الثاني/2021

لا جديد في الأفق حكومياً، وأشارت مصادر بيت الوسط، وفق جريدة الأنباء الالكترونية، الى أن لا اتصالاً بين بيت الوسط وبعبدا لأن اللقاء الأخير الذي جمع الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري سلّم الأخير بموجبه مسودة الحكومة الى عون وهو ينتظر منه الرد عليها، ولغاية الآن لم يتبلور هذا الرد بعد.

 

دول الخليج: لن نبادر الى مساعدة حكومة “الحزب”

الجمهورية/09 كانون الثاني/2021

نقل عائدون من دولة خليجية كبرى اجواء غير مشجعة تجاه مستقبل الوضع في لبنان، حيث عكس هؤلاء استياء بالغاً من اصرار بعض الاطراف في لبنان على المنحى العدائي ضدّ كل الدول الصديقة والشقيقة للبنان، وفي مقدمها دول الخليج، التي لطالما كانت الى جانب لبنان وقدّمت اليه الدعم في الاوقات الصعبة.

واكّد هؤلاء لـ”الجمهورية”، أنّ هذا المنحى لا يخدم لبنان على الاطلاق، بل يجعله رهينة لغايات من يريد أن يغيّر هويّة لبنان، ويُخرجه من موقعه الطبيعي بين اشقائه العرب، ويُدخله في الفلك الايراني، وتبعاً لذلك، فإنّه مع استمرار هذا المنحى من غير الطبيعي أن يعوّل على دور خليجي مساعد للبنان في ظل هذا الوضع، وخلاصة الامر أنّ احداً من العرب، ودول الخليج بالتحديد، لن يفتح خزائنه لمساعدة لبنان. واللافت في ما نقله العائدون من الدولة الخليجية الكبرى، تأكيدهم على انّ وضع لبنان لن ينحو في اتجاه الإنفراج، طالما أنّه رهينة في يد “حزب الله” وسياساته التي تخدم ايران. ومن هنا، فإنّهم يقاربون ملف تأليف الحكومة بحذر بالغ، من زاوية سيطرة “حزب الله” عليها، وكذلك من زاوية عدم السماح لها في تنفيذ برنامج الإصلاحات التي يطلبها المجتمع الدولي، وفي خلاصة الامر، لن نبادر الى مساعدة حكومة “حزب الله”.

 

"المحظوظ سيعيش"... هكذا يُنقذ البلد من "كورونا"!

نداء الوطن/09 كانون الثاني/2021

بعدما تفاقمت ازمة كورونا في لبنان، وتسارعت وتيرة الاصابات والوفيات، اعلن وزير الصحة السابق الدكتور جميل جبق ان ما كان يجب ان يقال قلناه منذ شهور عدة اما اليوم فالكلام لا يفيد بشيء، بعدما وصلنا الى ما كنا نحذّر منه سابقا، 5 آلاف حالة في اليوم تتصاعد تدريجيا الى 10 آلاف حالة يوميا، ولا مستشفيات ولا دواء ولا عناية فائقة". جبق الذي نادى من اليوم الاول بضرورة اغلاق البلاد اغلاقاً تاماً بما فيه مطار بيروت امام القادمين لكي نستطيع حماية مجتمعنا والا لن نصل الى نتيجة، اكد لـ"نداء الوطن": "اننا ندفع اليوم ثمن عدم الاقفال ونحن لا نزال نتحدث في الاعلام، وكل واحد ينظّر هنا وهناك. اقفال المطار كان يجب ان يتم من بداية الجائحة اما اليوم فلا فائدة من اقفاله، لا بل ان مطارات العالم تقفل امامنا، فتخيّلوا ان الدول التي كنا لا نستقبلها هي اليوم ترفض استقبالنا اذا كنا نسجل في اليوم 5 آلاف حالة على عدد السكان المقيمين في لبنان، 5 ملايين، يمكن ان تتخيلوا كم النسبة المئوية بسبب الاصابات، لقد تجاوزنا نسبة اصابات الـ 15 في المئة وهو رقم غير مسموح تجاوزه في العالم، أي سنصل تقريباً الى مرحلة معينة يكون فيها ثلث سكان لبنان مصابين بـ"كورونا"، وهذه نسبة لم تسجلها اي دولة في العالم، حتى اسوأ الدول". واعتبر جبق أنّ "باب الامل الوحيد يكمن في اقفال البلد كليا وليس اقفالاً مع استثناءات، مع قوانين صارمة بمنع النزول الى الشارع من دون الكمامات، فلو وضعنا في البداية قانونا يمنع السير او المشاركة في اي مناسبة من دون كمامة لكنا حمينا مجتمعنا، لكن حتى الامس المقاهي مزدحمة والناس تشرب القهوة والشاي والنرجيلة. فانقاذ البلد اليوم يتم من خلال الاقفال العام وليس باصدار تعاميم باقفال عيادات الاطباء بعد الساعة الثالثة ظهرا، فالاطباء يعالجون المرضى الذين يتجنّبون التوجّه الى المستشفيات بسبب اعداد الاصابات الكبيرة. لم ار مثل هذا الذكاء في القرارات، فكل دول العالم تستنفر طبياً: مستشفيات ومختبرات وعيادات ونحن في لبنان نقفل العيادات بعد الثالثة". وختم جبق: "لقد وقع المحظور، وكل شخص سيتّكل بعد اليوم على الله وعلى ايمانه، فنسبة الاصابات عالية جدّا، فالمحظوظ يمرّ عليه الفيروس "مرور الكرام" ولا يتسبّب له بمضاعفات، اما صاحب الحظ السيء فـ"ما الو الا الله".

 

ما خلفيّات لقاء اردوغان - الحريري؟

الانباء الالكترونية/09 كانون الثاني/2021

تطرق عضو كتلة المستقبل النائب محمد الحجار، في حديث إلى جريدة الأنباء الالكترونية، الى زيارة رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري الى تركيا ولقائه الرئيس رجب الطيب أردوغان، معتبرا ان "هذه الزيارة تتم في اطار التحضيرات التي يقوم بها الحريري مع رؤساء الدول الصديقة لتأمين أكبر قدر من الدعم والمساعدة للبنان من أجل خطة النهوض الاقتصادي، لتكون هذه المساعدات جاهزة حتى يباشَر بتنفيذ الخطة فور تشكيل الحكومة التي كان يفترض ان تتشكل قبل 3 أشهر، لكن يبدو ان الفريق الممانع للتشكيل ما زال يتصرف وكأن لبنان بألف خير، وكأن هذا الكيان ليس مهددا بوجوده، وما زالوا يصرون على المحاصصة والتعطيل لن يزيد اللبنانيين إلا الفقر المعاناة"، لافتا الى ان "الحريري قال ما عنده".

 

النهار: استباحة وبائية ولا لقاح وتحرير سعر الصرف!

وطنية/السبت 09 كانون الثاني 2021

في حين تتهاوى كل جدوى للثرثرة السياسية المتصلة بدوامة ازمة تاليف الحكومة التي غدت مهزلة دراماتيكية وسط الانهيارات التي يشهدها لبنان بدا مدهشا ان يجد العهد متسعا من الوقت لتفجير شكوك جديدة حول النيات الانقلابية لديه ولدى بعض حلفائه على الطائف من خلال ابتداع تفسير مبتكر لوظيفة المجلس الدستوري تنيط به تفسير القوانين ! ولا يقف عامل الادهاش هنا على توقيت هذا الترف السياسي الذي فجر بسرعة ردودا سلبية عليه بدءا بموقف لرئيس مجلس النواب نبيه بري وانما العامل الأشد اثارة للصدمة ان الدولة اللبنانية برأسها وأقطابها وحكومة تصريف اعمالها قاطبة لا تبدو مدركة واقعيا فداحة الكارثة الوبائية التي اشتد أوارها في الأسبوعين الأخيرين عقب "انفجار" الأعياد على نحو وضع لبنان واللبنانيين في مهب استباحة الوباء بشكل غير مسبوق .

وبازاء ما يجري من تطورات دراماتيكية امام المستشفيات المختنقة والمكتظة بطوابير المصابين والمرضى خصوصا عند أبواب وباحات أقسام الطوارئ تتساءل جهات معنية في القطاعات الصحية والطبية والمدنية هل يعلم المسؤولون فعلا ماذا يجري في مستشفيات لبنان والألوف من منازل اللبنانيين ويبقون على هذه الوتيرة الخيالية من المعالجات البطيئة لأسوأ واقع عرفه في تاريخه القطاع الصحي في لبنان بعدما كان مفخرة لبنان في المنطقة ؟ كما يتساءلون متى يبادر المسؤولون الى توحيد المرجعية الطبية والصحية في لبنان ووضعها في ايدي خبيرة وعلمية بعيدة من التسييس مادام الحل الحكومي بعيدا ولا افق لانفراج وشيك فيما التضارب على اشده في المعالجات الصحية التي تتبعها الحكومة المستقيلة ؟ ثم هل من تفسير ل"مؤامرة " تأخير وصول اللقاحات الى لبنان بفعل إجراءات غامضة ومتأخرة في استقدام اللقاح الحصري الوحيد الذي قررته الحكومة في حين كان ممكنا تنويع اللقاحات كما تفعل دول العالم ؟ ولماذا سيكون لبنان بين آخر الدول التي سيصلها اللقاح فيما تلهو وزارة الصحة بتخدير الناس بتوزيع الكمامات وقت تتصاعد ارقام الإصابات على نحو مخيف ؟

ومضى عداد كورونا في تسجيل ارقام قياسية مرعبة خرقت سقف الخمسة الاف إصابة اذ بلغ عدد الاصابات امس 5423 إصابة و17 حالة وفاة ومع ذلك سجل مزيد من الإخلالات بالإقفال واتسعت الاستثناءات بعد يومين فقط من بدئه، وشمل آخرها امس سائقي الفانات والاوتوبيسات. ودق نقيب الأطباء في بيروت شرف أبو شرف جرس التحذيرات مجددا مشددا على أن "الإقفال التام لا يمكن أن ينجح إذا استمرّ المواطن بعدم الالتزام، والجهات المعنية من لجان نيابية ووزارية وصحّية ووزارات بعدم التنسيق في ما بينها وتوحيد قرارها". وطالب بـاستحداث مستشفيات ميدانية وتجهيزها ودعم المستشفيات الخاصّة والرسمية بما هي بحاجة إليه لزيادة قدرتها الاستيعابية ومواكبة الحالة الصحيّة الخطرة . وابرز ما كشفه أبو شرف ان "لقاحا يُستخدم في عدد من الدول ممكن استيراده بأقرب وقت وقد يصل الى لبنان قبل لقاح شركة "فايزر" وهو أقل كلفة"، مناشداً "وزارة الصحة الإفساح في المجال أمام القطاع الخاص لاستيراده".

أما التطور السلبي الاخر الذي هبط على رؤوس اللبنانيين فتمثل في اعلان حاكم مصرف لبنان رياض سلامة امس ان "عصر تثبيت سعر الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأميركي انتهى ونتجه نحو سعر صرف معوم يحدده السوق" .ولكنه عاد وابلغ رويترز ليلا انه لن يجري تعويم العملة من دون موافقة صندوق النقد الدولي بما يعني ان تحرير سعر الصرف يجب ان يتم بالاتفاق مع صندوق النقد وبقرار من الحكومة اللبنانية ولذا دعا سلامة الى تشكيل الحكومة الجديدة بسرعة لمحاولة النهوض من الواقع الحالي .

بكركي والحكومة

اما على الصعيد الحكومي فبرز امس الاتصال الذي اجراه رئيس مجلس النواب نبيه بري بالبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، معزيا بوفاة شقيقه . وذكر أن "الاتصال كان مناسبة جرى خلالها تبادل الأفكار في ما يتعلق بالحكومة اذا كان هناك رغبة في تأليفها" .

وتزامن ذلك مع معلومات ل "النهار" عن استمراربكركي في جهودها لتذليل العقبات التي تحول دون توافق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري على التشكيلة الحكومية اذ زار الوزير السابق سجعان قزي بيت الوسط قبل يومين واطلع الرئيس الحريري على أجواء البطريرك الراعي بعد زيارة الرئيس عون لبكركي . في غضون ذلك، اعلن مكتب الحريري ان الرئيس المكلف التقى ظهر امس في اسطنبول الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، وجرى خلال اللقاء، الذي استمر ساعتين وتخلله غداء عمل، عرض مفصل لآخر التطورات الإقليمية والتحديات المتعددة وسبل التعاون بين دول المنطقة لمواجهتها. كما تطرق الرئيسان الحريري وأردوغان للعلاقات الثنائية بين لبنان وتركيا، وسبل دعم جهود وقف الانهيار واعادة اعمار بيروت فور تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان.

تفسير الدستور!

في هذه الاثناء فتح الرئيس عون مسلكا جديدا لسجال دستوري بإعلانه ان "دور المجلس الدستوري لا يجوز ان يقتصر على مراقبة دستورية القوانين فحسب، بل كذلك تفسير الدستور ". ولفت الى "وجود ثغرات في النصوص التي تحدد صلاحيات الوزراء، لاسيما اولئك الذين يتقاعسون عن تنفيذ القانون ".

واثار موقف عون حفيظة الرئيس بري الذي سارع الى الرد في بيان قائلا " ان دور المجلس الدستوري هو مراقبة دستورية القوانين من دون أن يتعداها الى تفسير الدستور الذي بقي من حق المجلس النيابي دون سواه، وهذا أمر حسمه الدستور ما بعد الطائف بعد نقاش ختم بإجماع في الهيئة العامة".

كما رد النائب المستقيل مروان حمادة بعنف على عون فاتهمه بارتكاب "خرق جديد للدستور في محاولة منه لنزع سلطة تفسير الدستور من المجلس النيابي " وقال "هناك فارق كبير بين دستورية القوانين المولج بتفسيرها المجلس الدستوري، وبين تفسير الدستور ومواده الذي لو خرج من المجلس النيابي سيطيح بفصل السلطات وكل التوازنات المؤسساتية، ويعيدنا برعاية العهد الميمون الى الحرب الأهلية".

 

فعلاً لا قولاً"... بيانٌ شديد اللهجة من "قضاة لبنان"

وكالات/السبت 09 كانون الثاني 2021

أصدر نادي قضاة لبنان بياناً، قال فيه: في سياق المواقف المتتالية التي اطلقها نادي قضاة لبنان نبدي ما يلي:

- التفتيش القضائي شريك في الفساد عند تخاذله عن محاربته

- الجميع يطالب بالثورة على القضاء الفاسد.

-الكل يعلن استعداده (المزيف) للخضوع للمحاسبة امام القضاء النزيه والمستقل فقط.

-القلة الفاسدة تشوه عمل وصيت الاكثرية الصالحة.

ولأن التفتيش القضائي هو الوحيد الذي يتولى مراقبة حسن سير القضاء وأعمال القضاة وموظفي الأقلام وسائر الأشخاص التابعين لها، كما الصلاحيات التأديبية المنصوص عنها في القانون تجاه القضاة وموظفي الأقلام والدوائر المركزية في وزارة العدل، لذلك، من غير المقبول بعد الان ان يستمر في العمل قاض فاسد واحد، من غير المقبول عدم انهاء الملفات العالقة امام التفتيش القضائي، سواء لناحية احالتها الى المجلس التأديبي أم حفظها اذا وجب ذلك، من غير المقبول قبول استقالات قضاة تقرر عزلهم أو صرفهم بدلاً من محاسبتهم جزائياً، من غير المقبول المساومة في المحاسبة لمن يفترض به ادانة كل انواع المساومات، من غير المقبول عدم تنظيم ملف تقييمي لكل قاض يبنى عليه لدى اقرار التشكيلات القضائية،من غير المقبول عدم ضرب كل انواع الفساد في القضاء، سواء تمثل بالتصرفات الشاذة او بالتبعية السياسية او بقبض الرشاوى او بمصادقة النافذين والمتمولين الفاضحة او بعدم احترام التجرد في الملفات العالقة او بالخمول في العمل. وأضاف البيان، "بالرغم من مسؤولية السلطتين التشريعية والتنفيذية في جزء كبير من الفساد الموجود في القضاء، الا ان المسؤولية الاكبر تقع على عاتق "أهل البيت" في العمل على اقصائه، ويمسي التفتيش 'شريكاً' حتما للفاسد عند تخاذله في هذا الاقصاء".

وختم نادي قضاة لبنان بيانه، بالقول: "فلتستكمل المحاسبة الداخلية ولو متأخرة ، فعلاً لا قولاً، عن حق ومن دون تشفي على من ثبت فساده، اذ لا رحمة لمن لا رحمة لديه في عدالة البشر".

في سياق المواقف المتتالية التي اطلقها نادي قضاة لبنان نبدي ما يلي:

2- التفتيش القضائي "شريك" في الفساد عند تخاذله عن محاربته

- الجميع يطالب بالثورة على القضاء الفاسد،

الكل يعلن استعداده (المزيف) للخضوع للمحاسبة امام القضاء النزيه والمستقل فقط،

القلة الفاسدة تشوه عمل وصيت الاكثرية الصالحة،

ولأن التفتيش القضائي هو الوحيد الذي يتولى مراقبة حسن سير القضاء وأعمال القضاة وموظفي الأقلام وسائر الأشخاص التابعين لها، كما الصلاحيات التأديبية المنصوص عنها في القانون تجاه القضاة وموظفي الأقلام والدوائر المركزية في وزارة العدل،

لذلك،

من غير المقبول بعد الان ان يستمر في العمل قاض فاسد واحد،

من غير المقبول عدم انهاء الملفات العالقة امام التفتيش القضائي، سواء لناحية احالتها الى المجلس التأديبي أم حفظها اذا وجب ذلك،

من غير المقبول قبول استقالات قضاة تقرر عزلهم أو صرفهم بدلاً من محاسبتهم جزائياً،

من غير المقبول المساومة في المحاسبة لمن يفترض به ادانة كل انواع المساومات،

من غير المقبول عدم تنظيم ملف تقييمي لكل قاض يبنى عليه لدى اقرار التشكيلات القضائية،

من غير المقبول عدم ضرب كل انواع الفساد في القضاء، سواء تمثل بالتصرفات الشاذة او بالتبعية السياسية او بقبض الرشاوى او بمصادقة النافذين والمتمولين الفاضحة او بعدم احترام التجرد في الملفات العالقة او بالخمول في العمل،

فبالرغم من مسؤولية السلطتين التشريعية والتنفيذية في جزء كبير من الفساد الموجود في القضاء، الا ان المسؤولية الاكبر تقع على عاتق "أهل البيت" في العمل على اقصائه، ويمسي التفتيش 'شريكاً' حتما للفاسد عند تخاذله في هذا الاقصاء،

فلتستكمل المحاسبة الداخلية ولو متأخرة ، فعلاً لا قولاً، عن حق ومن دون تشفي على من ثبت فساده، اذ لا رحمة لمن لا رحمة لديه في عدالة البشر.

بيروت في 9 كانون الثاني 2021

نادي قضاة لبنان

#المحاسبة_لمن_خان_امانة_العدالة_الان

 

جمهور جنبلاط يحرجه: مشاهد مسلّحة وأناشيد المدافع!

المدن/09 كانون الثاني/2021

جمهور جنبلاط يحرجه: مشاهد مسلّحة وأناشيد المدافع! صور لمقاتلين في تدريبات عسكرية وردت في مشاهد الأغنية (يوتيوب) لم يمر يوم واحد على مقابلة رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط التي انتقد فيها حزب الله، وجدد فيها التمسك بالدولة والمؤسسات، حتى ظهر مقطع فيديو في مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيه محازبو "التقدمي الاشتراكي" مسلحين.  والمشاهد مدرجة ضمن نشيد أعده حسيب الخشن، تحت عنوان "مجدلبعنا"، يُسمع فيه هتاف "لبيك يا سلمان"، وعبارة "راجع يدوي مدفعنا"...النشيد، تم تصوير مشاهد خاصة به يظهر فيه مقاتلون مزعومون يحملون علم "الحزب التقدمي الاشتراكي" وعلم الخمسة حدود، وهي الراية المعتمدة لطائفة الموحدين الدروز. ويحمل المقاتلون أسلحة متوسطة وخفيفة وقناصات، ويستقلون عربات رباعية الدفع، وقد صورت المشاهد خصيصاً للأغنية. وحسيب الخشن، يشبه الى حد بعيد منشد "حزب الله" علي بركات. الفارق بين الإثنين أن بركات ينتج أناشيد مناسباتية، أو يمجّد قادة "حزب الله" وشهدائه، فيما يخصّ الخشن البلدات الواقعة في جبل لبنان ذات الغالبية الدرزية بأناشيد تحمل أسمائها.  ففي قناته في "يوتيوب"، يمكن العثور على نشيد باسم "مزرعة الشوف"، و"أغميد" و"شانيه" و"رأس المتن" و"بتاتر"... اضافة الى اناشيد "يا جباه العالية" وغيرها، وجميعها من كلمات وألحان حسيب الخشن، وتتضمن مشاهد مصورة لمقاتلين. مقارنة بسيطة بين تصريحات جنبلاط وتوجهاته السياسية، وتأكيده المستمر على حماية مفهوم الدولة والمؤسسات، تثبت أن بعض مناصري جنبلاط يحرجونه. فصُور مشابهة، وإن كانت تسعى لشد العصب الدرزي في المرحلة الحالية، تتناقض مع تصريحات جنبلاط ومفهومه للدولة، وتخلق تشابهاً بين الحزب الاشتراكي وحزب الله.. ومن شأنها أن تؤثر في توجهاته ورؤيته لتعزيز مفهوم الدولة وسيادة المؤسسات.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

تحطم طائرة إندونيسية تقل 62 راكباً… بينهم 10 أطفال/بعد وقت قصير من إقلاعها من العاصمة جاكرتا في رحلة داخلية

جاكرتا – وكالات/09 كانون الثاني/2021

أعلنت وزارة النقل الإندونيسية، أمس، أن شركة الخطوط الجوية “سريويغايا” فقدت الاتصال بإحدى طائرات الركاب التابعة لها، وتقل 62 راكبا بينهم 10 أطفال، بعد وقت قصير من إقلاعها من العاصمة جاكرتا في رحلة داخلية. وقالت المتحدثة باسم وزارة النقل الإندونيسية، أديتا إيراواتي، إن طائرة من طراز بوينغ 737-500 أقلعت من جاكرتا في نحو الساعة 1:56 مساء، وفقدت الاتصال ببرج المراقبة الساعة 2:40 مساء. من جهته، ذكر باجـوس بوروهيتو رئيس وكالة البحث والإنقاذ الإندونيسية أنه تم إرسال 7 سفن دورية تابعة لخفر السواحل والحرس البحري إلى موقع سقوط الطائرة في مياه بحر جاوة.

في حين أوضحت شركة الطيران في بيان أن الطائرة كانت في رحلة تستغرق 90 دقيقة تقريبا من جاكرتا إلى بونتياناك، عاصمة إقليم كاليمانتان الغربي في جزيرة بورنيو الإندونيسية، وعلى متنها 56 راكبا بينهم 10 أطفال، وستة من أفراد الطاقم. فيما أفادت وسائل إعلام محلية بالعثور على أجزاء حطام شمال جاكرتا، يُعتقد أنها لطائرة سريويجايا إير، ونشرت بعض المواقع مقاطع مصورة لما قيل إنها لحطام الطائرة. إلى ذلك، ذكرت خدمة فلايت رادار 24 لتعقب الطائرات على تويتر، أن الطائرة الإندونيسية نزلت مسافة أكثر من عشرة آلاف قدم عن الارتفاع الذي كانت تحلق فيه خلال أقل من دقيقة واحدة، وذلك بعد حوالي أربع دقائق فقط من الإقلاع. وأوضحت أن تفاصيل التسجيل الواردة في بيانات التعقب تفيد بأن الطائرة من طراز بوينغ 737-500 ودخلت الخدمة قبل 27 عاما. ومن جهتها، قالت السفارة الروسية في إندونيسيا، إنه “لم يكن هناك مواطنون روس على متن طائرة “سريويغايا” الجوية، وفقا للمعلومات الأولية”. ووفقا لرصد الطيران “آير لايف”، فقد كان على متن الطائرة 62 شخصا، من بينهم 46 بالغا وسبعة أطفال وثلاثة رضع، بالإضافة إلى طيارين وأربع مضيفات. يذكر أن إندونيسيا، أكبر دولة أرخبيل في العالم والتي يبلغ عدد سكانها أكثر من 260 مليون نسمة، تعاني دوما من حوادث النقل البرية والبحرية والجوية بسبب الاكتظاظ على العبارات والبنية التحتية القديمة وضعف معايير السلامة.

 

11 يوما قبل رحيل ترامب.. هل يشعل الحرب للبقاء في السلطة؟

المركزية/09 كانون الثاني/2021

تؤكد اوساط دبلوماسية غربية ان المنحى العام في المنطقة هو لـ"اللاحرب". وتوضح ان الجانب الايراني يهول منذ الان لترهيب الرئيس الاميركي المنتخب جو بايدن بقصد الحصول على مكاسب وتنازلات اميركية. فلا حرب في المنطقة بل ميني مواجهات. إذ ان هناك اتجاها لوضع المنطقة تحت مناخ التوتر والضغط عبر عمليات عسكرية وامنية تفرض واقعاً جديداً لا يمكن لجو بايدن تجاهله فور دخوله البيت الابيض بل يفرض عليه ويستعجل الحل والتفاوض مع ايران.

وتنقل اوساط سياسية عن مسؤولين امنيين غربيين تخوفهم من "حدث كبير" في المنطقة. وتعتبر ان  رفع ايران سقف خطابها السياسي في الاونة الاخيرة لاسيما عبر حزب الله قبل وصول بايدن الى البيت الابيض ما هو الا الرد على ما يتردد عن ان الرئيس الاميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب ربما اقدم قبل مغادرته البيت الابيض على "حدث كبير" يضع بايدن امام امر واقع جديد يمنعه من الخروج عن السياسة التي اعتمدها في المنطقة، متجاهلة ان السياسة الاميركية لا يرسمها شخص بل ادارة.

العميد المتقاعد الدكتور هشام جابر يؤكد لـ"المركزية" "ان ايران ترفع سقف التصعيد وتقوم بمناورات في رسالة لأميركا ان في حال بادرت الى توجيه ضربة، فإن ايران جاهزة للرد، وقد رفعت السقف أيضاً من خلال رفع التخصيب، وهذا الامر صدر بقرار من مجلس الشورى الايراني وطبقته الحكومة قبل وصول بايدن الى الحكم ومناقشته للاتفاق النووي وطلب تعديله. إذ هناك بند في الاتفاقية يسمح لها برفع التخصيب 20 في المئة في حال عدم التزام الافرقاء به. فايران أعلنت من جهتها الالتزام بالاتفاق النووي، انما اميركا انسحبت منه واوروبا لم تلتزم به وخضعت للضغط الاميركي وبالتالي استمرت العقوبات على ايران"، جازماً "ان ايران لن تشعل الحرب إطلاقاً، وتسعى الى تجنبها خاصة في هذين الاسبوعين المتبقيين لتسلم بايدن، لأنها تعدّ الوقت بالدقائق كي يرحل ترامب وتنتهي من هذا التهديد".

اما من الجانب الاميركي، فرأى جابر ان الرئيس ترامب يريد شن حرب على ايران، لسببين، اولاً أنه منذ البداية كان يخطط لحرب وقد ذكرت ذلك الـ"نيويورك تايمز" وغيرها ولكن مستشاريه حذروه من تداعياتها الخطيرة على الجنود الاميركيين"، لافتاً الى "ان التصاريح الاميركية والايرانية متشابهة وقد اعرب الجانبان عن عدم رغبتهما في شن حرب إنما سيردان "بقسوة" في حال كان الطرف الآخر هو البادئ في العدوان".

واعتبر جابر "ان في حال حصول اي شرارة حرب في مكان ما او اعتداء على جنود اميركيين في الخليج او في العراق، في هذه الفترة المتبقية، فإن ترامب سيجدها حجة لشن ضربة عسكرية على ايران. من جهتها ايران حريصة الا يحصل هذا الامر، واكبر دليل ان ايران ظلت صامتة عندما كانت تسقط الصواريخ على السفارة الاميركية في بغداد، ما عدا الضربة التي حصلت منذ ثلاثة اسابيع حيث استنكرت ايران اطلاق الصواريخ واعتبرته عملا مشبوه يمكن ان يؤدي الى حرب"، مؤكداً "ان لا حرب مبدئيا الا اذا قام فريق ثالث غير الايراني والاميركي، ربما اسرائيل او فريق ثالث له مصلحة في الحرب، بخلق شرارة ضد الاميركيين في المنطقة وقتل جنود اميركيين". وكشف جابر "ان احتمال الحرب كان وارداً منذ يومين، وقد خف اليوم. ويجزم المراقبون ان ترامب مهووس بالسلطة، والحل الوحيد الذي يجعله يبقى على الكرسي الرئاسي في البيت الابيض هو ان يشعل حرب بطريقة او بأخرى مع ايران. وبحسب الدستور الاميركي، فإن الرئيس لا يسلم السلطة في حال الحرب، اي أنه في حال وقعت حرب قبل 20 الجاري، يبقى الرئيس في السلطة حتى انتهائها. هذه النقطة حولها جدل، وعلى الرئيس ان يبرر سبب شن الحرب: هل قتل اميركيون مثلا؟ هل تهدد الامن القومي الاميركي؟ لا حجة، هل تم ضرب اراضي الولايات المتحدة؟ بالطبع ايران لن تضربها. لكن ترامب هدد بإشعال الحرب ضد ايران في حال قتل اي جندي اميركي من خلال الاعتداء على اي اسطول او سفينة اميركية في الخليج او على السفارة الاميركية في بغداد مثلاً، لأنه يعتبر ان ايران وراءها. لذلك، مبدئياً ما زال امام ترامب 11 يوما، اذا حصلت شرارة واشعلت الحرب، يتحجج ان يعلن الحرب ويؤخر التسليم". "لكن السؤال المطروح، هل يتجرأ ترامب على شن حرب، بعد ان "تبهدل" امس من قبل كل زعماء العالم وحتى ان حلفاءه انتقدوه بشكل مباشر او غير مباشر، واعتبروا ان ما قام به غير ديمقراطي وخرق فظيع في تاريخ اميركا. اشك في ذلك، خاصة وانه صدرت اليوم اشارات وتصريحات منه  بأنه اعترف بالهزيمة وانه سيسلم السلطة رغم انه لا يعترف بنتيجة الانتخابات. يعترف ام لا يعترف لا يهم، المهم ان يسلم السلطة. من المؤكد ان بايدن لن يشعل الحرب عندما يستلم السلطة، كما ان ليس لايران مصلحة في اشعال الحرب، إنما من المرجح حصول حروب صغيرة لأن هذه الحروب بالوكالة هي التي تحقق السياسة المرجوة دون الدخول في حرب اقليمية او حتى اوسع من ذلك".  

 

اختفاء كمبيوتر من مكتب بيلوسي… الأمن القومي بخطر!

 سكاي نيوز عربية/09 كانون الثاني/2021

أكد مكتب رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي “سرقة جهاز كمبيوتر محمول من المكتب خلال عملية اقتحام الغوغاء لمبنى الكابيتول يوم الأربعاء الماضي”. فقد قال مساعد لرئيسة مجلس النواب أن “جهاز كمبيوتر محمولًا سرق من مكتبها خلال أحداث الشغب واقتحام مبنى الكونغرس، الأربعاء، فضلًا عن كمبيوتر آخر تمت سرقته من المبنى”. وأضاف عبر “تويتر” أن “الكمبيوتر المحمول كان مخصصًا لغرفة المؤتمرات وكان يستخدم للعروض فيها، لكنه أحجم عن تقديم مزيد من التفاصيل بشأن المعلومات التي قد يحتوي عليها”، بحسب ما ذكرت وكالة رويترز. وقال السناتور الديمقراطي عن ولاية أوريغون جيف ميركلي عبر “تويتر”: “إن جهاز كمبيوتر محمولًا اختفى أيضًا من مكتبه”. من جهته، رأى القائم بأعمال المدعي العام الأميركي مايكل شيروين أن “بعض السرقات قد تعرض ما وصفه بجوانب متعلقة بالأمن القومي للخطر”. بدوره، أشار كبير مسؤولي أمن المعلومات في مزود أمن تكنولوجيا المعلومات “نيتنريتش” براندون هوفمان، إلى أن “التأثير الذي قد ينجم عن مثل هذا الأمر يمكن أن يكون خطيرًا”. وأضاف: “بصرف النظر عن مدى رغبتهم في التقليل من شأن هذا الأمر، لا بد أنه يمكن الاستفادة من الكمبيوتر المحمول. ومن المستبعد أن يكون هذا الكمبيوتر المحمول موجودًا هناك من دون أن يحتوي على ملفات أو وصول إلى الملفات أو أي معلومات مفيدة أخرى لشخص يبحث عن نفوذ أو انتقام”.

 

أنصار ترامب يخططون للاحتجاج بحفل تنصيب بايدن

سكاي نيوز عربية/09 كانون الثاني/2021

تعهد أنصار الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، الذين يشعرون بالجرأة بعد اقتحام الكونغرس الأربعاء الماضي، بالعودة إلى واشنطن لحضور حفل تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن في 20 كانون الثاني، حيث بدأوا يحشدون بعضهم عبر الانترنت. وذكرت شبكة “إن بي سي” االأميركية أنّ هذا التعهد لأنصار ترامب والدعوة للحشد للتوجه إلى واشنطن ظهر على منصات مثل “بارلر” و”تيليغرام”. وأفادت الشبكة بأن أحد الحسابات على تطبيق بارلر يتم تعقبه من قبل الجهات الرسمية بعد توجيه دعوة لأنصار ترامب بالعودة إلى واشنطن في 19 كانون الثاني مع “حمل السلاح للدفاع عن عزيمة البلاد”. وأشارت إلى أنه تم استخدام غرف دردشة تطبيقي تيليغرام وبارلير، بالإضافة إلى منصة “دونالد وين” لتخطيط وتنسيق احتجاجات 6 كانون الثاني التي تحولت إلى أعمال شغب. وشهدت منصة “دونالد وين” إشادات كثيرة بالأشخاص الذين قاموا بأعمال الشغب أثناء عملية اقتحام الكونغرس، الأربعاء الماضي، والتي تسببت بمقتل 5 أشخاص، بينهم أحد رجال أمن الكابيتول. ووفقا للشبكة الإخبارية، فقد تعهد أحد مستخدمي بارلر ممن ينشر كثيرا عن حركة “كيو أنون” بالتوجه إلى واشنطن بأعداد كبيرة، وقال “سنأتي بأرقام لا يمكن لأي جيش دائم أو وكالة شرطة مطابقتها”. وقال مستخدم بارلر “سيعود الكثير منا في 19 كانون الثاني 2021 حاملين أسلحتنا دعما لعزيمة أمتنا، التي لن ينساها العالم أبدا”. وأضاف شخص آخر مجهول على منصة “دونالد وين” يقول: “الجولة الثانية بـ20 كانون الثاني. هذه المرة بلا رحمة. أنا لا أهتم حتى بإبقاء ترامب في السلطة. أنا أهتم بالحرب”. وتسعى سلطات إنفاذ القانون جاهدة لتحديد أولئك الذين اقتحموا مبنى الكابيتول، وهم قلقون بشأن حفل تنصيب بايدن باعتباره هدفا آخر. ولفت مساعد مدير مكتب التحقيقات الفدرالي السابق والمحلل الأمني لشبكة “إن بي سي”، فرانك فيغليوزي، الى أنّ سلطات إنفاذ القانون الفيدرالية والمحلية نفذت عشرات الاعتقالات حتى الآن فيما يتعلق بخرق مبنى الكابيتول يوم الأربعاء وبسبب انتهاكات حظر التجول الذي أعقب ذلك. كما أعربت أستاذة علوم الكمبيوتر في جامعة إيلون، ميغان سكوير، أنها قلقة نظرا لأن ترامب لن يكون في حفل التنصيب، وبالتالي فإن المتطرفين سيركزون على بايدن.

 

بيلوسي: ترمب «مختلّ ولا بد من محاكمته»

واشنطن/الشرق الأوسط/09 كانون الثاني/2021»

قالت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، إنه لا بد أن يواجه الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترمب، عواقب جنائية بسبب الاضطرابات الأخيرة في مبنى الكابيتول، ووصفته بأنه «مختل وخطير على الولايات المتحدة». وقالت بيلوسي في مقابلة مع شبكة «سي بي إس» الأميركية تم نشر مقتطفات منها بصورة مسبقة اليوم (السبت)، قبل بثها غداً (الأحد): «للأسف، الشخص الذي يدير الفرع التنفيذي هو رئيس مختل ومضطرب وخطير على الولايات المتحدة»، حسبما نقلت وكالة الأنباء الألمانية. وتابعت: «وما زال أمامنا بضعة أيام فقط حتى نتمكن من حماية أنفسنا منه لكنه فعل شيئاً خطيراً للغاية بحيث يجب أن تكون هناك محاكمة ضده»، ودعت بيلوسي ترمب إلى الاستقالة فوراً وهددت بإطلاق عملية أخرى لعزله. كان المئات من مثيري الشغب المؤيدين لترمب قد اقتحموا مبنى الكابيتول، رمز الديمقراطية الأميركية ومقر المجلس التشريعي يوم الأربعاء، وجرى إطلاق أعيرة نارية كما قُتل خمسة أشخاص بينهم شرطي.

 

طهران تهدد بـ«طرد» مفتشي «النووي» إذا لم يرفع عنها الحظر/حددت 21 فبراير ... ولوحت بوقف التنفيذ الطوعي للبروتكول الإضافي

طهران/الشرق الأوسط/10 كانون الثاني/2021»

لوحت طهران، أمس (السبت)، بطرد مفتشي «الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، إذا لم يرفع الحظر عنها بحلول 21 فبراير (شباط)، وهو موعد نهائي حدده مجلس الشورى (البرلمان). وقال عضو الهيئة الرئاسية لمجلس الشورى أحمد أميرابادي فراهاني، «سيطرد مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية من طهران بحلول الشهر المقبل؛ ما لم يتم رفع إجراءات الحظر الأميركي الظالم ضد الشعب الإيراني». وأضاف في تصريح نقلته وكالة «فارس»: «إن المفتشين سيطردون بالتأكيد ما لم يتم إزالة الحظر، خصوصاً عن القطاعات المالية والمصرفية والنفطية». وأضاف أن «الجمهورية الإسلامية ستوقف بالتأكيد التنفيذ الطوعي للبروتوكول الإضافي؛ حيث إن الحكومة ملزمة بتنفيذ قانون مجلس الشورى الإسلامي الذي ينص على هذا»، مشيراً إلى أن «الهدف الرئيس من وراء المفاوضات النووية كان رفع إجراءات الحظر، وهو ما لم يتم تحققه بالفعل». كان «الشورى» أقر قانوناً في نوفمبر (تشرين الثاني) يلزم الحكومة بوقف عمليات التفتيش التي تجريها الوكالة التابعة للأمم المتحدة في المواقع النووية الإيرانية، ورفع مستوى تخصيب اليورانيوم عن النسبة المحددة في الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران عام 2015، وذلك إذا لم يتم تخفيف الحظر. وأقر مجلس صيانة الدستور الإيراني القانون في الثاني من ديسمبر (كانون الأول)، وقالت الحكومة إنها ستنفذه. إلى ذلك، أكد رئيس مجلس العلاقات الخارجية الإيراني كمال خرازي، «وجود خلافات جذرية مع الأوروبيين»، مشدداً على «ضرورة عدم الانخداع بالابتسامات والعلاقات الظاهرية للأوروبيين». وقال خرازي في تصريح للتلفزيون الإيراني حول مطالب الدول الأوروبية الثلاث بشأن الاتفاق النووي، «لا ينبغي أن ننخدع بمجاملات وابتسامات وعلاقات الأوروبيين الظاهرية». وأضاف: «حينما كنت في وزارة الخارجية (وزيراً) أتذكر أن علاقاتنا مع الأوروبيين كانت قد أصبحت وثيقة جداً، فضلاً عن الزيارات المتبادلة التي كانت بيننا، لكن رغم كل ذلك لم يكفوا عن ممارساتهم الماكرة. لقد كانوا يعِدون لكنهم لم يكونوا يوفون بوعودهم. وفي تلك الفترة لم يأتوا لتنفيذ أعمال جدية من حيث توظيف الاستثمارات والمشاركة الاقتصادية في إيران. لقد تم إنجاز الكثير من الأعمال، لكن ليس بمستوى إيجاد تحول جاد في العلاقات». وأضاف خرازي: «إن هذا الأمر يشير إلى وجود خلافات جذرية بيننا وبينهم، يعود السبب فيه إلى روح المناداة بالاستقلال لدينا، وأن نحفظ أفكارنا ومعتقداتنا، ونمضي في طريقنا، ولا نكون مرتبطين بالأجانب»، معتبراً أن «الأوروبيين لا يتحملون اعتمادنا على الشعب، ويستخدمون مختلف الأساليب للوصول إلى أهدافهم. نحن أيضاً ينبغي علينا، مع إجراء المحادثات الدبلوماسية، ألا ننسى أبداً في أي ساحة نحن، ومن الذي أمامنا، وألا نضيع نهجنا وطريقنا».

 

أهالي ضحايا “الأوكرانية”: لن نستسلم حتى تُحاسب إيران

طهران تهدِّد العالم: ارفعوا العقوبات قبل حلول 21 فبراير المقبل... وإلا سنطرد مفتشي الطاقة الذرية

طهران، عواصم- وكالات/09 كانون الثاني/2021

 عاد الحزن مجدداً ليخيم على عشرات الأسر الكندية والإيرانية وغيرها من الجنسيات الأجنبية مع حلول الذكرى السنوية الأولى لإسقاط الحرس الثوري الإيراني طائرة ركاب مدنية أوكرانية قُتِل فيها 176 راكباً من أبناء تلك العائلات فجر الثامن من يناير العام 2020. وبينما تتجنب عائلات ضحايا الطائرة الأوكرانية من المقيمين في إيران، الحديث لوسائل الإعلام خشية الرقابة من قبل السلطات في بلادهم، جددت 3 أسر أخرى رفضها للتعويضات المالية التي اقترحتها طهران عليهم، وهو ما فعلته كندا أيضاً يوم أول من أمس. وحمّل الكندي من أصلٍ كردي أمير أرسلاني، الذي فقد شقيقته وزوجها وابنتهما البالغة من العمر آنذاك عاماً ونصفا في الطائرة الأوكرانية، مسؤولية إسقاطها للسلطات الإيرانية، الأمر الذي فعله أيضاً شخصان آخران تحفظا على ذكر اسميهما لوجود أفراد من عائلتهما داخل إيران. ودعا أرسلاني لمحاسبة الذين تسببوا بهذه المأساة، وأن تكون محاسبتهم علنية في المحاكم، مشددا على رفضه للتعويضات المالية التي اقترحتها طهران، “لتمسكنا بالعدالة”. وفي كندا، تجمع نحو 200 شخص في يوم مشمس أول من أمس أمام جامعة تورنتو قبل الشروع بمسيرة تكريمًا للضحايا. وحمل كثيرون أمام جامعة تورونتو لافتات طُبعت عليها صور الضحايا وأسماؤهم. ووضع البعض كمامات باللون الأسود كُتب عليها “العدالة”. من جانبه، أكد وزير الخارجية الكندي، فيليب فرانسوا شامبين، أن بلاده ستبذل قصارى جهدها لكشف الحقيقة وتحقيق العدالة في مقتل 176 من كاب الطائرة الأوكرانية. وقال شامبين “نريد المساءلة والعدالة، لن نقصّر وسنبذل قصارى جهدنا لكشف الحقيقة وتحقيق العدالة”. ورفضت كندا وبريطانيا وأوكرانيا وغيرها من الدول المعنية بهذا الملف قرار الحكومة الإيرانية بتحديد التعويضات المستحقة لأسر الضحايا، مؤكدة أن مثل هذا القرار لا تنفرد به طهران، بل يتم تحديده خلال مفاوضات بين الدول المعنية. وكانت الحكومة الإيرانية صادقت في اجتماعها، الأسبوع الماضي، على دفع مبلغ 150 ألف دولار أو ما يعادله باليورو، عن كل ضحية من ضحايا الطائرة المنكوبة، التي أُسقِطت بصواريخ الحرس الثوري حينها. إلى ذلك، وفي تهديد جديد للغرب من أجل دفعه إلى رفع الحظر الذي فرضته الإدارة الأميركية على طهران، لوح عضو في رئاسة البرلمان الإيراني بطرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال النائب أحمد أميري فرهاني: “إذا لم ترفع الولايات المتحدة العقوبات المالية والمصرفية والنفطية بحلول 21 فبراير 2021، سنطرد بالتأكيد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من البلاد، وسنوقف التنفيذ الطوعي للبروتوكول الإضافي”. ولفت إلى أنه “سيكون أمام المرشح الديمقراطي المنتخب، جو بايدن، مدة شهر كامل للقيام بالإجراءات المطلوبة، وإلا فإن طهران سوف تدافع عن مصالحها الحيوية”. وأوضح أن الاتفاق النووي “يطبق الآن من طرف واحد، هو إيران”، مشيرا إلى أن طهران “لن تسمح باستمرار ذلك”. وقبل يومين، هدد المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية، بهروز كمالوندي، برفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 90% بعد تعليق التزاماتها بالاتفاق النووي. في سياق آخر، حجب موقع تويتر تغريدة نشرتها حسابات تابعة للموقع الالكتروني الرسمي للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي بشأن اللقاحات الأميركية والبريطانية المضادة لكوفيد-19، وذلك غداة إعلانه منع استيرادها الى إيران. وقال خامنئي في كلمة متلفزة، إن “اللقاحات الأميركية والبريطانية غير مسموح لها بدخول البلاد”، مضيفا “لا ثقة بهم (…) ربما يريدون تجربة اللقاح على دول أخرى”.

 

كندا في ذكرى إسقاط الطائرة الأوكرانية: نريد المحاسبة

 قناة العربية.نت/09 كانون الثاني/2021

شدد وزير الخارجية الكندي، فيليب فرانسوا شامبين في ذكرى إسقاط الطائرة الأوكرانية من قبل الحرس الثوري في إيران على ان بلاده تريد المساءلة والعدالة. وأكد في مقابلة مع شبكة “إيران انترناشيونال” السبت أن الحكومة الكندية وستبذل قصارى جهدها دون أي تقصير لكشف الحقيقة. كما أشار إلى أن هناك أسئلة عدة مشروعة دون إجابة، مضيفًا “يجب أن نتذكر أن إيران نفت في البداية أي تورط لها في الهجوم.” كما اعتبر أن أكثر ما هو محبط لأسر الضحايا حتى الآن هو أنهم في حالة حداد لأكثر من عام دون الشعور بأن العدالة قد تحققت أو أن شخصا ما قد تمت محاسبته أو أن هناك شفافية.

 

إسرائيل تصعّد «المعركة ما بين الحروب» وخيّرت الجيش السوري بين المواجهة والتخلي عن «حزب الله»

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط/09 كانون الثاني/2021

صعّدت إسرائيل ما تصفها بـ {المعركة ما بين الحروب» ضد إيران في سوريا. ففي خطوة استثنائية تتضمن رسالة مفادها أنها لم تعد تكتفي بمطلبها إخراج إيران وميليشياتها من سوريا، بل تطالب أيضاً بإخراج «حزب الله» اللبناني، ألقت طائرات الجيش الإسرائيلي منشورات في مناطق عدة بجنوب سوريا حذّرت فيها قوات النظام من استمرار التعامل مع «حزب الله» والميليشيات الإيرانية، وهددت قائد اللواء 112 في الجيش السوري، العميد باسل أبو عيد، المقيم في القنيطرة، بالاغتيال. وجاء في المنشور، الذي وزع بألوف النسخ وباللغة العربية: «على الرغم من إنذاراتنا السابقة، فإنك ما زلت تتيح للحزب في منطقتك الانخراط في وحدتك. إنك تعرّض حياتك وحياة عناصرك لخطر أنت في غنى عنه خدمة لمصالح (حزب الله) التي يسوقها على أنها تخدم الجنوب السوري وهذا كذب ورياء». وقالت إسرائيل للعميد أبو عيد إنه «حان الوقت لخروج (حزب الله) من سوريا. حان الوقت لخروج (حزب الله) من اللواء 112. كن سورياً حقيقياً يعمل لخدمة شعبه وبناء وطنه واتخذ الإجراءات الصحيحة قبل فوات الأوان». وجاء إلقاء هذه المنشورات بعد يوم واحد من القصف الصاروخي الذي نسب إلى إسرائيل وأصاب مواقع لقوات النظام والقوات الموالية لإيران، لكنه تجنب بشكل متعمد مواقع أو رجال «حزب الله». ولذلك فقد اعتبرته مصادر إسرائيلية «ارتفاعاً بدرجة أخرى في الأهداف والمطالب الإسرائيلية». فهو لا يكتفي بالحديث عن إيران وميليشياتها، بل يعلن أن إسرائيل تريد خروج «حزب الله» أيضاً وتهدد جيش النظام برفع درجة العمليات ضده. وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، قد أعلن في لقاء مع قادة جيشه في اللواء الشمالي، قبل أيام، أن الغارات التي قام بها جيشه وبلغ عددها في عام 2020، أكثر من 50 هجمة والكثير من العمليات السرية أدت الى قيام «الحرس الثوري» الإيراني بإخلاء العديد من قواعده في سوريا وسحب قسم من ميليشياته أيضاً. وقال كوخافي إن العمليات الإسرائيلية استهدفت ضرب الجهود الإيرانية للتموضع العسكري في سوريا وإنه نتيجة لها «يشهد التموضع الإيراني في سوريا تباطؤاً واضحاً». وكشف أنه «تم إخلاء قواعد ومعسكرات ومقرات إيرانية من منطقة دمشق كجزء من حملة لإبعادها إلى شمال شرقي سوريا، وإن محاور نقل الأسلحة من إيران لسورية تضاءلت بشكل كبير في الأشهر الأخيرة». وقال كوخافي إنه في إطار الأنشطة العسكرية الإسرائيلية التي تندرج ضمن ما يُسمى «المعركة ما بين الحروب، شهدت سوريا ارتفاعاً في وتيرة العمليات ونوعيتها، وزيادة في عدد النشاطات بالنيران، وتوسع نطاق الأنشطة السرية». واعتبر أنه «بناء على ذلك، يشهد التموضع الإيراني في سوريا حالة تباطؤ على مدى العامين المنصرمين، نتيجة نشاطات قوات الجيش ضد الإيرانيين والمضيف السوري على حد سواء. وكجزء من ذلك، انخفض عدد الناشطين الإيرانيين في سوريا والميليشيات التابعة لها بشكل واضح». وقال مسؤول إسرائيلي كبير في إحاطة لبعض الصحافيين، إن «الرئيس (بشار) الأسد بات يدرك أن التموضع الإيراني لا يخدم مصالحه ويزيد من تعقيدات الوضع في سوريا ويساهم في التمدد الاحتلالي التركي في الشمال. ولكنه لم يجرؤ بعد على مصارحة المسؤولين الأفظاظ في طهران، الذين يصرون على استخدام بلاده مطية لأهداف هيمنتهم في المنطقة. ومع أنهم يخلون قسماً من قواتهم وميليشياتهم الأجنبية والعربية، فإنهم يبقون على (حزب الله) هناك. وهذا ما تسعى إسرائيل لمنعه، لأن أجندة (حزب الله) هي تحويل الجنوب السوري إلى جبهة حرب أخرى ضدها».

 

«شروط تعجيزية» لعودة الأهالي إلى مخيم اليرموك الفلسطيني/دمشق بدأت بإصدار موافقات أمنية لـ500 طلب من أصل 2500

دمشق/الشرق الأوسط/09 كانون الثاني/2021»

«يعيدوننا إلى بيوتنا ولا نريد شيئاً».. بهذه العبارة، عبرت الفلسطينية الخمسينية المهجرة من مخيم اليرموك بدمشق عن معاناتها وعائلتها مرارة التنقل بين بيوت مستأجرة لم تعد قادرة على تسديد بدل إيجارها المرتفع. وقالت: «غرفتان ومنتفعات ومطبخ بلا أبواب بإيجار 80 ألف ليرة!». السيدة الفلسطينية التي طُلب منها مراجعة أحد الأفرع الأمنية لدرس طلبها بالعودة إلى المخيم المدمر بكت وهي تشكو وضعها، شارحة أنها لا تعرف لماذا رفض طلبها، قالت: «أريد العودة حتى لو نصبت خيمة فوق ركام بيتي». وبدأت دمشق، قبل يومين، بإصدار موافقات أمنية تسمح بعودة دفعة جديدة من المتقدمين بطلبات للعودة والسكن في المخيم ممن استوفوا الشروط المطلوبة. وقالت مصادر فلسطينية أهلية لـ«الشرق الأوسط» إن عدداً من الأهالي تسلموا موافقات وأرقام سكن للعودة من قبل فرع الأمن العسكري بدمشق المخول بمنح موافقات أمنية لأهالي مخيم اليرموك من اللاجئين الفلسطينيين، حيث يتم تقديم الأوراق الثبوتية، وصكوك الملكية المصدقة رسمياً في مقر أمني يقع في شارع الثلاثين للحصول على وثيقة موافقة أمنية للسكن في المخيم. ومجدداً، اشترطت محافظة دمشق على الراغبين بالعودة للسكن في المخيم تصديق الأوراق الثبوتية للعقارات، في حين كانت تقبل نسخة عن وثائق الملكية دون تصديق، ما زاد في تعقيد إجراءات العودة التي يعدها كثيرون شروطاً مجحفة وتعجيزية، منها الإقرار بالمسؤولية عن السلامة الإنشائية للمسكن، والتعهد بإزالة الأنقاض والركام من العقار خلال شهرين من تسلمه، وتسديد الذمم المالية لفواتير الكهرباء والماء والهاتف السابقة المستحقة خلال فترة التغيب عن المنزل في أثناء الحرب، والتعهد بالحصول على ترخيص رسمي لترميم العقار.

وتوضح المصادر الفلسطينية الأهلية أن أكثر من 2500 شخص تقدموا بطلبات إلى محافظة دمشق للعودة إلى المخيم لدى إعلان المحافظة فتح باب التقدم بطلبات لعودة مشروطة في 10 نوفمبر (تشرين الثاني) 2020. وقد قبلت المحافظة 1200 طلب، ورفضت الطلبات الأخرى لعدم صلاحية المنازل للسكن. بعدها، تم تحويل الطلبات إلى فرع الأمن العسكري لإصدار الموافقات الأمنية بعد استيفاء الشروط كافة، فنال 500 طلب فقط الموافقة. وأكد ذلك عضو المكتب التنفيذي لمحافظة دمشق، سمير جزائرلي، في تصريحات للإعلام المحلي، كشف فيها تقديم 1200 شخص من أهالي مخيم اليرموك طلبات للعودة، وأن الموافقة منحت لـ500 طلب منها، لتحقيقها الشروط كافة التي تتضمن أحقية صاحب الطلب بالملكية والسلامة الإنشائية وموافقة الجهات المختصة، مشيراً إلى وجود 400 عائلة أخرى عادت قبل 10 نوفمبر (تشرين الثاني) 2020. ومخيم اليرموك (8 كلم جنوب دمشق) يُعد التجمع الأكبر للاجئين الفلسطينيين في المنطقة، وتأسس عام 1957. وقُدر عدد سكانه عام 2010 بأكثر من 150 ألف نسمة، منهم 112.550 لاجئاً مسجلاً لدى «الأونروا». وبعد اندلاع الحرب في سوريا، تحول المخيم إلى ساحة قتال. ومع حلول نهاية عام 2014، انخفض عدد سكانه إلى 20 ألف شخص فقط. وبعد ظهور تنظيم داعش في المخيم غادر ما تبقى من المدنيين إلى أن أعاد النظام السوري السيطرة عليه عام 2018، وقد تحول أكثر من 70 في المائة منه إلى ركام.ومع بدء استصدار الموافقات الأمنية للدفعة جديدة من العائدين إلى المخيم، دعت «مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا» أصحاب المحال التجارية في المخيم عموماً، وشوارع «اليرموك» و«لوبية» و«صفد» و«فلسطين» و«القدس» و«يازور»، إلى تقديم «طلبات تسلم محالهم، وعدم التراخي في هذا الشأن». ولفتت إلى أن هناك 400 عائلة تعيش في مخيم اليرموك في عدة أحياء، مثل حي الجاعونة، وعين غزال، والتقدم، وحيفا، وحي سبع السباعي، وإحسان كم الماظ، وتعاني من شح الخدمات الأساسية، لا سيما تأميم الخبز والماء الصالح للشرب والمحروقات اللازمة للتدفئة والطبخ، حيث لا توجد محال تجارية في المخيم، إضافة إلى عدم توافر مواصلات من المخيم وإليه، إضافة إلى عدم توفر الكهرباء، ولو بالحد الأدنى.

 

 تركيا تسعى إلى تكريس «وجود مؤثر» في الملف السوري/تريد {انجازات ميدانية} قبل انتقال بايدن إلى البيت الأبيض

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/09 كانون الثاني/2021

أرجعت مصادر تركية التصعيد الأخير في الاشتباكات والهجمات من جانب القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها في عين عيسى بريف الرقة الشمالي وتل تمر بريف الحسكة، فضلاً عن منبج ومناطق تسيطر عليها «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في شمال وشمال شرقي حلب، إلى تحرك عسكري ودبلوماسي تقوم به أنقرة لتكريس الأوضاع في مناطق نفوذها في شمال سوريا وتحقيق إنجازات على الأرض تضمن لها التأثير في العملية السياسية وذلك قبل تسلم الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة جو بايدن مهامها بحلول 20 يناير (كانون الثاني) الجاري.

وواصلت القوات التركية والفصائل الموالية لها، أمس، قصفها الصاروخي على مناطق ريف تل تمر، حيث طال القصف قرى وبلدات الكوزلية وتل اللبن وأم الخير ودردارا، ومحيط القاعدة الروسية الواقعة في منطقة المباقر شمال تل تمر، تزامناً مع تحليق لطيران الاستطلاع الروسي والتركي في أجواء المنطقة قرب الطريق الدولي حلب – الحسكة (إم 4). وانخرط الطيران الروسي مع الطيران التركي في استطلاع أجواء المنطقة بعد عملية قصف نفذتها «قوات سوريا الديمقراطية» من منطقة كانت خاضعة لسيطرة القوات الروسية، أول من أمس، وصفتها مصادر عسكرية تركية بأنها محاولة للوقيعة والتأثير على التنسيق العسكري بين القوات التركية والروسية بموجب اتفاق سوتشي في 22 أكتوبر (تشرين الأول) 2019، الذي توقفت بموجبه، وبموجب اتفاق سابق مع الولايات المتحدة في الشهر ذاته، عملية «نبع السلام» العسكرية التركية في شرق الفرات. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن تركيا تقوم بتحضيرات دبلوماسية وعسكرية تخص سوريا قبل تسلم جو بايدن السلطة في 20 يناير، وإن أنقرة تسعى إلى أنجاز الملفات التي تؤثر على توازنات المرحلة الجديدة في سوريا، وتنفيذ سياسات فاعلة تؤثر على سير التحركات في العملية الدستورية. ونوقش الوضع في سوريا وتصعيد العمليات في شرق الفرات، خلال اجتماع المجلس الأعلى التركي الروسي في سوتشي قبل أسبوعين، برئاسة وزيري خارجية البلدين مولود جاويش أوغلو وسيرغي لافروف، سبقه الوصول إلى تفاهمات تتعلق بعين عيسى التي ترغب تركيا في السيطرة عليها باعتبارها نقطة الارتباط بين مناطق سيطرة «قسد» في غرب نهر الفرات وشرقه وعقدة المواصلات على طريق «إم 4». ولا ترغب روسيا في سيطرة تركيا على هذه البلدة وطرحت تسليمها للنظام السوري، لكن «قسد» لا تزال متمسكة بعدم الخروج منها. وكرر وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، في الفترة الأخيرة، أن تركيا ستواصل عملياتها الهادفة إلى القضاء على ما وصفه بـ«الممر الإرهابي» و«العناصر الإرهابية» على الحدود مع سوريا. كما لوحت تركيا بعملية عسكرية كبيرة في شمال سوريا «إذا لم تلتزم الأطراف المختلفة بالاتفاقات التي تم التوصل إليها»، بحسب ما أشار إليه الرئيس رجب طيب إردوغان أكثر من مرة. ووقعت تركيا والولايات المتحدة اتفاقاً في أنقرة في 19 أكتوبر (تشرين الأول) 2019، تلاه اتفاق مماثل مع روسيا وقع في سوتشي في 22 من الشهر ذاته، استهدفا وقف عملية «نبع السلام» العسكرية التركية ضد «قسد»، مقابل انسحاب أكبر مكوناتها، «وحدات حماية الشعب» الكردية، لمسافة 30 كيلومتراً بعيداً عن الحدود التركية الجنوبية مع سوريا. وتوقعت مصادر تركية أن إدارة بايدن ستغير بعض أوجه السياسة الأميركية في سوريا مع تسلمها السلطة، باتجاه العمل مع الحلفاء والمنظمات الفاعلة، مشيرة إلى أن أنقرة تعتبر نفسها أبرز الحلفاء الفاعلين في الملف السوري. ولفتت إلى أن تركيا تقول إنها لن تغير موقفها في سوريا وإنها في واقع الأمر لا تستهدف سلامة أراضي سوريا ووحدتها، بل منع نشوء «ممر إرهابي» على حدودها، في إشارة إلى مناطق انتشار «وحدات حماية الشعب» الكردية. ولا يقتصر الوضع على شرق الفرات، فقد أعادت تركيا التمركز في شمال غربي سوريا من خلال الانسحاب من نقاط محاصرة من قبل النظام ونقلها إلى جنوب إدلب واستحداث نقاط عسكرية جديدة في جبل الزاوية على خط التماس بين قوات النظام والمعارضة، ودفعت بتعزيزات عسكرية كثيفة إلى هناك، كما نشرت نقاطاً أمنية بطول طريق «إم 4» من ترنبة في شرق إدلب إلى عين حوب في ريف اللاذقية تنفيذاً لاتفاق وقف النار في إدلب الموقع مع روسيا في موسكو في 5 مارس (آذار) 2020. وقالت المصادر إن هذه التعزيزات، بما في ذلك نشر نحو 12 ألف جندي تركي في المنطقة، باتت تشكل حائلاً أمام محاولات النظام التقدم إلى المعقل الأخير للمعارضة في إدلب رغم سعي روسيا لتمكينه من استعادتها ودعمه بدعوى القضاء على وجود الجماعات المتشددة. واعتبرت المصادر التركية أن أنقرة ليست قلقة بشكل كبير من تولي إدارة بايدن، وأن الاتفاقات التي توصلت إليها مع كل من الولايات المتحدة وروسيا في منبج وشرق الفرات ستضمن لها الحفاظ على تواجدها، وأنها ستعمل مع كل من واشنطن وموسكو لتحقيق أهدافها وبخاصة إبعاد «وحدات حماية الشعب» الكردية عن حدودها إلى مسافة لا تقل عن 30 كيلومتراً ومنع حدوث تغيير في إدلب يؤدي إلى موجة جديدة من اللاجئين.

 

قطر: تركيا حليفٌ ستراتيجيٌّ وخلافاتها مع بعض الدول لا تعنينا

الدوحة – وكالات/09 كانون الثاني/2021

 أكد وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن، أمس، أن “الخلافات بين تركيا وبعض دول مجلس التعاون الخليجي، قد تكون لأسباب ثنائية، ولا تعني دولة قطر بشكل مباشر”، مؤكداً أن “تركيا حليف ستراتيجي لقطر”. وقال بن عبدالرحمن، خلال مقابلة مع قناة “الجزيرة”، إن “تركيا حليف ستراتيجي لدولة قطر، ولدى الدوحة معها مجالات عدة في التعاون والتحالف فيما بينهما”. وعلق على العلاقات ما بعد القمة الخليجية قائلاً، إنه “بالنسبة للعلاقات الثنائية بين دول مجلس التعاون الخليجي، والدول الأخرى، تكون طبقاً للقرار السيادي للدولة والمصلحة الوطنية، ولا يتم خلطها في العلاقات داخل المجلس”، معتبراً أن “الخلافات بين تركيا وبعض الدول بالمجلس، قد تكون لأسباب ثنائية، ولا تعني دولة قطر بشكل مباشر”. وبشأن العلاقات الخليجية – التركية، أوضح، أنه “إذا طلب من الدوحة الإسهام في جسر الهوة بين تركيا وأي دولة بالمجلس، فإنهم يرحبون بذلك، وبهذا الدور في الملفات كافة”. وأشار، إلى أنه لا شروط بالمصالحة الخليجية لدولة على دولة أخرى، وأن ما تم توقيعه هو مبادئ أساسية لتجاوز الخلاف، مشيراً إلى أن هناك إجراءات يتم اتخاذها لإعادة العلاقات إلى طبيعتها مع الدول الأربع.

 

عقوبات على رئيس “الحشد”/مطالبات بخروج الأميركان من العراق

بغداد – وكالات/09 كانون الثاني/2021

 جددت ميليشيات “الحشد الشعبي”، مطالباتها وتهديداتها بإخراج القوات الأميركية من العراق، وذلك بعد أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات على رئيس هذه الميليشيات فالح الفياض. وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية، في بيان، أول من أمس، فرض عقوبات على رئيس هيئة “الحشد الشعبي” فالح الفياض، مشيرة إلى أن “الفياض كان عضواً في خلية الأزمة التي كونت في أواخر العام 2019، والتي تألفت بشكل أساسي من قيادات فصائل الحشد الشعبي، من أجل قمع المحتجين العراقيين، بدعم من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني”. وأضافت، إن “العناصر الموالية لإيران في قوات الحشد الشعبي، تواصل شن حملة اغتيالات ضد النشطاء السياسيين في العراق، والذين ينادون بتنظيم انتخابات حرة ونزيهة، واحترام حقوق الإنسان وتعيين حكومة نظيفة”. وأوضحت، أن العقوبات المفروضة على الفياض، ستشمل مصادرة جميع ممتلكاته ومصالحه الشخصية الموجودة في الولايات المتحدة، أو تلك الخاصة به والتي بحوزة أو سيطرة أشخاص أميركيين. من جانبه، قال وزير الخزانة الأميركية ستيفن منوشين، إن “السياسيين والمتحالفين مع إيران مثل فالح الفياض، شنوا حملة عنيفة ضد الديمقراطية العراقية، والمجتمع المدني، من خلال الإشراف والإدارة على عمليات قتل المتظاهرين العراقيين السلميين”. في المقابل، قال الفياض، إن “خروج القوات الأميركية من البلاد يعطي العراق حقيقة استقلاله من سيطرة المحتلين”. وأضاف، إنه “لابد من الرد على جريمة اغتيال قادة النصر بإخراج المحتل”، في إشارة إلى اغتيال قائد “فيلق القدس” الإيراني قاسم سليماني مع نائب رئيس “الحشد” أبومهدي المهندس.

في غضون ذلك، أصدر “حزب الله” اللبناني، أمس، بياناً، استنكر فيه فرض عقوبات أميركية على الفياض. على صعيد آخر، استهدفت عبوة ناسفة، أول من أمس، رتلاً للتحالف الدولي قرب اليوسفية في بغداد. من ناحية ثانية، مرة جديدة انتفضت مدينة الناصرية الجنوبية، أول من أمس، حيث وقعت عمليات كر وفر بين متظاهرين وعناصر أمنيين بساحة الحبوبي في المدينة، مركز محافظة ذي قار. واستخدم الأمن القنابل الدخانية والمسيلة للدموع لتفريق المحتجين في ساحة الحبوبي. إلى ذلك، أكد الرئيس برهم صالح، في بيان بمناسبة الذكرى السنوية لتأسيسها، أمس، أهمية دور الشرطة في حماية الأمن الداخلي وتعزيز الاستقرار بالبلاد، داعياً إلى توفير أفضل الوسائل والتجهيزات الضرورية وبما يسهم في تسهيل وتطوير مهام عمل الشرطة العراقية . وهنأ، الشرطة بجميع تشكيلاتها وصنوفها وجميع منتسبيها ضباطاً ومراتب، مضيفاً إن “هذه المناسبة تدعونا لاستذكار التضحيات الكبيرة التي قدمتها تشكيلات، ودورهم المساند في الحرب على تنظيم داعش، إلى جانب المهام التي يضطلعون بها في التخصصات المعنية بتوفير الخدمات المطلوبة للمواطنين في يومياتهم ومعاملاتهم. في سياق متصل، قال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، في المناسبة نفسها، إن تحديات العراق كبيرة وحلها يتطلب تعاوناً بين مؤسسات الدولة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

كورونا بين لبنان المقاومة وإسرائيل

نديم قطيش/أساس ميديا/الأحد 10 كانون الثاني 2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/94739/%d9%86%d8%af%d9%8a%d9%85-%d9%82%d8%b7%d9%8a%d8%b4-%d9%83%d9%88%d8%b1%d9%88%d9%86%d8%a7-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%82%d8%a7%d9%88%d9%85%d8%a9-%d9%88%d8%a5/

الأسبوع الذي بدأ بأعلى درجات الاستعراض "المقاوماتي"، انتهى بمعطيات تعيد الهراء الممانع إلى حجمه الطبيعي.

التشبيح ما عاد يصمد أمام الوقائع في عالم اختلفت فيه طبيعة التحديات ومقوّمات القوة ومعايير الانتصار والكرامة. بدأ الأسبوع بتماثيل وصور الجنرال قاسم سليماني، "زُرعت" يميناً ويساراً في لبنان، في ذكرى مرور سنة على اغتياله في العراق. استعراض قوّة أُريد به التعويض عن امتناع القدرة على الردّ. الوقائع تؤكد أن لا إيران في وارد الردّ ولا ميليشياتها في الإقليم، ومن بينها حزب الله. فهل نذكر أنّ ثمة من لا يزال ينتظر الثأر لعماد مغنية منذ شباط 2008.

في المقلب الآخر لمعاني الاستعراض بدا حزب الله كمن يختبئ خلف التماثيل والصور. كلما كبرت كرة العجز، كبرت التماثيل. كلما كثُرت عناوين التردّي، كثُرت الصور. في الأساس اقترنت صور سليماني مع مؤشّرات الضعف الإيرانية. صوره بدأت بالظهور منذ سقوط الموصل صيف العام 2014، بعد سكنه لسنوات طويلة في الجانب المعتم من الصورة. ثم راحت تتكاثر مع تدخّل موسكو لإنقاذ إيران في سوريا قبل إنقاذ بشّار الأسد، وكان هو من ذهب شخصيًا إلى بوتين يرجوه السند والمدد. فهي صور إذاً لطمأنة الذات أوّلاً إلى أنّ المشروع الإيراني بخير وأنّ القائد الميداني للمشروع يسرح ويمرح بين حلب وكركوك! وها هي صوره وتماثيله، في الذكرى الأولى لشطبه من المعادلة، تلعب الدور إيّاه، لكن مضاعفاً، لملء فجوة الفشل.

لكنّها لعبة قديمة أمام تحديات جديدة ما عاد فيها دور للأبطال من طينة قاسم سليماني.

بدأ الأسبوع بتماثيل وصور الجنرال قاسم سليماني، "زُرعت" يميناً ويساراً في لبنان، في ذكرى مرور سنة على اغتياله في العراق. استعراض قوّة أُريد به التعويض عن امتناع القدرة على الردّ. الوقائع تؤكد أن لا إيران في وارد الردّ ولا ميليشياتها في الإقليم، ومن بينها حزب الله

نهاية الأسبوع حملت معها أسباباً إضافية للطعن في كبرياء حزب الله ومقاومته ودعايته.. ففي لبنان المقاومة، من غير المتوقّع الحصول على اللقاح المضادّ لفايروس كورونا المستجدّ، قبل نحو شهرين، بالتوازي مع انفجار فقاعة المرض بشكل بات يشبه مرحلة الرعب التي عاشتها لومباردي الإيطالية أو مدينة نيويورك!

لا لقاح قبل شهرين في لبنان.. إقلب الصفحة، وستجد أن ّإسرائيل تتصدّر دول العالم، كأوّل دولة على مستوى تلقيح مواطنيها، ساعية لتلقيح كافة البالغين ممن تجاوزوا سنّ الـ16، قبل آذار المقبل، فيما حلّت دولة الإمارات العربية المتحدة في المرتبة الثانية.

دُمِّر لبنان في سبيل تدمير إسرائيل، والنتيجة أن جاء الجنرال كورونا من "أقصى المدينة يسعى" ليفضحنا ويفضح تهافت النخبة التي تحكم لبنان ويقودها حزب الله، ويلقي ضوءاً كاشفاً على حجم ومستوى التفوق الإسرائيلي...

العالم يدرس النموذج الإسرائيلي في التلقيح. تقنيات الإدارة والحملة الإعلامية والإعلانية التوعوية التي رافقت حملة التلقيح، تنظيم القطاع الصحي وربط المواطنين الإسرائيليين بالمؤسسات الصحية وفق قاعدة بيانات متطورة ومترابطة، وضع استراتيجية تلقيح تفصيلية تبدأ بتلقيح من هم فوق الستين أولاً ثم التدرج نزولاً نحو الفئات الأكثر حصانة.

لا لقاح قبل شهرين في لبنان.. إقلب الصفحة، وستجد أن ّإسرائيل تتصدّر دول العالم، كأوّل دولة على مستوى تلقيح مواطنيها

كم تبدو هزيلة اليوم حملة البروباغندا التي شنّها حزب الله في آذار الفائت وتصدرها رئيس المجلس التنفيذي في الحزب هاشم صفي الدين. أين هي هذه الخطة وما هي نتائجها في ظلّ الانتشار المرعب للمرض!

كما الحال إزاء صور وتماثيل سليماني، اكتفى حزب الله من خطة الطوارئ الصحية بصورتها وأرقامها المنفوخة. وفيما العالم يتعلّم من إسرائيل، صدر عن بيئة المقاومة، من رأسها في طهران حتى فتيتها في أزقة العراق، مشهدان:

- تغريدة لخامنئي قال فيها إنّ "استيراد اللقاحات المصنوعة في أميركا والمملكة المتحدة ممنوع، إنّهم غير جديرين بالثقة إطلاقاً، وليس من المستبعد أن يريدوا الإضرار بالشعوب الأخرى". وما لبث تويتر أن حذف التغريدة احتراماً للعقل قبل أيّ شيء.

- أما المشهد الثاني فوصلنا عبر فيديو انتشر بكثافة لفتية عراقيين يدعوهم الداعي أمام مرقد الإمام الحسين لنزع الكمامة والإحتماء بالإمام...

مشهدان يتكاملان من أعلى الهرم في إيران الى قاع البؤس العراقي، مروراً بلبنان حيث ينتصر حزب الله بالصور والتماثيل على شعب أعزل ومفلس...

سماوات تفصل بين واقعين.. واقع لبنان المقاومة وواقع "الكيان الإسرائيلي الآيل للسقوط"! فتأمّلوا...

 

عون يصطدم بجدار حزب الله ليعوّض خسارته المسيحيين

منير الربيع/المدن/10 كانون الثاني/2021

في اجتماعه مع رئيس وأعضاء المجلس الدستوري، أراد رئيس الجمهورية ميشال عون نقل المشاكل الداهمة في لبنان إلى مكان آخر. فعون لا يزال يصارع لتغيير الدستور أو تفسيره بما يتلاءم مع مصلحته. وهو لا يفوت فرصة إلا ويثبت عدم اعترافه باتفاق الطائف والدستور الذي انتخب على أساسه.

ومعارك عون كلها هدفها تعزيز واقعه المسيحي وواقع تياره الذي أثبتت الدراسات والإحصاءات أن التيار العوني في حالة تراجع هائلة في البيئة المسيحية. وتقول الأرقام والدراسات إن القوات اللبنانية حققت تقدماً هائلاً في الشارع المسيحي، كما حقق حزب الكتائب رفعاً لأرقام مؤيديه، فيما النسبة الأكبر من المسيحيين صارت في خانة المترددين الذين لا يؤيدوا أحداً.

عون بلا مسيحيين

وهناك رهان في الشارع المسيحي على الحركة العونية الاعتراضية التي يقوم بها رموز منها، لاستقطاب المزاج الشعبي اليائس من ممارسات رئيس الجمهورية، ومواقف صهره رئيس التيار جبران باسيل. وكذلك من التحالف العوني مع حزب الله الذي خسّر المسيحيين كل ما راكموه طوال السنوات الماضية.

لا شيء لدى عون سوى بحثه عن كيفية تعويض هذه خسائره وتعويم شعبيته في البيئة المسيحية. لكن ما يصطدم به تياره مباشرة، هو تحالفه المستميت مع حزب الله. ولم يعد هناك من وسيلة لإقناع المسيحيين بالسير في ركاب هذا التحالف، الذي يصب دوماً في صالح حزب الله، الذي يسيطر سياسياً وعسكرياً على القرار في البلد. وذلك من خلال توفير شطور تؤيده من الطوائف. أما اقتصادياً ومالياً فيعمل حزب الله على ترتيب أوضاعه وأموره من خارج جسم الدولة والمؤسسات التي تنهار. وقد يخدم انهيارها سياسات الجزب إياه، وهي بلغت في انهيارها درجة فقد معها المسيحيون مكتسابتهم في بنية النظام اللبناني.

تكريس الانهيار

أصبح من الصعب جداً على التيار العوني إقناع بيئته وجمهوره بجدوى التحالف مع حزب الله. فهو تحالف يتخطى لبنان. لذا يقف التيار أمام خيار من إثنين: إما الاستمرار بتحالفه هذا، ومراكمة المزيد من الخسائر الشعبية والسياسية. وإما البحث عن تمايز حقيقي يستخدمه عون وباسيل لاعادة شد العصب المسيحي والتفوق على الآخرين، إنطلاقاً من أن السلطة بيدهما ويجب أن تكون عاملاً محفزاً لهم. فمنذ الانتخابات النيابية الأخيرة، وحصول العونيين وحلفائهم على الأكثرية النيابية، فقدوا ورقة المعارضة التي كانت سبيلهم إلى توسع مؤيديهم في الشارع، ويستندون إليها لتقديم تيارهم في صورة الضحية المضطهدة دوماً. لكن حصول العونيين وحلفائهم على الأكثرية النيابية ورئاسة جمهورية والأكثرية الحكومية، لم يستطع عون استثماره لتحسين الأوضاع في البلاد، بل لتكريس انهيارها. وهذه لها مفاعيل سلبية كبيرة على واقعه السياسي ومستقبل تياره وصهره الوريث.

عودة إلى التشدد؟

ويلجأ التيار العوني حالياً إلى أساليب متعددة للقفز فوق هذه الحقائق والوقائع. ويتوقع كثيرون أن علاقة عون مع حزب الله ستسوء في المرحلة المقبلة، إلا إذا فضل الحزب العلاقة مع التيار على علاقاته السياسية الأخرى. وهذا ما حاوله نصر الله في إطلالته الأخيرة، حين أشار ضمناً إلى تفهم موقف التيار العوني المتشدد في عملية تشكيل الحكومة. وذلك لأن التيار ورئيسه باسيل يعتبران أن ما يجري هو حرب إلغاء تخاض ضدهما. لكن موقف حزب الله هذا لن يكون كفيلاً بتحسين علاقته بالتيار العوني، الذي أصبح يحتاج إلى محاكاة الغبن والغضب المسيحيين. وهذا ما كان يفعله عون سابقاً، سواء مع حزب الله قبل التحالف، أو مع تيار المستقبل ما قبل التسوية الرئاسية.

سحب تكليف الحريري؟

سوف يستخدم عون وباسيل كل ما يمكن استخدامه في هذه المعركة. وهي بدأت بالتحقيقات في تفجير مرفأ بيروت، واستكملت بكلام عون عن تفسير الدستور واعتباره من صلاحية المجلس الدستوري لا المجلس النيابي. وهذا لاستدعاء استنفار سياسي ودستور مسيحي ضد بري. وكانت المواقف متطابقة بين نبيه بري ووليد جنبلاط وفؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي وتيار المستقبل، في مشهد يستخدمه عون ليشير إلى وجود تكتل إسلامي في مواجهته. لن يترك عون ورقة تشكيل الحكومة من دون استخدامها أيضاً في لعبة شد العصب المسيحي، سواء في زيارته الأخيرة إلى بكركي، أو بتأكيده أن الحريري يخوض حرب إلغاء الموقع المسيحي القوي. وهذا قد يرد عليه عون بتلويحات متعددة: سحب التكليف من يد الحريري، واستعادة صلاحيات رئيس الجمهورية ما قبل اتفاق الطائف. هذا كله عود إلى بدء: مزيد من الانقسامات والتوتر السياسي والشعبي. وقطار الانهيار مستمر في سيره إلى الهاوية مع ما تبقى من نظام ومؤسسات، وعلى المدى الطويل لن توفر الصيغة السياسية للبنان.

 

"السيّد" ساوى خصومه وحلفاءه: كلّهم يعطّلون.. إلا أنا

كريستال خوري/أساس ميديا/الأحد 10 كانون الثاني 2021

يرسم "حزب الله" حدوداً لمقاربته ملفّ تأليف الحكومة، ويقف عند عتبة انعدام الثقة الواقعة بين القوى المعنية، والمقصود بها بشكل خاصّ رئاسة الجمهورية ومعها رئيس "التيار الوطني الحرّ" جبران باسيل، وفي الجانب المقابل رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري. للمرّة الثانية على التوالي يعيد الأمين العام لـ"حزب الله" التأكيد على أنّ هذه العلّة هي التي تحول دون ولادة الحكومة، مقللاً من الاعتبارات الخارجية التي تُسند إلى الحريري أنّه يخشى من الجلوس إلى طاولة واحدة تضمّه و"حزب الله"، فيُبقي ورقة التكليف في جيبه من دون أن يبذل جهداً كافياً ومُقنعاً للتأليف.

اختصرها نصر الله بعبارة "معقّدة" في إشارته إلى مشاورات التأليف، وذلك بعد 14 جلسة متتالية بين عون والحريري، لم تفضِ إلى الآن إلى تجاوز مرحلة الجفاء والتوتر بين الأخير وباسيل، التي سادت حكومة رئيس "تيار المستقبل" الأخيرة قبل استقالته على وقع ضربات الشارع.

ويبدو أنّ الحريري يحاول تكبير حجر شروطه ومطالبه لكي يتجنّب تكرار مشهدية "الغلبة" في النفوذ التي كانت سائدة والتي كانت تسمح لرئيس "التيار الوطني الحرّ" بالتحكّم بحكومته حين يكون الانسجام جامعاً بينهما، وتعطيلها حين يُبعد الخلاف بينهما. وفق أكثر من مقرّب من رئيس الحكومة المكلّف، فإنّ استراتيجيته تعتمد على تحسين شروطه التفاوضية لكي لا يقع مجدداً في مستنقع تحكّم جبران باسيل بدفّة الحكومة، خصوصاً اذا قدّر لها أن تملأ الشغور الرئاسي وتصير "حكومة الرؤساء"، ويصير حامل الثلث المعطّل فيها قابضاً على مسارها ومصيرها!

للمرّة الثانية على التوالي يعيد الأمين العام لـ"حزب الله" التأكيد على أنّ هذه العلّة هي التي تحول دون ولادة الحكومة، مقللاً من الاعتبارات الخارجية التي تُسند إلى الحريري أنّه يخشى من الجلوس إلى طاولة واحدة تضمّه و"حزب الله"

حتّى الآن، لم يضِف نصر الله أيّ جديد على توصيف المشهدية الحكومية. الجديد أنّه لم يعفِ أيّ طرف داخلي من المسؤولية. قال حرفياً: "لا يجوز تحميلها لفريق واحد، هناك قوى عدّة لديها حسابات ومخاوف ومطالب. هناك أزمة ثقة وليس أزمة وزير".

ما يعني أنّه لم يضع كل اللوم على رئيس الحكومة المكلّف، أقلّه كما يرغب حليفه العوني، وإن غلّف هذا التساوي في توزيع المسؤوليات، بعنوان انعدام الثقة. لكنّه بالنتيجة، تعاطى مع الفريق العوني كما الفريق "المستقبلي" بالمسافة ذاتها، ما يثبت أنّ مطالب الطرفين فيها شيء من الترف السياسي غير المتناسب مع ظروف المرحلة الخطيرة.

ومع ذلك، من الصعب تجاوز سؤال جوهري: لماذا يحمّل "حزب الله" حلفائه كما الآخرين مسؤولية متساوية في التعطيل؟ ألا يمون على الفريق العوني لإقناعه بتسهيل ولادة الحكومة؟ حتّى الآن، لم يضِف نصر الله أيّ جديد على توصيف المشهدية الحكومية. الجديد أنّه لم يعفِ أيّ طرف داخلي من المسؤولية. قال حرفياً: "لا يجوز تحميلها لفريق واحد، هناك قوى عدّة لديها حسابات ومخاوف ومطالب. هناك أزمة ثقة وليس أزمة وزير

وفق المطّلعين على هذا المسار، سبق لمسؤولين فرنسيين أن طلبوا من قياديين في "حزب الله" إقناع كلّ من رئيس الجمهورية ورئيس "التيار الوطني" بأن يخفّفا من حدّة الخلافات مع رئيس الحكومة المكلّف للإسراع في ولادة الحكومة. وقد نُقلت الرسالة عبر أكثر من صديق. لكنّ اعتبارات عون وباسيل مختلفة عن اعتبارات "حزب الله" الذي يحرص على عدم الوقوع في فخّ الاشتباك مع الفريق العوني لكثير من الأسباب، ويفضّل اعتماد لغة النصائح لا لغة الضغط التي ستزيد من حدّة الخلافات بينهما، المتزايدة أصلاً. وأكثر ما توقف عنده المعنيون، هي "النصيحة" التي وجهها نصر الله إلى "منتظري" الاتفاق الأميركي- الإيراني، حين قال إنّ "فريقاً في لبنان ينتظر نتيجة المفاوضات الأميركية ــــ الإيرانية"، فكانت دعوة نصر الله: "لا ينتظر أحد المفاوضات، لأنّه كمن ينتظر شيئاً من دون أفق". ويشير المعنيّون إلى أنّ هذه "النصحية" مخصصة لرئيس "التيار الوطني الحر" تحديداً، الذي سبق أن أعلن في أكثر من اطلالة له، أنّ الاتفاق الأميركي – الإيراني "على الطريق". وفق المعنيين، يحاول "حزب الله" إقناع حليفه بعدم الرهان على الوقت لأنّه ليس من مصلحته كون الوضع الداخلي إلى تدهور دراماتيكي قد لا ينتظر نتائج المفاوضات العابرة للاصطفاف الدولي، ولا بدّ من تقديم خطوات إلى الأمام للاستفادة من "الوقت الضائع"، وللتعجيل في المسار الحكوميّ.

 

اللبنانيون بدأوا يأكلون بعضهم جوعاً.. والأمن الذاتي يقترب

أحمد الأيوبي /أساس ميديا/الأحد 10 كانون الثاني 2021

يترافق التصدّعُ المالي والاقتصادي مع تراجع حضور الدولة بمؤسساتها وأجهزتها الدستورية والإدارية والأمنية والخدماتية، بينما يهبط لبنان تدريجياً إلى جهنم، تماماً كما "بشّر" رئيس الجمهورية ميشال عون، لينعكس هذا التصدّع في الشارع على شكل فوضى متدرِّجة أيضاً. فوضى بدأت بالانهيار العملي للطبقة الوسطى مع فقدانها مدّخراتها في المصارف تحت عناوين مختلفة، ثمّ بارتفاع منسوب السرقات في أنحاء البلد بشكلٍ قياسيّ ونوعي، إذ لم يعد هناك سقف للتوقعات. فالسرقات باتت تطال السيارات ومحتوياتها، خصوصاً البطاريات، والدراجات النارية، ومولّدات الكهرباء العامة والخاصة، والأسلاك الموصولة إليها، والحديد من الممتلكات العامة على الطرق... ولا تنتهي بأغطية الصرف الصحي. تصاعدت السرقات في المدن والأرياف وبات الناس يخشون على ممتلكاتهم التي تُخطف من بين أيديهم بلمح البصر، من دون أن تستطيع السلطة اتّخاذ إجراءات كافية لوقف هذه الموجات المتمادية من السرقات، بل إنّ اللبنانيين باتوا معتادين على القبض على اللصوص وتسلميهم إلى الأجهزة الأمنية التي اقتصر دورها على الحدّ الأدنى من متابعة الجرائم الكبيرة مثل القتل أو سلب المنازل. بل إنّ أحد عناصر شعبة المعلومات قبض على لصٍ استهدف جيراناً له ليلاً في محلة أبي سمراء في طرابلس فأتى به إلى المخفر لتسليمه، ليُصدم بقول المسؤول عن المخفر إنّه لا يستطيع استلام اللصّ في الليل، بل على العسكري أن يأتي به في صباح اليوم التالي..

في بيروت، محلة الطريق الجديدة شاهدنا مواطنين ألقوا القبض على لصّ وقد أوسعوه ضرباً ثمّ ألقوه في حاوية النفايات، معتقدين أنّ تصويره وكشف هويته، سيكون درساً لغيره من اللصوص لعلّهم بذلك يفرضون هيبة لم تعد الدولة توفرها للمواطنين. وقد رحنا نرى مجموعات من الشبّان تقضي الليل عند مفارق الطرق ومداخل الأبنية احتياطاً من دخول اللصوص وتحسّباً من وقوع المزيد من الخسائر التي تتراكم نتيجة الفلتان الحاصل.

يُضاف إلى ذلك أنّ استجابة القوى الأمنية للضحايا باتت ضعيفة، بعدما تكاثرت جرئم السرقة. فهذه القوى تعرف صعوبة العثور على المجرمين في مسائل تعتبرها صغيرة، لذلك يرتبط مستوى الملاحقة بمدى ضخامة الجريمة، أو ارتباطها بالسلاح أو القتل، أو حتّى علاقة الضحية بالسياسيين أو الأمنيين، أو ربما بالضغط السياسي الذي يستطيع الضحية تأمينه، لكي تتحرّك القوى الأمنية.

تصاعدت السرقات في المدن والأرياف وبات الناس يخشون على ممتلكاتهم التي تُخطف من بين أيديهم بلمح البصر، من دون أن تستطيع السلطة اتّخاذ إجراءات كافية لوقف هذه الموجات المتمادية من السرقات

نتيجة هذا الأداء، ازدادت سطوة اللصوص ووقاحتهم، وتراجعت ثقة المواطنين بالدولة، وكبرت هواجسهم. وهم على حقٍّ في المخاوف، لأنّ العمليات الإجرامية انتقلت من السرقة إلى السلب. ولا يُخفى الفارق بين الجرمين. فالسرقة لغةً واصطلاحاً هي "أخذ الشيء خفاءً عن صاحبه بغير حقّ"، أي أنّ السارق يتحرّك وهو يخشى مواجهة المستهدفين بالسرقة، لكنّ السلب، هو "الانتزاع قهراً والاستيلاء على ممتلكات الغير بالقوّة وعنوةً". ما تقدّم يعني أنّ الوضع في لبنان انتقل من السرقة العشوائية إلى الجريمة شبه المنظمة. وقد راحت عمليات السلب تحصل في وضح النهار وتشارك فيها مجموعات تتقاسم الأدوار وتستهدف أشخاصاً بعينهم، تتولّى رصدهم ومراقبتهم ودراسة الثغرات في حركتهم اليومية، ثمّ تنقضّ عليهم لتسلبهم سياراتهم وأموالهم، بوسائل وأساليب مختلفة. من ذلك انتحال صفة الأجهزة الأمنية، وتحديداً جهاز أمن الدولة، وبهذه الصفة تعرّض منزل العسكري المتقاعد عزام أرناؤوط لعملية اقتحام نفّذها أربعة لصوص قاموا بتكبيله وتكبيل عائلته وسلبهم كلّ ما وجدوه من أموال ومجوهرات.

الوضع يسوء أكثر كلّما اتّجهنا إلى البقاع، حيث عمليات الخطف لها تاريخ "عريق"، لكنها كانت سابقاً تعتمد على الاستدارج إلى المناطق البعيدة عن مراكز المدن والبلدات، أما في الأيام الأخيرة، فإنّ ساحات هذه المدن وشوارعها باتت مستباحة تماماً من قبل عصابات السلب والنهب، كما جرى في مطعم "ماكدونالد" في زحلة، التي شهدت أيضاً (في الفرزل) عملية خطف عسكري مع رفاق له، كانوا يقومون بتصريف مبالغ نقدية، ونتج عن ذلك مقتل اثنين من السالبين. الأمر الخطر في الانتقال من السرقات العشوائية إلى السلب والنهب المنظّمين، هو أنّ اللبنانيين باتوا يجهّزون أنفسهم للاشتباك والمواجهة مع من يمكن أن يتعرّض لهم في الطرقات أو في المنازل. وبات الشعور بالحاجة إلى التسلّح الفردي والعائلي طاغياً، وهذا تطوّرٌ ينذر بما هو أكبر وأعظم. أي اتّجاه الناس إلى ما يمكن اعتباره الأمن الشخصي، الذي يكون عادةً مقدّمة طبيعية للتفكير بالأمن الذاتي، الجماعي، ولو بأشكالٍ غير حزبية أو سياسية.

فأهالي الأحياء والبنايات والشوارع باتوا يتداعون للبحث في كيفية حماية أنفسهم وممتلكاتهم من السرقة والسلب، بعدما فقدوا الأمل في استجابة الأجهزة الأمنية والبلدية لمتطلّبات الحماية الطبيعية وبحدودها الدنيا. وهذا لا يقتصر على منطقة دون أخرى، وإن كان مستوى الأمن الاجتماعي يختلف بين منطقة وأخرى، بحسب الظروف المعيشية والسكانية والاجتماعية. فالمناطق التي تُحظى بمستوىً معيشي جيّد، تمتلك فرصاً أكبر للحماية الذاتية والمنزلية، بينما تكبر فرص اللصوص والعصابات في الأحياء المتوسطة والفقيرة. الوضع في لبنان انتقل من السرقة العشوائية إلى الجريمة شبه المنظمة. وقد راحت عمليات السلب تحصل في وضح النهار وتشارك فيها مجموعات تتقاسم الأدوار وتستهدف أشخاصاً بعينهم

لم يعد الأمن الذاتيّ مجرّد شعار يجري التخويف السياسي به. فالمشكلة تجاوزت الانقسام السياسي أو اعتبارات كانت سائدة قبل دخول نفق الانهيار. الإشكالية باتت اليوم تكمن في أنّ كلّ مواطن بات يشعر أنّه مهدّد في حياته ورزقه وأنّه محكوم بالمواجهة وبالدفاع عنه نفسه، وهذا سيُدخل البلد في الفوضى من القاعدة إلى القمة، في الطريق إلى تشظّي الدولة وإلى جهنم. ألا يعلم المتسلّطون على الدولة والممسكون بزمام القرار أنّهم يقودون البلد إلى انهيار شامل وتصدّعات تطال القواعد الاجتماعية وحياة الناس المشتركة، وقد ينجم عنها تغييرات غير محسوبة وغير متوقعة ولا يمكن التحكّم بها، وخسائرها لن تكون محدودة، فتحالفات الفوضى لا يمكن ضبطها. في هذا الوقت، يتقاذف هذا الرئيس وذاك مسؤوليات عدم تشكيل الحكومة، ويخرج علينا الزعيم المعصوم ليحدّثنا عن صعوبات تكتيكية، لتغطية عورات التعطيل الخارجية، من جهته... بينما اللبنانيون قد بدأو يأكلون بعضهم البعض من الجوع.

 

“حزب الله” يهادن ويناور لاستيعاب النقمة المتنامية ضد إلحاقه لبنان بإيران/لا مفاوضات بين واشنطن وطهران لأن الثانية أدركت أنها ستشمل دورها الإقليمي والصواريخ

وليد شقير/انديبندت عربية/10 كانون الثاني/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/94743/%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%af-%d8%b4%d9%82%d9%8a%d8%b1-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%8a%d9%87%d8%a7%d8%af%d9%86-%d9%88%d9%8a%d9%86%d8%a7%d9%88%d8%b1-%d9%84%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d9%8a%d8%b9/

بدا “حزب الله” دفاعياً في خطاب أمينه العام حسن نصر الله ليل الجمعة 8 يناير (كانون الثاني) الذي تناول فيه عدداً من الملفات الداخلية الساخنة، بعد تصاعد الحملات عليه في شأنها، مع أنه أخذ منحى هجومياً في الدفاع عن مؤسسة “القرض الحسن” المالية التابعة للحزب، إثر نشر بعض مستنداتها نتيجة لاختراق جزء من سجلاتها. وظهر محرجاً بسبب سحب بعض المتمولين الأموال التي أودعوها المؤسسة الموضوعة على لوائح الإرهاب، فقال “الذي يخاف فلينسحب”. ودعا من يحتفظون بمالهم في المنازل إلى إيداعها فيها.

بعد خروج قوى سياسية رئيسة عن تحفظها وعن سياسة “ربط النزاع” والتهدئة حيال دور “حزب الله” في شأن تأخير تأليف الحكومة بوقوفه خلف حليفه رئيس الجمهورية ميشال عون في عرقلة ولادتها، وفي التسبب بتدهور الوضع الاقتصادي بجر البلد إلى المحور الإيراني، والتلميحات إلى مسؤولية ما على الحزب في التسبب بانفجار مرفأ بيروت الكارثي في 4 أغسطس (آب) الماضي، والتحقيقات الجارية في أسباب الزلزال الذي أصاب البلد جراءه، اعتمد نصر الله لهجة هادئة خلافاً للعادة في شأن العناوين الخلافية. لكنه هدد وسائل الإعلام التي تتناقل أخباراً تتهمه بالتورط في تهريب حبوب الكبتاغون المخدِّرة بتوجه متظاهرين إلى مقراتها للاحتجاج، معتبراً أنها تنقل تقارير مختلقة ومدفوعة.

تجنب الرد على جنبلاط وجعجع

تجنب نصر الله الرد على مواقف حادة ضد حزبه ساقها رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط في ثلاث مقابلات تلفزيونية وإذاعية خلال الأيام الماضية تقصد فيها الوضوح في اتهام الحزب وإيران بمصادرة القرار في البلد وبتحويل لبنان إلى “منصة صواريخ”. وذهب جنبلاط إلى حد المقارنة بين النفوذ الإيراني الحالي وبين مرحلة الوصاية السورية على لبنان أيام الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد بقوله: “صحيح كنا في دولة ملحقة، ووضع جماعته (حافظ الأسد) في المفاصل الأساسية الأمنية والجيش، لكنه كان يحترم دولة لبنان”. ونصح جنبلاط في موقف تصعيدي الرئيس سعد الحريري بالاعتذار عن تأليف الحكومة قائلاً: “خليهن هني يحكموا. أي “التيار الوطني الحر” بالواجهة ومن الخلف “حزب الله”، ما دام لديهم القدرة العسكرية والسياسية، لأنهم ألغوا كل شيء، ولم يعد هناك وجود لما يسمى بالحيثيات التي نعرفها: السيادة والاستقلال والحدود. لم يبق شيء، لا في البحر، ولا في الجو ولا على الحدود البرية. صرنا مقاطعة (إيرانية)… لا وجود للقرار المحلي”. وأضاف “مشروعه يتعارض مع ما تبقى من طموحاتنا للبنان متنوع، ولبنان الجامعات، والإرساليات، والمؤسسات”.

واتهم جنبلاط إيران (وبالتالي “حزب الله”) بأنها تقف وراء رفع سقف الموقف اللبناني في المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة ويتوسط فيها الأميركيون في شأن الحدود البحرية مع إسرائيل”، موحياً بأن الهدف تعليق الأمر إلى أن يستلم الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن مهماته.

وجاء رد نصر الله خجولاً على تصريحات لرئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع الذي رفض قول نصر الله في خطاب سابق في 3 يناير، أن العالم لم يسمع بلبنان إلا بسبب وجود المقاومة فيه. واعتبر جعجع أنه “تخطى كل الحدود والسقوف، وكأن اللبنانيين من دون ذاكرة ولا تاريخ ولا حضور ولا دور”. واكتفى نصر الله بالتعليق على انتقاد جعجع بالقول إنه يقصد بدور المقاومة منذ العام 2005 حين بدأ الأميركيون يهتمون بلبنان من أجل إنهاء هذا الدور.

وفضلاً عن تجنبه التعليق على سيل التصريحات التي رفضت دفاعه عن كلام قائد سلاح الجو في “الحرس الثوري” الإيراني أمير حاجي زادة عن أن صواريخ لبنان وغزة التي وجدت بفضل إيران في الخط الأمامي للمواجهة مع إسرائيل، تفادى “حزب الله” تطور السجال مع معارضيه، لا سيما أن موجات الاحتجاج تتصاعد ضده في الوسط المسيحي، مع تراكم مواقف البطريرك الماروني بشارة الراعي منذ أسابيع، برفض رهن قيام الحكومة اللبنانية بالتدخلات الخارجية، داعياً عون والحريري إلى رفضها.

المهادنة مؤشر لحلحلة حكومية أم تغطية للسلبية؟

وفي وقت تعتقد أوساط سياسية معارضة للهيمنة الإيرانية على لبنان أن “حزب الله” بات محرجاً بسبب تنامي النقمة على سياسته وإلحاقه البلد بخياراته الإقليمية، ولهذا السبب فضل سياسة المهادنة، التي يمكن أن تنعكس إيجاباً على إمكان معالجة العراقيل أمام تأليف الحكومة، فإن بعض المراقبين يميل إلى الاعتقاد بأنه يعتمد سياسة استيعابية من دون أن يتخلى عن تمسكه بمواقفه وثوابته بالالتحاق الكامل بطهران كأحد أذرعها الرئيسة في المنطقة. ويقول أصحاب هذا الرأي إن “التجربة علمتنا أن اللهجة الهادئة يمكن أن تكون غطاءً لسلبيات في المواقف المقبلة”.

نأى نصر الله بحزبه عن التراشق الإعلامي بين فريق الرئيس عون و”التيار الوطني الحر” من جهة وبين فريق الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري ونواب تيار “المستقبل” من جهة أخرى، في شأن المسؤولية عن تأخير الحكومة، لكنه انطلق من اتهام حزبه بأنه “المعطل الحقيقي لتشكيل الحكومة في لبنان لأن حزب الله لا يريد أن تتشكل الحكومة الآن قبل ذهاب الرئيس دونالد ترمب، فيعمل على تعطيلها ‏تارةً من خلال الرئيس المكلف، وتارةً من خلال حليفه رئيس الجمهورية و”التيار الحر”… لكن هذا ‏غير صحيح، لأننا لم نقف لحظة عند زمن ترمب أو زمن بايدن ‏فالموضوع لا يختلف كثيراً، ولذلك نحن كنا نريد حكومة بالأمس قبل اليوم، والأكيد أن هذا ‏الاتهام ليس له أساس ولا أي معنى”. وإزاء اتهام الحريري بأنه ينتظر تسلم بايدن مهماته قال نصر الله إن الحزب سأل الرئيس المكلف تأليف الحكومة فنفى ذلك. واعتبر نصر الله أن هذه التهمة “انتهت في كل الأحوال” لأن رحيل ترمب اقترب في 20 يناير “والوقت سيتكفل بحلها”.

لا مفاوضات أميركية إيرانية

لكن اللافت في كلام نصر الله تشديده ثلاث مرات على أنه “إذا البعض مقتنع بأن الحكومة ‏في لبنان تنتظر مفاوضات أميركية- إيرانية، فنحن ليس لدينا شيء من هذا القبيل. ليس هناك من مفاوضات أميركية- إيرانية، لا ‏على لبنان ولا على سوريا ولا على العراق أو اليمن أو البحرين وفلسطين و‏المنطقة ولا على الصواريخ، وحتى على النووي الإيراني”. وأسند كلامه بتصريح مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي عن أن “لسنا مهتمين” بأن يعود الأميركيون إلى الاتفاق النووي و”الذي يهمنا أن ترفع العقوبات” (على إيران). وردد نصر الله كلاماً يقوله خصومه في معرض اتهامه والجانب الإيراني برهن تأليف الحكومة بالحوار الأميركي الإيراني، عن أن الأميركيين مع تسلم بايدن مهماته “لديهم مشاكل كثيرة ولن تكون أولويتهم تشكيل الحكومة اللبنانية”. ودعا إلى “تجاوز الاعتبارات ‏الخارجية، وأن نُركّز على الجانب الداخلي، فإذا تفاهمنا في الداخل ‏وتضامنا، الآن الخارج ليس لديه الوقت لنا، ‏فلتتشكل الحكومة وليرَ الخارج كيف سيتعاطى معها بطريقة أو ‏بأخرى”.

لكن التشديد على أن لا تفاوض بين طهران وإدارة بايدن المقبلة، جاء بعد تأكد الأولى من أن الرئيس الأميركي الجديد، مع اختلاف مقاربته للاتفاق على النووي عن نهج ترمب، سيكون متشدداً حيال دورها الإقليمي وبرنامج الصواريخ الباليستية.

رد نصر الله التعقيدات الحكومية إلى أسباب داخلية، لكنه خلافاً لإعلام حزبه ونوابه الذين حملوا مسؤولية العرقلة إلى الحريري بطريقة أو بأخرى أكثر من مرة، إذ لمحوا إلى ضرورة أن يأخذ بمطالب عون في تأليف الحكومة، اعتبر أنه “لا يجوز تحميل المسؤولية لطرف واحد”. وحصر العائق أمام ولادة الحكومة بالخلاف على حقيبتي الداخلية والعدل (التي يصر عون على حقه بتسمية وزيرين لهما، فيما يتمسك الحريري باختياره اسمين من المستقلين لهاتين الوزارتين في اللائحة التي تقدم بها). وإذ أشار نصر الله إلى أن هناك أزمة ثقة لأن الخلاف حول هاتين الوزارتين يعود إلى مخاوف أطراف من فتح ملفات قضائية تتعلق بالفساد وغيره.

ينفي العوامل الخارجية لكنها في حساباته

يرى سياسي بارز منخرط في تفاصيل الاتصالات للخروج من الفراغ الحكومي أن “حزب الله” ينفي الأسباب الخارجية التي تدفعه إلى تعليق الحكومة، في وقت هي في صلب حساباته الفعلية، ويعيد المشكلة إلى الأسباب الداخلية، وهذا مبرر كافٍ لصعوبة إحداث خرق في جدار الانسداد الحكومي.

في المقابل، طرح تأكيد نصر الله بالاستناد إلى خامنئي أن لا مفاوضات إيرانية- أميركية، تساؤلاً عما إذا كانت طهران اقتنعت بأن استعجالها التفاوض مع إدارة بايدن ليس ممكناً في المستقبل القريب، وأنها قد تلجأ إلى تعديل خطواتها في عدد من ميادين نفوذها في المنطقة، وبالتالي لا جدوى من إمساكها بورقة الحكومة في لبنان بحيث يتم الإفراج عن هذه الحكومة وتجنب مزيد من الإحراج والحملات على “حزب الله” بأنه يحول دون انتظام السلطة التنفيذية، في أوج الحاجة إلى تدابير تتخذها لمعالجة الأزمة الاقتصادية المالية الخانقة، ومخاطر انتشار جائحة كورونا. إلا أن العارفين بموقف “حزب الله” يرون أنه على الرغم من لهجة المهادنة التي اعتمدها نصر الله فإن إيحاءه بأنه سيجري اتصالات في الفترة الفاصلة عن 20 يناير، يخفي توجها لممارسة ضغوط على الحريري كي يقدم تنازلات لمصلحة عون. ومن غير المستبعد أن تشمل هذه الضغوط التلويح بفتح ملفات لوزراء سابقين من المقربين لتيار “المستقبل” عن طريق قضاة يدينون بالولاء لرئيس الجمهورية.

 

رحلة باخرة أطنان المخدرات والكبتاغون من سوريا إلى ليبيا مرورا بلبنان ومصر/القاهرة تكشف عن المخطط لتهريب الممنوعات وحزب الله يتوعد الإعلام

أحمد عبد الحكيم وطوني بولس/انديبندت عربية/09 كانون الثاني/2021

قدّرت وزارة الداخلية المصرية القيمة المالية للمخدرات المصادرة بنحو 611 مليوناً و520 ألف جنيه، أي ما يقارب 39 مليون دولار أميركي.

http://eliasbejjaninews.com/archives/94741/%d8%b1%d8%ad%d9%84%d8%a9-%d8%a8%d8%a7%d8%ae%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%b7%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae%d8%af%d8%b1%d8%a7%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%a8%d8%aa%d8%a7%d8%ba%d9%88%d9%86/

لطالما ذاع صيت عصابات تجارة المخدرات المرتبطة بلبنان من خلال تقارير غربية، تتحدث عن ضبط شحنات عدة في أميركا الجنوبية والمكسيك، لا سيما في كولومبيا والبرازيل والباراغواي والأرجنتين، لكن الجديد في الأمر التقارير التي تشير إلى أن دول الحوض الشرقي للمتوسط وبعض الدول العربية والغربية، أصبحت هي الساحة الأكبر للأخبار التي تتداول ضبط شحنات مخدرات، كان آخرها ما أعلنته وحدة الجرائم المالية الإيطالية من تفاصيل حول شحنة مخدرات آتية من سوريا، ضُبطت الصيف الماضي في عملية وصفت بأنها “الأكبر من نوعها في العالم”، وتصل قيمتها المالية إلى حوالى مليار دولار. وأفادت وكالة “نوفا” الإيطالية بأن التحقيق أظهر أن النظام السوري وحليفه اللبناني “حزب الله” يقفان وراءها.

من سوريا إلى مرفأ الخُمس

وظهر الإثنين الموافق الرابع من يناير (كانون الثاني) الحالي، أعلنت وزارة الداخلية المصرية، ضبط أجهزتها المعنية حاوية، قالت إنها قادمة من ميناء إحدى الدول العربية (لبنان) ومتجهة إلى ميناء دولة عربية أخرى (ليبيا) عبر ميناء غرب بورسعيد وبداخلها كمية كبيرة من المواد المخدرة.

ووفق مصادر أمنية تحدثت لـ”اندبندنت عربية”، فإن ضبط الحاوية جاء بعد توافر معلومات لدى الأجهزة الأمنية والإدارة المركزية لجمارك بورسعيد، باحتمال الاشتباه في اشتمال الحاوية على كميات كبيرة من المواد المخدرة في طريقها إلى أحدى البلدان العربية المجاورة لمصر.

وقال أحد المصادر في حديث مقتضب لنا “إن تفتيش الحاوية والتحفظ عليها تم وفق الإجراءات القانونية المتبعة في ميناء غرب بورسعيد لمكافحة الجريمة، بشتى صورها ومن بينها جرائم الإتجار في المواد المخدرة وملاحقة وضبط العناصر الإجرامية القائمة على عمليات جلبها وتهريبها وترويجها وتشديد الرقابة على كافة منافذ التهريب”، رافضاً ذكر وجهة الحاوية النهائية أو محطة قدومها.

إلا أن مصدراً في الجمارك المصرية أخبرنا، بأن وجهتي الحاوية كانت ما بين لبنان وليبيا من دون مزيد من التفاصيل، موضحاً أن النيابة العامة المصرية تواصل تحقيقاتها لملاحقة المتورطين بها.

وفي التفاصيل أن الشحنة “اللبنانية المنشأ”، تحتوي على أكثر من ثمانية أطنان من مخدّر الحشيش وأكثر من ثمانية ملايين قرص كبتاغون ماركة “ليكزس”، وكانت ستعبر باتجاه مرفأ الخُمس في ليبيا.

الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في مصر أعلنت أنها تمكّنت من ضبط حاوية رقمها TCLU4252647 آتية من مرفأ بيروت على متن سفينة FORT STE MARINE ترفع علم مالطا، وتابعة لشركة الملاحة CMA CGM، وكانت في طريقها إلى ميناء الخُمس في ليبيا، عبر ميناء غرب بور سعيد بنظام “الترانزيت”.

نحو 39 مليون دولار

وأوضحت أن كمية المخدرات التي ضبطت كانت موجودة في شحنة أكياس بلاستيكية، منها ما كان مخبّأ بشكل جيد، ومنها ما كان في الجهة الداخلية للحاوية ووضع من دون تمويهه. واللافت كذلك أن “شحنات البلاستيك لا تزن كثيراً، وهو أمر لا يخفى على أحد، وبمجهود الأمن المصري، اكتُشفت كمية مخدرات بلغت ما يقارب 41107 (لفّات) من نبتة الحشيش وهي من النوعية اللبنانية، وتزن 8.225 طن، وكذلك 8076 كيساً من عقار الكبتاغون المخدّر، بداخل كل كيس 1000 قرص، وعليه ماركة كحلية اللون والمعروفة باسم ليكزس، وذلك بإجمالي ثمانية ملايين و76 ألف قرص”.

وقدّرت وزارة الداخلية المصرية القيمة المالية للمخدرات المصادرة بنحو 611 مليوناً و520 ألف جنيه، أي ما يقارب 39 مليون دولار أميركي.

انتظار في لبنان

مصدر أمني لبناني أكد أنه حتى الساعة لم يبلّغ القضاء المختص الضابطة العدلية لإجراء أي تحقيق حول تلك الناقلة، مشيراً إلى أن الموضوع حتى الآن لا يزال قضية إعلامية، وأن أي تحقيق يتطلب تسليم السلطات الرسمية المعطيات التي توفرت لديها إلى السلطات اللبنانية عبر الأطر الرسمية بين البلدين. إلا أنه في المقابل، رجّح أن تكون شحنة المخدرات قد صنّعت في سوريا وهرّبت عبر المسالك غير الشرعية برّاً نحو أحد المستودعات في لبنان، حيث تمت تعبئتها في صناديق كرتون، وبعدها خرجت من المرفأ بطريقة غير شرعية.

الحدود اللبنانية السورية

وفي معلومات حصلت عليها جريدة “نداء الوطن” اللبنانية، فإن تلك الحاوية عُبّئت في 19 ديسمبر (كانون الأول) 2020 في مستودع الشركة المصدّرة في لبنان، وقد أرسلت إلى المرفأ، و”قطعت” على التفتيش في جمارك بيروت من دون أي مشكلات، وخرجت بسلام نهار السبت في الثاني من يناير، لتصل وتتمّ مصادرتها في مرفأ بور سعيد نهار الأحد! وتضيف الصحيفة أن الأكياس التي ضبطت كانت مطبوعة بإشارة “ليكزس” وتصنّع في بلدة العقربية على الحدود السورية – اللبنانية، ويشرف على ذلك لاعب سوري في كمال الأجسام ع. ق. وشخص يدعى س. أيوب ومخبرية طبّية تحضّر المواد اللازمة وتدعى “إ. العباس”، وبحماية شخص تابع لأحد الأحزاب مباشرة من آل زعيتر يساعده النقيب ع.ع. وهو تابع لأمن الفرقة الرابعة في الجيش السوري.

البديل” بعد العقوبات

من ناحيته، يشير مصدر سوري معارض إلى أنه “بعد العقوبات الشديدة التي مارستها الولايات المتحدة الأميركية على إيران، والخسائر الفادحة التي لحقت بحجم الصادرات النفطية، والتي تراجعت من 2.5 مليون برميل عام 2011 إلى أقل من 300 ألف برميل نهاية عام 2020، انعكس على قدرتها تمويل ميليشياتها، الأمر الذي دفعهم إلى زيادة وتيرة نشاط تهريب المخدرات إلى دول غربية وعربية”، كاشفاً عن أن “النظام السوري قدّم كل التسهيلات إلى تلك الميليشيات لنقل نشاطاتها في صناعة المخدرات وإخراجها عبر الأراضي السورية مقابل الشراكة في مردودها”.

حزب الله ينفي ويهدد

من ناحيته، وفي ردّ نادر على الاتهامات الموجهة لـ”حزب الله” بالوقوف وراء معظم شحنات الكبتاغون والمخدرات التي يتم ضبطها في مختلف دول العالم، قال الأمين العام للحزب حسن نصر الله، في كلمة متلفزة خصّصها للحديث عن الملف اللبناني، إن وسائل الإعلام المحلية التي “تبث فبركات وتوجّه اتهامات بشعة إلينا هي بمثابة اعتداء على كراماتنا”، داعياً إلى معالجة موضوع الإعلام في البلاد، و”إذا كان المطلوب أن تتم معالجته من قبل الناس عبر تظاهرات واعتصامات، فمن الممكن أن يأتي يوم للمعالجة، وإذا كان القضاء يعالجه فليعالجه”، على حد تعبيره. واتهم نصر الله، الإعلام، بفبركة أخبار ترتبط به، مثل اتهام الحزب بالوقوف وراء تهريب شحنة من حبوب الكبتاغون المخدرة من إيطاليا، إذ أشار إلى أن لا مصدراً رسمياً إيطالياً تحدّث عن الموضوع، وأن “أصل الخبر منشور في صحيفة أميركية، وتلقّفته صحيفة إسرائيلية، لتروّج له بعدها بعض وسائل الإعلام في لبنان والمواقع الإخبارية المحلية”.

أسلوب الترهيب

من جهته، طالب النائب وهبي قاطيشا في تغريدة عبر تويتر بالتحقيق بقضية المخدرات التي خرجت من مرفأ بيروت، وقال، “بعد حصول نكبة مرفأ بيروت وتعيين إدارة جديدة للمرفأ فوجئنا اليوم بضبط باخرة في مرفأ بور سعيد (مصر) محملة بأطنان من المخدرات بعد أن انطلقت من مرفأ بيروت. فألا تستأهل هذه القضية إجراء تحقيق عدلي مع الإدارة الجديدة لمرفأ بيروت؟”.

وفي رد على نصر الله، الذي نفى بشدة علاقة حزب الله بشحنات الكبتاغون، قال الصحافي أسعد بشارة “إن نصر الله لا يفوّت مناسبة أو حوار إلا ويوجه جملة اتهامات إلى غالبية وسائل الإعلام.

ولفت بشارة إلى أنه “بحسب نصر الله، يعني إما أن يتحرك القضاء ويقمع حرية الرأي وإما أن يوعز هو إلى أنصاره، تحت عنوان الأهالي، لكي يعتدوا على وسائل الإعلام وهذا الأمر خطير جداً”، معتبراً أن “ما جاء في كلام نصر الله هو أمر واضح بترهيب وسائل الإعلام والتهديد بإيذائها”.

وفي الموازاة، دانت مبادرة “إعلاميون من أجل الحرية”، أسلوب الترهيب هذا، محمّلة الدولة اللبنانية المسؤولية في حال تم الاعتداء على أي إعلامي أو مؤسسة إعلامية، مهما كان نوع هذا الاعتداء، مشددة في بيان لها على أن “سبب وجود لبنان هو الحرية، وهي أقوى، مهما توهّم البعض بإمكانية استفرادها”.

الـ FDA على الخط

بدورها لفتت الناشطة السياسية رولا تلج إلى أن اكتشاف شحنات المخدرات في دول غربية وعربية عدة، والاتهامات للحزب بالوقوف خلفها من أجل تمويل نشاطاته في الشرق الأوسط، تضعه في الواجهة، خصوصاً أن هناك توجهاً دولياً لتصنيفه “منظمة إجرام دولية”.

وأكدت أن “كثرة الملفات التي تشير إلى ارتباط حزب الله بتجارة المخدرات حول العالم، ونشاطاته المشبوهة من أميركا الجنوبية، مروراً بأوروبا وصولاً إلى أفريقيا، حالت دون احتساب خط رجعة مع الدول النافذة كافة، يخرجه من أي تسوية قد تكون مقبلة بين إيران وأميركا، لا سيما أن هذا الأمر يخرج ملف الحزب من يدَي الرئيس المنتخب في أميركا جو بايدن”، كاشفة أن الملف أصبح بيد الاستخبارات الفيدرالية الأميركية (FDA) التي تُعنى بملاحقة كارتيلات المخدرات حول العالم.

وظهر الكبتاغون للمرة الأولى، في العام 1961، وهو الإسم التجاري لدواء أنتجته الشركة الألمانيةDegussa Pharma Grupp ، وتحتوي أقراصه على 50 ملليغراماً من الفينيتيلين، العقار الاصطناعي المنتمي للأمفيتامين، وهي الأدوية المرتبطة كيميائياً بالناقلات العصبية الطبيعية مثل الدوبامين والإيبينيفرين (المعروف أيضاً باسم الأدرينالين).

 

لبنان ومسلسل القمع: جيسيكا تخوض معركتها وحيدة

ميريام سويدان/درج/09 كانون الثاني/2021

ازدادت في الآونة الأخيرة الاستدعاءات والتوقيفات ذات "الطابع التأديبي"، وفيها يبقى الصحافي أو الناشط تحت خطر الاستجواب والتحقيق، أو قيد المحاكمة المؤجلة بهدف تحفيز الرقابة الذاتية وتوسيع دائرة القمع وتكميم الأفواه.

“أتعهّد بأنني لن أتعهّد على ما يحدّ حريتي”… هذه هي العبارة التي طلبت الناشطة اللبنانية جيسيكا حوراني أن تُكتب في محضر التحقيق في مكتب مكافحة المعلوماتية بتهمة “المس بهيبة رئاسة الجمهورية”، على خلفية منشورات فايسبوكية على صفحاتها الشخصية.

جيسيكا (27 سنة)، وهي عاملة في المجال الإعلامي مع منظمات أجنبية، استُدعيت سابقاً للتحقيق في 17 تشرين الأول/ أكتوبر 2020، بتهمة “تعاطي المخدرات”، إلا أنها خرجت فوراً إذ تبيّن أن الإدعاء ضدها كاذب. وفي المرّة الثانية، استدعيت جيسيكا في 5 كانون الثاني/ يناير 2021، بسبب منشورات كتبتها على “فايسبوك”، انتقدت فيها فساد سياسيين، منهم رئيس الجمهورية ميشال عون. وجيسيكا هي واحدة من مواطنين كثر يرون في صفحاتهم الشخصية فسحةً وحيدة للتعبير عن امتعاضهم من فشل السلطة اللبنانية وفسادها، لا سيما عقب انفجار مرفأ بيروت وما كشفه من تلكؤ الجهات الرسمية والقضائية. وعلى رغم أن قضية حرية التعبير خاضها نشطاء وصحافيون كثر أخيراً، تحديداً منذ انتفاضة 17 تشرين، إلا أن اللافت في قضية جيسيكا أمران، الأول هو غياب التغطية الإعلامية كلياً عن الأشخاص غير المدعومين شعبياً في معركة الحريات، إذ لم تتطرق أي مؤسسة إعلامية إلى قضيتها. ثانياً، قصة جيسيكا تطرح مدى أهمية “المساس بهيبة رئاسة الجمهورية” أو أي صورة من صور السلطة الحاكمة على مواقع التواصل الاجتماعي. إذ إن لا جهة محددة قدّمت شكوى ضد حوراني، بل القضاء هو الذي أدرج ملّفها كأولوية على ملفات أخرى مصيرية، كملف انفجار المرفأ مثلاً. تروي جيسيكا لـ”درج” أنها ذهبت وحيدة إلى المخفر، بعدما امتنع محاميها نائل القائد بيه عن مرافقتها بسبب الإضراب الذي شنته نقابة المحامين على خلفية اعتداء أحد عناصر قوى الأمن على المحامي جيمي حدشيتي بالضرب. وفي التفاصيل، عرض المحقق منشورات جيسيكا عليها، علماً أنها منشورات عادية ولا تتضمن شتماً أو ذكر الأشخاص بأسمائهم، وطلب منها إزالة المنشورات. وبعد إزالتها أربع منشورات، أعلمها المحقق أنها لن تتمكن من التوقيع على سند الإقامة، وهو ما يعني انتهاء جلسة التحقيق معها، “لأن القاضية المسؤولة عن الملف، وهي غادة عون، غير موجودة في لبنان”. بل ألزمها بالتوقيع على تعهّد يضمن عدم تعرّضها للمساس بهيبة رئاسة الجمهورية مجدداً، وهو ما امتنعت عن فعله، وبقيت أسيرةً في مكتب التحقيق 7 ساعات، أي دوام عمل المكتب الكامل، لتخرج أخيراً، إلا أنها ما زالت قيد التحقيق حتى الآن لأنها لم توقّع سند الإقامة.

توقيفات بالجملة بهدف تحفيز “الرقابة الذاتية”…

تحيلنا قصة جيسيكا إلى قصص نشطاء وصحافيين استدعوا في السنة الراهنة إلى التحقيق بسبب منشورات شخصية يعبّرون فيها عن آرائهم، خصوصاً بعد انتفاضة 17 تشرين الأول/ أكتوبر. إذ تصاعد تكريس الأجهزة الأمنية لقمع حرية التعبير في لبنان بوتيرة لافتة منذ الانتفاضة، هذا عدا عن استغلال السلطة لإجراءات احتواء فايروس “كورونا” لحزم قبضة الرقابة والقمع. واللافت هو ملاحقة السلطتين القضائية والأمنية، نشطاء وصحافيين بسبب منشورات فايسبوكية، آخرهم كان سعيد العبدالله الذي تم توقيفه أكثر من 40 يوماً بسبب شتمه رئيس الجمهورية على صفحته الشخصية. ويأتي ذلك في حين تتراخى السلطات اللبنانية، أو تكاد تغيب كلياً، عن محاسبة فاسدين ومتّهمين في قضايا أساسية، أبرزها قضية انفجار مرفأ بيروت. فقد رصدت منصة “ملحق” لحرية التعبير في لبنان، التابعة لمنظمة “سميكس”، أنه تم توقيف أكثر من 40 شخصاً بسبب منشورات فايسبوكية عام 2020.

وفي هذا السياق، يقول محمد نجم، المدير التنفيذي لـ”سميكس” إنه “على رغم الازدياد الواضح في وتيرة التوقيفات التعسفية لنشطاء، إلا أن اللافت هو تزامن ذلك مع رفع سقف حرية التعبير لدى الشعب اللبناني”، والذي يُرجّح أنه نابع من انعدام ثقة اللبنانيين بحكامهم، لا سيما منذ تفجير مرفأ بيروت.

كما أن الأجهزة الأمنية استدعت 29 شخصاً على الأقل للتحقيق معهم بسبب تهم متعلقة بحرية التعبير، بما في ذلك القدح والذم، بين 17 تشرين الأول/ أكتوبر 2019 و6 آذار/ مارس 2020، وفق تقرير نشرته منظمة “هيومن رايتس ووتش”، التي اعتبرت أن “لبنان الذي كان ملاذاً للمدافعين عن حقوق الإنسان في العالم العربي، لم يعد موجوداً”. وتؤكّد آية المجذوب، الباحثة في منظمة “هيومن رايتس ووتش”، لـ”درج” أن “أكثر ما يثير القلق هو أن النيابة العامة والأجهزة الأمنية والقضاء تصرفت في معظم قضايا توقيفات الرأي بشكل غير قانوني، لمصلحة جماعات سياسية ودينية”.

هذا عدا نمط الاستدعاء والتوقيف ذات “الطابع التأديبي”، الذي يبقي صحافيين ونشطاء تحت خطر الاستجواب والتحقيق، أو قيد المحاكمة المؤجلة أو التعهّد بعدم التعرّض للشخصيات العامة، بهدف تحفيز الرقابة الذاتية وتوسيع دائرة القمع وتكميم الأفواه، وهو ما يظهر جلياً في قضية جيسيكا.

 

3 أسابيع إقفال ستَحرم لبنان من 225 مليون دولار “طازجة”

رنى سعرتي/الجمهورية/09 كانون الثاني/2021

تعكس القرارات والطريقة التي اعتمدتها الحكومة والمسؤولون في مقاربة ملف الاقفال بالنسبة الى القطاع الصناعي، التخبّط وغياب الرؤية والتخطيط. وفيما يعتبر التصدير الصناعي اليوم البوابة شبه الوحيدة لجذب أموال طازجة وضخّها في الاقتصاد الوطني المتهالك، تتصرف السلطة المسؤولة وكأنها لا تعير أهمية الى هذا الموضوع الحيوي الذي يؤثّر في معيشة كل اللبنانيين. تحوّل أحد “كاراجات” تصليح السيارات وهو من القطاعات المستثناة من الاقفال العام، الى ملتقى لكافة المتوقفين عن العمل نتيجة التعبئة العامة، ودارت حفلة “مشاوي” داخل الكاراج في اليوم الاول من الاقفال العام حيث اجتمع حوالى 15 شاباً من دون أدنى الاجراءات الوقائية ضد الوباء، علماً انّ الكاراج وقبل الاقفال العام، لم يعد يشهد حركة زبائن كثيفة واقتصرت اعماله على الحد الادنى من التصليحات، في حين انّ نقاط بيع قطع غيار السيارات او الدهانات مشمولة بالاقفال العام، بما يعيق بشكل إضافي عمل “الكاراجات”.

في الشارع نفسه أقفلت المعامل والمصانع أبوابها بالكامل وتوقفت عملية الانتاج، رغم انها ضرورية لتلبية حاجات السوق المحلية وضمان استمرارية عملية التصدير الى الخارج لتأمين تدفق السيوبة النقدية بالدولار الى لبنان، وهو القطاع الوحيد اليوم القادر على تأمين العملة الاجنبية.

وبدلاً من ان «يكحّلها» رئيس الحكومة ويستثني كل المصانع من الاقفال العام، “عَماها” بالكامل وألغى بعض الاستثناءات التي كانت ممنوحة للبعض منها، علماً انّ القطاع الصناعي يُستثنى في دول العالم من قرار الاقفال لأنه ملتزم أساساً بالإجراءات في ما يتعلق بالحماية الصحية والمجتمعية ويعتبر حيوياً لتلبية الاستهلاك المحلي وضمان استمرارية تدفق الصادرات الى الخارج وتأمين العملة الصعبة للبلد. في هذا السياق، أبدى نائب رئيس جمعية الصناعيين زياد بكداش تخوّفه من ان يكون هناك قرار بضرب القطاع الصناعي على غرار ما حصل في القطاع السياحي والتجاري والمصرفي، مشيراً لـ”الجمهورية” الى انّ وزير الصناعة سبق وأعلن انّ المصانع في كافة دول العالم لا يتم شملها بقرارات الاقفال، وبالتالي “فإنّ المشكلة في لبنان تكمن مع الدولة في ما يتعلّق بعملية الرقابة”، لافتاً الى انّ جمعية الصناعيين ناشدت الوزير بفتح كافة المصانع وفرض رقابة مشدّدة من قبل الأجهزة الأمنية في إطار حالة طوارئ صحية تجنّد أفراداً من قوى الامن او الجيش لمراقبة التزام المصانع بإجراءات الوقاية او الاتقاف مع شركات حراسة خاصة تتحمّل المصانع كلفتها لضبط عملية الرقابة، على ان يتم اقفال المؤسسات غير الملتزمة. وبالنسبة للاضرار المادية الناتجة عن عملية الاقفال، قال بكداش ان ايرادات الصادرات الصناعية تبلغ 3 مليارات دولار سنوياً (fresh money)، وبالتالي فإنّ اقفال المصانع حوالى الشهر يعني خسارة ما قيمته 225 مليون دولار. بالاضافة الى ذلك، تخوّف بكداش من ان يؤدي تأخّر تسليم الصادرات الصناعية اللبنانية الى الخارج، الى تدهور العلاقات مع الشركات والجهات المستوردة للبضائع اللبنانية في وقت تتزايد فيه المنافسة مع المصانع الاسرائيلية والتركية التي تَستنسخ البضائع اللبنانية وتقوم بتصديرها. وفيما ذكر انّ المصانع لم تعد تملك مخزوناً كبيراً من البضائع، كشف عن مساعٍ تقوم بها جمعية الصناعيين للحصول على استثناءات للمصانع المُصدِّرة الى الخارج، والتي تربطها عقود موقعة مع جهات خارجية لتسليم بضائعها في تواريخ محدّدة، حيث وافق وزير الصناعة ورئيس الحكومة مبدئياً على منح تلك الاستثناءات وفقاً لآلية سيتم تحديدها تنصّ على إرسال العقود الموقّعة بين الصناعيين وزبائنهم في الخارج مُرفقة بكتاب الى رئيس الحكومة من اجل الحصول على استثناء لفترة محددة من قرار الاقفال العام.

“الفرانشيز”

في هذا الاطار، استغربت الجمعية اللبنانية لتراخيص الامتياز (الفرانشيز)، في بيان أصدرته امس، تراجع الحكومة عن إبقاء الاستثناءات لبعض القطاعات الانتاجية الحيوية للعمل ضمن شروط، في فترة الاقفال العام التي ستستمر 3 أسابيع. ورأت أن هذا التخبّط في اتّخاذ القرارات والتراجع عنها من دون تقديم أسباب مُقنعة، ما هو سوى دليل على عدم الادراك لواقع ادارة الشركات ونتائج تخبّط القرارات في شأنها. وفيما أبدت الاستعداد لتحمّل كامل المسؤولية الملقاة على عاتقها، سألت عن قدرة الدولة على القيام بدورها تجاه القطاع الخاص المنتج؟ ودعت إلى تغيير قواعد الاغلاق لناحية السماح للمؤسسات والشركات بتسيير أعمالها الاداريّة الداخلية لعلاقتها بفروعها المنتشرة في الخارج أو لارتباطها بتأمين العقود والالتزامات مع شركائها وزبائنها في الخارج. وأيّدت الجمعيّة فرملة النشاطات الانتاجية والقطاعية الى حدودها الدنيا تماشياً مع هدف الحكومة المعلن، وهو الحدّ من انتشار فيروس كورونا، ولكن من دون اللجوء إلى الاقفال العام والتام.

وإذ أعلنت عن “تفهّمها لما يقوم به بعض المسؤولين، ومن بينهم وزير الصناعة المدافِع عن القطاع وعن استمرارية تشغيله في كلّ الظروف، لإدراكه بارتباط أصحاب الانتاج بعقود وتسليم ضمن مواعيد محددة في الأسواق المحلية وتلك المخصّصة للتصدير بما يؤمّن الأموال الجديدة (Fresh money)”.

وسألت: “هل يدرك سائر المسؤولين هذه الحقائق والوقائع؟ فالجمعية لا تريد أن يفسّر موقفها على أنّها ضد التدابير الاحترازية، ولكنّها تشدّد على ضرورة التنسيق مع القطاعات الاقتصادية والانتاجية كي تأتي القرارات متكاملة ومخفّفة من وَقع الأزمة”. أضافت: “يحب أن يترافق قرار تطبيق الاقفال العام لمدّة 3 أسابيع في محاولة لمنع تفشّي فيروس كورونا، مع وضع استراتيجية واضحة ومحكمة ومعمّمة على كلّ الأراضي اللبنانية، خصوصاً أنّ الأرقام والاحصاءات تشير إلى أنّ نحو 70 % إلى 80 % من المصابين هم من المخالطين في بيوتهم وفي مناطق الأطراف”. وأضافت الجمعية: “إنّ الاقفال من دون تأمين اللقاح للبنانيين يعني أنّ المعالجة ستكون موقتة وشبيهة بالاجراءات السابقة ومحدودة الجدوى. وسيؤدّي إلى إلحاق الضرر أكثر فأكثر بالاقتصاد المُنهك والمتهالك”.

 

عون وبكركي وساعة الحقيقة

نجم الهاشم/نداء الوطن/09 كانون الثاني 2021

يكاد وضع الرئيس ميشال عون اليوم في قصر بعبدا يشبه ما كان عليه هناك في تشرين الثاني 1989 بعد التوصّل إلى اتفاق الطائف وانتخاب رئيس جديد للجمهورية. كلّ العالم ناشده أن يتنحّى ويسير في التسوية التي وافق عليها مجلس الأمن ومعظم الدول، ولكنّه بقي رافضاً. حتى عندما تبلّغ من السفير البابوي وقتها موقف الفاتيكان بأنها ساعة الحقيقة وأن البابا مع انتخاب رئيس جديد للجمهورية، بقي عون متمسّكاً برفضه وبقراره حلّ مجلس النواب. لم يكن البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بعيداً من تلك الأجواء في تلك المرحلة قبل ثلاثين عاماً، ذلك أنه كان شاهداً عليها بحكم قربه من البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، ومشاركته في حضور لقاءاته مع الجنرال عون في بكركي أو في بعبدا. اليوم تتكرّر مع الراعي تجربة صفير مع عون. يعيش لحظات الخوف على لبنان الكيان في مئويته الأولى التي يرى أنّها تذوي وتغيب لمصلحة مشروع "حزب الله"، ولا يتوانى عن الجهر بهذا الأمر وإعلان رفضه له، بينما يغرق الرئيس عون في تغطية موقف "حزب الله". الأمر الذي يمكن أن يصل إلى حد التخلّي عن دوره كرئيس للجمهورية عليه أن يحترم الدستور الذي أقسم عليه. يعرف البطريرك الراعي أن الرئيس بصلاحياته ودوره يمكنه أن يتولّى عملية إنقاذ لبنان من السقوط. لذلك توجه إليه مباشرة في 5 تموز الماضي داعياً إياه إلى تحرير الشرعية وتطبيق القرارات الدولية القاضية بنزع سلاح "حزب الله" واستعادة سيادة الشرعية على كامل الأراضي اللبنانية، ولكنه يبدو مذهولاً من تلكّؤ الرئيس عن القيام بما يمليه عليه الواجب الدستوري. ذلك أنه لا مجال للتردّد إذا كان الخيار بين هوية مختلفة ومناقضة يريدها "حزب الله" لا تشبه لبنان بل تشكل نقيضاً له، وبين هوية وطن قال عنه البابا يوحنا بولس الثاني انه وطن الرسالة، وطن كان للبطريركية المارونية الدور الأهم في ولادته. ذلك البابا القديس كان طلب من عون في العام 1989 السير في تسوية الطائف، ولكن عون تحدّى رغبات البابا.

عون قبل ثلاثين عاماً

يوم الأربعاء أول تشرين الثاني 1989 اتصل الرئيس حسين الحسيني بالبطريرك صفير ليطلعه على نيته تعيين جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية في 4 تشرين الثاني يوم السبت في قصر منصور المقر الموقت لمجلس النواب قرب معبر المتحف. تلقى صفير ايضاً اتصالاً من السفير الأخضر الإبراهيمي قال له فيه أنه التقى العماد عون وهو باق على موقفه الرافض لانتخاب رئيس، مضيفاً أن الإعداد للإنتخابات مستمر. في ظل هذه الأجواء إنعقد في بكركي إجتماع رؤساء الطوائف المسيحية من دون أن يكون هناك تصوّر وقرار للخروج من المأزق. قبل الإجتماع الذي بدأ في الساعة العاشرة، وصل الى بكركي السفير البابوي كارلو بوانتيه الذي أبلغ صفير أن عون إستدعاه ليقول له إنه سيحلّ المجلس النيابي. حضر السفير البابوي جانباً من إجتماع رؤساء الكنائس وقد تقرّر إيفاد أربعة مطارنة لمقابلة عون، فذهبوا فوراً. بعد اللقاء عاد المطران رولان أبو جودة ليبلغ صفير أن عون يرضى بأن يجتمع مع النواب في بكركي أو في السفارة البابوية وأنه سيناقشهم، فإذا أقنعوه سمح بانتخاب رئيس وإذا لم يقنعوه، حلّ المجلس. كل هذه الأجواء السلبية لم تمنع صفير من إستنفاد كل الوسائل الممكنة. وعلى رغم معرفته الأكيدة بموقف عون لم يتوانَ عن زيارته يوم الخميس 2 تشرين الثاني الساعة العاشرة صباحاً. رافقه في الزيارة نائباه المطرانان رولان أبو جودة وبشارة الراعي. لاحظ صفير أن القصر ازداد خراباً. جاء عون بالوثيقة التي وُضعت في الطائف وراح يقلِّبها صفحة صفحة ويشير الى ما يعتبر أنّه ثغرات فيها، في ما بدا لصفير أنه مقاربة سلبية للواقع على رغم أن مجلس الأمن تبنّى الإتفاق ومعظم الدول أيّدته وتطالب عون بالتنحّي.

تطرق الحديث الى المرشحين للرئاسة بعد أن غادر المطرانان أبو جودة والراعي ليتركا لصفير وعون حرية التحدث عن الأسماء. قال عون: "سيجري الانتخاب ولم يباحثني أحد به، كأنّي غير موجود. بلغني أنهم يرشّحون رينيه معوّض وقد عرفت أنه ذهب منذ زمن بعيد الى دمشق سرّاً في سيارة الحسيني. فهل هذا ما يريدونه رئيساً؟ من الأفضل إنتخاب الرئيس فرنجية لسنتين ومعوّض رجل صفقات"، وذلك وفق ما دوّنه صفير في يومياته.

رسالة البابا ورفض عون

عند هذا الحدّ بدا للبطريرك صفير أن الحوار مع عون سيبقى من دون نتيجة، وكان خوفه الكبير من حصول إنقسام كبير في الصف المسيحي. وكان مدركاً أهمية الغطاء الدولي لوثيقة الطائف ولخطورة إستمرار عون في الرفض. بعد عودته من بعبدا إستقبل الدكتور سمير جعجع في بكركي "وكان رأيه إجراء الانتخابات في موعدها، وأن الفرصة مناسبة للبنان، وأن المرشّح هو رينيه معوّض"... يوم الجمعة 3 تشرين الثاني اتّصل جان عبيد بالبطريرك وتمنى عليه إقناع عون بالقبول بالإجتماع بالنواب. الأخضر الإبراهيمي أيضاً إتصل ونقل الى صفير أن اللواء نديم لطيف ممثل عون في اللجنة الأمنية أخبره أن عون يرفض الخطة الأمنية ولا يتعاون لإعداد قصر منصور لإجراء الانتخابات، ولذلك تم تأجيل الجلسة. ضمن هذه الأجواء المنذرة بالمخاطر تم تحديد موعد إنعقاد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية في مطار القليعات في عكّار يوم الأحد 5 تشرين الثاني. كان القرار بالحسم قد اتُّخذ بحيث يتمّ نقل النواب من الخارج بالطائرات الى المطار مباشرة، وقد تم إعداد مدرجه على عجل لتأمين هبوط آمن للطائرات في جوّ سياسي غير آمن. فجر السبت 4 تشرين الثاني، أصدر عون مرسوماً حلّ بموجبه مجلس النواب ودعا الى انتخابات عامّة بغض النظر عن شرعية هذا المرسوم من عدمها. ذلك اليوم زار السفير البابوي العماد عون في بعبدا ثم توجّه الى بكركي لوضع صفير في أجواء اللقاء، ناقلاً إليه بحضور المطرانين أبو جودة والراعي أنّه "أبلغ عون أنّ الفاتيكان ضد حلّ المجلس النيابي وضد تقسيم لبنان، وأن ساعة الحقيقة قد دقّت وأنّ إختيار الشرّ الأهون هو الأسلم، وأنّه مع انتخاب رئيس للجمهورية ومع مؤسّسات دستورية. هذا رأي الكنيسة ولا مجال للحياد في هذا المجال". طلب السفير من عون أن يعمل شيئاً ليعود عن قراره إذا كان بالإمكان، واعتبر أن حلّه للمجلس غير قانوني. ولكن عون كان في وادٍ آخر كأنّه كان يقول له "سلِّم لي عالبابا". بعد ظهر ذلك السبت، وصلت إلى بكركي معلومات عن اتّجاه أنصار عون إلى توجيه تظاهرات إلى بكركي. أوفد صفير المطرانين أبو جودة والراعي فوراً الى بعبدا للقاء عون وكلّفهما إبلاغه "أن موقفنا هو موقف الفاتيكان، وأنّا ضد التقسيم ومع انتخاب رئيس للجمهورية وإعادة مؤسسات الدولة. وطلبنا إليهما أن يقولا له إنّه يحمل مسؤولية ما يحدث في التظاهرة". كانت تلك ذروة حرب الإرادات بين البطريرك صفير وعون.

رسالة عون إلى بكركي

الساعة العاشرة صباح يوم الأحد 5 تشرين الثاني في الموعد المحدد لجلسة الانتخاب، إتصل عون بالبطريرك صفير يسأله عما إذا كان النواب إتصلوا به وما إذا كانوا سافروا من باريس أو قرّروا من ينتخبون رئيساً. أجابه صفير: لا نعرف شيئاً عن ذلك. بالفعل كان النواب قد بدأوا بالوصول الى مطار القليعات. كل الترتيبات كانت أُعدّت لإنجاح جلسة الانتخاب. كان النائب رينيه معوّض هو المرشح شبه الوحيد. مساء الأحد بينما كان الرئيس المنتخب معوّض ينتقل الى دارته في إهدن بعد زيارة الرئيس سليمان فرنجية، كانت التظاهرات المؤيّدة لعون تصل الى بكركي وتستبيح حرمة الصرح وكرامة البطريرك. كان المطران الراعي شاهداً على ما حصل تلك الليلة وقد ذهب إلى الكنيسة يصلّي قبل أن ينتقل مع صفير فجراً إلى الديمان.

بين الراعي وعون

لم تمرّ علاقة أي رئيس للجمهورية بالبطريركية المارونية بما مرّت به علاقة عون معها. من صفير إلى الراعي لم يتغيّر الوضع. كان مؤيدو عون يحمّلون المسؤولية للبطريرك صفير وكانوا يأملون أن تنقلب المعادلة عندما يصل بطريرك آخر غيره. وصل البطريرك الراعي ولكن الصورة لم تتبدّل. يكاد الراعي أن يعيش مع عون التجربة نفسها التي عاشها صفير في مرحلة مصيرية جديدة من تاريخ لبنان. ليس المطلوب اليوم من عون أن يوافق على الطائف أو يرفضه. وليس مطلوباً منه أن يحلّ المجلس النيابي أو أن يسمح بانتخاب رئيس للجمهورية. وليس مطلوباً منه أن يُخلي قصر بعبدا لرئيس غيره. المطلوب منه أقلّ بكثير. أن يكون الرئيس المؤتمن على هوية لبنان وعلى لبنان الذي تريده بكركي والبطريرك الراعي. أن يكون الرئيس المؤتمن على الدستور والرافض محاولات أخذ لبنان إلى هوية مناقضة، يعبّر عنها الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله وأعلن البطريرك الراعي رفضه لها. المطلوب من الرئيس أن يحرّر الشرعية كما طلب منه البطريرك. فلماذا لا يفعل؟ هل يوافق عون مثلاً على قول نصرالله أن العالم لا يتذكّر لبنان إلا بسبب صواريخه؟ هل بدأ لبنان مع هذه الصواريخ؟ هل يستطيع الرئيس أن يخرج من أسوار السجن الذي وضع نفسه فيه ليحرّر لبنان معه؟ المطلوب من عون القليل. أن يختار بين الإستتباع لولاية الفقيه واستراتيجية إيران في المنطقة وبين وطن الرسالة، رسالة القديس يوحنا بولس الثاني من أجل لبنان.

مرّة جديدة هي ساعة الحقيقة التي يواجهها عون وتفصل بينه وبين بكركي. ومرّة جديدة أيضاً لا مجال للحياد أمام عون تماماً كما تبلّغ في رسالة البابا قبل ثلاثين عاماً. فهل يرتكب الخطأ مرتين؟

 

خليفة يعود إلى "بيته" ومعلوف في "الجديد"؟/بسام أبو زيد: لا يمكنني العيش في مكان وذهني بمكانٍ آخر

روي أبو زيد/نداء الوطن/09 كانون الثاني 2021

يطلّ الإعلامي طوني خليفة عبر شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال وصوت بيروت انترناشونال في برنامجين، الأول هو "سؤال محرج" الذي يُعرض مساء كلّ أحد عند التاسعة والنصف مساء والثاني برنامج "طوني خليفة".

وكانت الحلقة الأولى من "سؤال محرج" عرضت الأحد الفائت مع المونسنيور كميل مبارك وحققت نسبة مشاهدة مرتفعة وتفاعلاً كبيراً على مواقع التواصل الإجتماعي، علماً أن البرنامج بدأ يُعرض على منصة صوت بيروت انترناشونال على مواقع التواصل الاجتماعي منذ شهر تشرين الأول الفائت.

ويستمر خليفة في برنامجه "طوني خليفة" الذي عُرضت أولى حلقاته مساء أمس عند الثامنة والنصف مباشرة على الهواء. ويعالج فيه مواضيع مختلفة كالسياسة والفن والصحة والإقتصاد والرياضة مع ضيوف من مجالات متعددة، كما يضع النقاط على الحروف ويضيء على مكامن الفساد بالتعاون مع صحافيين ومقرّرين واكبوا البرنامج منذ عرضه على قناة "الجديد". يعود خليفة الى قناة LBCI بعد 13 عاماً، ويشعر كأنه يرجع الى منزله، فهو وفق قوله،"ابن الـ LBCI وهي القناة التي انطلق منها في مسيرته الإعلامية منذ بداية التسعينات". وكان الإعلامي قدّم على الـ LBCI أنواعاً مختلفة من البرامج من ترفيهية وألعاب (كان سبّاقاً في عرضها)، فضلاً عن الحوارات الفنية مع كبار نجوم الفن في برنامجي "ساعة بقرب الحبيب" و"لمن يجرؤ فقط".

في المقابل، يسيل كثير من الحبر حول بحث قناة "الجديد" عن إعلامي "يسدّ ثغرة خليفة" خصوصاً أنّ ثمة فراغاً يوم الإثنين بغيابه. وتحدث بعض الاوساط عن ترداد إسم جو معلوف للمهمّة، خصوصاً أنّ القناة عرضت أخيراً تقريراً له تناول فيه قضيّة ليليان شعيتو التي أصيبت بانفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب واستيقظت من غيبوبتها عند بداية العام الجديد، سلّط فيه الضوء على قضية الخلاف بينها وبين زوجها على حضانة طفلهما، مع إتصال حصري مع حسن حدرج زوج شعيتو، وحاز التقرير تفاعلاً كبيراَ في الوسطين الإعلامي والإجتماعي.

وكان معلوف قرّر في الفترة الأخيرة اعتماد "السوشيل ميديا" لإيصال صوته، فقدّم وثائقياً عن "القطب المخفية" في حادثة فيلا الفنانة نانسي عجرم وزوجها طبيب الأسنان فادي الهاشم. واعتمد الاسلوب نفسه عبر الإضاءة على المتضرّرين من الإنفجار مع محاولة مساندتهم بأكثر من طريقة، لكنه توقّف عن إنجاز هذا النوع من التقارير موقتاً بسبب انتشار فيروس "كورونا" والأوضاع السائدة في البلاد معاوداً نشاطه هذا مع شعيتو. ولا تتحدّث مصادر مقربة من "الجديد" عن وجود معلوماتٍ مؤكدة حتى يومنا هذا عن انضمام معلوف إليها وسط "نفي قاطع" من بعض الأوساط فيها.

من جهة ثانية، يذكر أنّ معلوف وقّع مذكرة تفاهم مع المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، لتطبيق برنامج الدعم النفسي والمعنوي والقانوني لمساعدة الاحداث داخل النظارات والسجون، وتأمين بيئة إنسانية وقانونية ونفسية أفضل لهم" علماً أنّ الاعلامي هو سفير "إتحاد حماية الأحداث في لبنان" .

وكان معلوف قدّم برنامج "لبنان ينتفض" منذ بداية تشرين الثاني وحتى 22 كانون الأول 2019 على شاشة الـMTV، ليترك بعدها المحطة بعد اتّفاق على تقديم برنامج "بالوكالة" الذي لم يبصر النور. وقرر معلوف مواجهة رئيس مجلس إدارة المحطة ميشال المرّ في القضاء، وما زالت القضية عالقة.

كشف الإعلامي بسام أبو زيد عن عودته الى المؤسسة اللبنانية للإرسال التي تركها قبل ثلاثة اشهر، بعدما استقال من قناة "العربية - الحدث". وغرّد أبو زيد أمس قائلاً: "تقدمت باستقالتي من قناة الحدث في دبي لأسباب شخصية. أود شكر القائمين على هذه القناة من مدراء وزملاء على محبتهم وتفهمهم وعلى هذه التجربة الجيدة التي لم تدم طويلاً". وأضاف: "العودة إلى لبنان ستكون أيضاً عودة إلى حيث أمضيت 30 عاماً من العمل الصحافي في lbci". وكان أبو زيد انتقل الى قناة "العربية - الحدث" في شهر تشرين الاول الفائت، إثر تفاقم الأزمات المالية التي تعاني منها الشاشات المحلية، وبحثاً عن أفق أوسع في الإعلام العربي. ويكشف أبو زيد في حديث لـ"نداء الوطن" أنّ "الظروف صعبة في لبنان على المستويات كافة، لذا لا أستطيع المكوث في مكان وعائلتي في مكان آخر"، مردفاً أنّ "اللي بيصير، بيصير عالكل وقلبي هون وما فيي إترك عائلتي لحالها لذلك قرّرت العودة والبقاء مع عائلتي، بالرغم من التجربة الرائعة والبنّاءة التي خضتها في "العربية الحدث"، خصوصاً أنّ رئيس مجلس إدارة الـLBCI الشيخ بيار الضاهر أبقى أبواب المؤسسة مفتوحة أمامي". ولدى سؤالنا عما اذا كان قلقه بالنسبة الى الأوضاع الإقتصادية الصعبة في المؤسسات الإعلامية اللبنانية قد تغير أجاب باختصار: "ربنا بيدبر". وينفي أبو زيد أن تكون استقالته مرتبطة بقضايا سياسية كما أُشيع أو بالنهج الإعلامي المُعتَمد في المحطة، مؤكداً أنّ قراره شخصيّ بامتياز، إذ "لا يمكنني العيش في مكان فيما ذهني في مكان آخر". ويعود أبو زيد الى "أل بي سي" في ظل بروتوكول تعاون بين القناة ومنصة "صوت بيروت انترناشيونال" حيث يظهر فيها عدد من مقدمي البرامج في المحطة. ويتقاضى الإعلاميون أجورهم بالدولار الأميركي ما يؤمّن لهم وضعاً معيشياً حسناً في ظلّ الأوضاع الإقتصادية الصعبة التي يتخبّط فيها لبنان.

 

جنبلاط يرفع الصوت عالياً: نريد الشراكة في الحكومة... وما بعدها!

كلير شكر/نداء الوطن/09 كانون الثاني 2021

في الأيام الأخيرة، كثّف رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط من إطلالاته الإعلامية. ما يعني أنّ ثمة "موالاً" في ذهنه يحاول أن ينشده. فهو ليس من صنف السياسيين العاشقين للكاميرا "على الترويقة وكل دقيقة"، وليس من أولئك الذين يجرّون غصباً عنهم إلى أي موقف. لا يدلي إلا بما يريد أن يدلي به، وساعة ما يريد. وحين يفعلها، ثمة جهة معينة يتقصّد مخاطبتها. وعادة، لا يكون كلامه بالمطلق أو بالهواء أو عبثياً. غير ذلك، يكتفي بتغريداته عبر موقع "تويتر"، الساخرة أحياناً، الهزلية أحياناً أخرى، ولكن معظمها يحمل رسائل مبطنة، مشفرّة أو مباشرة، وفق الحاجة... من دون أن يعني ذلك، أنّه ليس للرجل شطحاته وهفواته التي سرعان ما يعود عنها. ميزته أنّه يملك جرأة القول إنّه أخطأ، طالما أنّه مطمئن الى أنّ قاعدة المحاسبة والمساءلة غير محبّبة على قلوب ناسه ومريديه. في هذه الجولة اختار وليد جنبلاط التصعيد. هذه المرة، وبعد الكثير من النأي بالنفس عن متراس الخصومة، صوّب بالمباشر على "حزب الله" وعلى النفوذ الإيراني لدرجة مقارنته مع النفوذ السوري واستخلاصه بأنّ الأخير كان يأخذ في الاعتبار خصوصيات القوى اللبنانية ويستمع إلى آرائها، على عكس الايرانيين! قبيل ساعات من "اجتياح" الكونغرس الأميركي من قبل المحتجين المؤيدين للرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، كانت المنطقة تترقّب آخر "جرعات النار" التي سيصبّها الرئيس الذي يهمّ بمغادرة البيت الأبيض، في لحظة مفصلية من شأنها أن تفرض وقائع استثنائية على الرئيس المنتخب جو بايدن. ولكن مشهدية الهجوم غير المسبوق على مبنى الكابيتول ستجعل من الصعوبة، لا بل من الاستحالة، على ترامب أن يضرب بعد ضربة واحدة!

ومع ذلك، يتعاطى جنبلاط مع الأيام الأخيرة للرئيس المنتهية ولايته، بأنّها ذات طبيعة ضاغطة، فاصلة بين عهدين لن يشبها بعضهما البعض، قد لا يتمّما بهدوء اجراءات التسليم والتسلّم، ويُخشى أن يكون لبنان واحدة من ساحات تصفية حساب اللحظات الأخيرة. إلى الآن، لا يزال الزعيم الدرزي مقتنعاً أنّ المنطقة قد لا تسلم من تأثير قرارات استثنائية قد لا يتردد دونالد ترامب في اتخاذها، فيما الوضع اللبناني يغرق في أزماته المالية والصحية والاجتماعية، وقد يدفع انزلاقه الى التوتر الأمني إلى الموت المحتّم. من بين تشققات هذا العنوان الكبير وما قد يحمله من تداعيات على التوازنات الداخلية، تسلل الزعيم الدرزي الى الوحول اللبنانية. وفق الاشتراكيين، فإنّ جردة الأشهر الأخيرة تظهر أنّ لبنان ضيّع أكثر من فرصة، بدءاً بمحاولة السفير مصطفى أديب تأليف حكومة ومن بعده رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري وذلك بدعم من الادارة الفرنسية تحت عنوان مبادرتها الاصلاحية. لكن القوى اللبنانية أمعنت في خلافاتها وصراعاتها لتضيّع آخر الفرص المتاحة، وتترك الوضع أسير انتظار، لا تعرف مُهله الزمنية، لكن نهايته باتت معروفة ومحسومة!

وما لا يقوله الاشتراكيون، يظهره الرسم البياني لمواقف وليد جنبلاط من حكومة سعد الحريري العالقة في خرم ابرة متغيرات المنطقة. أبى أن يعطي رئيس "تيار المستقبل" أصوات كتلته إلّا بعد تعهد من رئيس الحكومة المكلف بالحصول على حقيبتين وازنتين. وحين ارتبك الأخير بين حسابات الحقل وحسابات البيدر، لم يوفّره جنبلاط من انتقاداته ما استدعى ردّاً مباشراً من جانب الحريريين. ولو أنّ الاشتراكيين كانوا في كل جولة يؤكدون أنّهم لن يعاملوا سعد الحريري بأقل ما عاملوا حسان دياب، في ما لو قرروا البقاء خارج الحكومة، بمعنى الامتناع عن سياسة المعارضة الشرسة. إلا أنّ جنبلاط قرر أخيراً احراج الحريري و"دفشه" إلى الانسحاب والاعتذار. نصحه بالمباشر: "فليحكموا هم بالواجهة التيار الوطني الحر ومن الخلف حزب الله".

وفق الاشتراكيين، هذه ليست دعوة للهروب من المسؤولية وانما للمشاركة الفعلية، مشيرين إلى أنّ جنبلاط مقتنع بمحاولة الحريري تأليف حكومة والبحث في كيفية انقاذ الوضع والمعالجة، ولكن لا بدّ للقوى المتحكمة بالبلد أن تترك مكاناً للشراكة مع بقية القوى. اذ لا يمكن ترك المشاورات الحكومية أسيرة رغبة "التيار الوطني الحر" بالحصول على الثلث المعطل وما يريده من وزارات وحقائب، فيما الوضع الأمني صار على كف عفريت. ويؤكدون أنّ صرخة رئيس الحزب لا تستهدف إلغاء أحد، ولكن قاعدة استحالة الإلغاء تسري على الجميع من دون استثناء. وبالتالي، حين يطلب الأمين العام لـ"حزب الله" من القوى السياسية تحمّل مسؤوليتها وعدم الهروب فهذا يستدعي السماح لها بالمشاركة في القرار لا أن تكون مجرد "كمالة عدد".

ويشيرون إلى أنّ صرخة جنبلاط لا تعني المطالبة بتكريس التعاون على مستوى الحكومة فقط، وإنما تستهدف الشراكة الكاملة، أي على مستوى البرنامج العام للخروج من الأزمة، والذي يبدأ من الحكومة.. وما بعدها. وقد تكون هذه هي النقطة التي أراد جنبلاط التصويب عليها من كل حديثه التصعيدي.

 

إجتماع عون والحريري في بكركي أبعد من التأليف

راكيل عتيّق/الجمهورية/09 كانون الثاني/2021

على رغم أنّ وساطة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الحكومية هي موضِع تثمين لدى جهات عدة، إلّا أنّ اضطرار الراعي الى رعاية اجتماع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلّف تأليف الحكومة سعد الحريري لاستكمال عملية التأليف المولجة دستورياً بهما حصراً، يدفع الى طرح أسئلة عدة أبعد من استئناف التأليف، بحسب جهات سياسية، كذلك أبعد من موعد إبصار الحكومة النور، إذ إنّ هذه سابقة في الحياة السياسية في لبنان. تسأل جهات عدة: أي دستور يبقى وأي مؤسسات إذا كان إجراء هذه العملية الدستورية الواضحة يحتاج الى تدخُّل مرجعية دينية شخصياً مع الرجلين؟ ماذا لو حصل هذا الاجتماع ولم يؤتِ ثماراً؟ وماذا لو لم يلتزم أحدهما أي اتفاق؟ والأهم، ماذا بعد هذا الاجتماع، ولم تُستكمل الاجتماعات حتى استيلاد الحكومة، هل يستمرّ الراعي في رعاية هذه اللقاءات الى حين التأليف؟ وماذا بعد التأليف، هل سيرعى الراعي الخلافات على طاولة مجلس الوزراء، فيتوجّه كلّ من عون والحريري الى بكركي عند أي خلاف لحلّه بإشراف الراعي ومباركته؟ وبمعزل عن وساطة الراعي، يسأل البعض: إذا كان عون والحريري غير قادرين الآن على التشاور والاتفاق على صيغة حكومية، كيف ستكون اجتماعات مجلس الوزراء، وكيف سيُتفق على إجراء الاصلاحات واتخاذ أي قرارات؟

وفي العودة الى إقتراح الراعي على عون، عقد اجتماع بينه وبين الحريري في الصرح البطريركي في بكركي، فلم يكن رئيس الجمهورية على علم بهذا الطرح مسبقاً، بل تلقّاه من الراعي خلال زيارته الى بكركي أمس الأول. وفي الخلوة بينهما جرى عرض لمواضيع عدة، ومنها تأليف الحكومة، حيث عرض عون للراعي ملاحظاته على التأليف وروحية المعايير التي يتمسك بها، وهي: العدالة في توزيع الحقائب على الطوائف، مراعاة الاختصاص والمعايير الواحدة فيه. كذلك أشار عون، الى أنّ الحريري خرج من القصر الجمهوري بعد اللقاء الرابع عشر معه على أساس أن يجيبه لاحقاً على طروحات قدّمها، إلّا أنّ تسريبات فريق الحريري بدأت عن “وطاويط القصر” وغيرها من الاتهامات. من جهته، قال الراعي لعون، إنّ لقاءاته بالحريري يجب أن تتواصل لكي يستمرّ مسار التأليف، فأجاب عون أن لا مشكلة لديه أبداً، ويُمكن الحريري القدوم وطرح ما يريده، خصوصاً أنّه سبق أن طرح على الحريري في لقائهما الأخير اقتراحاته ولم يجاوبه الحريري عليها بعد. عندها، سأل الراعي عون: “ما رأيك في أن تجتمعا هنا على مأدبة غداء أو عشاء؟”، فردّ عون: “ليس الاجتماع هو المهم في حدّ ذاته، بل نتيجته، فلا يجب أن يكون تكراراً للمواقف بلا أي نتيجة، بل أن تكون هناك رغبة فعلية في معالجة الموضوع لا أن توضع شروط وشروط مقابلة”. وأضاف: “سأجري تقييماً للموضوع.” ولذلك، يُجري عون الآن تقييماً لاقتراح الراعي، خصوصاً أنّه لم يتبيّن بعد ما إذا كان الحريري مستعداً لإجتماع كهذا، فضلاً عن أنّ أبواب القصر الجمهوري مفتوحة له لاستكمال لقاءات التأليف. إلّا أنّ الفارق الذي قد يُحدثه هذا الاجتماع برعاية الراعي، هو أنّه قد يؤدي الى حلّ معضلة أساس في مشاورات التأليف، وهي الاتفاق على حقيبتي وزارتي العدل والداخلية، بعدها قد يكون حلّ بقية نقاط التأليف سهلاً.

ووفق مصادر تيار “المستقبل”، كان تمّ الاتفاق بين عون والحريري على أن تكون وزارة الدفاع من حصّة رئيس الجمهورية ووزارة العدل من حصة الحريري، على أن يتفقا على اسم الوزير الذي سيتولّى وزارة الداخلية بالتفاهم بينهما، إلّا أنّ عون طرح اسماً له ارتباطات بـ”التيار الوطني الحر” ويُعتبر “عونياً بالكامل” وهو عادل يمين. ووفق مصادر القصر الجمهوري، طرح عون بدايةّ اسم ضابط متقاعد لتولي وزارة الداخلية، إلّا أنّ الحريري رفض توزير ضباط متقاعدين في المطلق، ثم أتى بإسم القاضي زياد أبو حيدر لتولّي هذه الوزارة وتمسّك به، على رغم أنّ هذا ليس خيار رئيس الجمهورية. وفي الاجتماع الأخير بينهما، قال عون للحريري الآتي: “طرحتُ اسماً لم تقبله وقدّمتَ اسماً لم أوافق عليه، لنقترح اسماً ثالثاً”. وطرح عون اسم يمين، فرفضه الحريري، فيما هو ليس حزبياً وليس لديه مواقف حادّة وليس طرفاً، بل هو رجل قانون يؤخذ برأيه في القضايا القانونية ويتمتع بخبرة بحسب عون. لكن بعد رفض الحريري، قال له عون: “فليكن، لنبحث في اسم آخر”، إلّا أنّ “الحريري ذهب ولم يعد.” وفيما وساطة الراعي قائمة للدفع الى تأليف الحكومة، لا يوجد تواصل من الفرنسيين مع عون، بل إنّهم أرسلوا إشارات ديبلوماسية الى أنّهم يحبذون استئناف الاجتماعات بين عون والحريري، وأن يلتقيا ويتوصلا الى اتفاق للخروج بصيغة حكومية. وفي غضون ذلك، ما زال رئيس الجمهورية محافظاً على لاءاته الثلاثة حكومياً، وحاضراً للبحث مع الحريري في أي تفاصيل أخرى حين يقرّر الرئيس المكلّف. أمّا لجهة الحريري، واستعداده للاجتماع بعون الى طاولة الراعي، فتؤكّد مصادر “المستقبل” أنّ الرئيس المكلّف منفتح على القيام بما يلزم لتأليف الحكومة وفق القواعد الأساسية التي وضعها، وهي حكومة من 18 وزيراً من الاختصاصيين المستقلين، بلا سيطرة أي طرف من الأطراف على الوزارات الأمنية وبلا ثلث معطل لأي فريق. وترى أنّ “ليس أكيداً أنّ هذا الاجتماع الثلاثي إذا عُقد سيؤدي الى نتيجة. فعملياً، إنّ الرغبات السلطوية لدى فريق عون لا حدود لها.” وعن طريقة إتمام تأليف الحكومة بحسب الرئيس المكلّف، تقول المصادر نفسها: “كلّما اقترب عون من هذه القواعد كان انتاج الحكومة أسهل.”

 

الحريري لن يتنازل لباسيل

طارق ترشيشي/الجمهورية/09 كانون الثاني/2021

رغم كل المساعي والوساطات في الداخل والخارج يتكوّن لدى كثيرين من المهتمّين والمتابعين، وحتى لدى عامّة اللبنانيين، اقتناع أنّ أحداً غير مهتم، سواء تألفت الحكومة او لم تتألف، وسواء ازداد البلد خراباً وانهياراً ام لا، فيما تبدو حركة المعنيين بالاستحقاق الحكومي غير مبشّرة بولادة حكومية قريبة نتيجة تنافس البعض الحاد على الحصص والحقائب الوزارية وانتظار الخارج الذي يدير ظهره لكل ما يجري في لبنان، مُنشغلاً بشؤونه، وبما يراه أهم من هموم هذا الوطن الصغير. يقول سياسيون، بعضهم قريب من الرئيس المكلف سعد الحريري، انّ المشكلة تكمن في موقف رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل الذي “يُدَلّعه” حزب الله «حتى على حساب رئيس مجلس النواب نبيه بري»، بحسب هؤلاء السياسيين الذين يبرّرون لـ”حزب الله” موقفه “الداعم” لباسيل انّ الحزب «محاصر، وهو في هذه الحال لن يتخلى عن شريكه المسيحي، ولذلك يدلّعه».

ويذهب هؤلاء السياسيون الى القول انه “اذا لم تشكل حكومة هذه المرة فإنّ “اتفاق الطائف” سيزول، لأنّ مصيره بات مرهوناً بتأليف هذه الحكومة وهو في الوقت نفسه يشكّل آخر فرصة للمسيحيين “لوقف التعداد” السكاني الطائفي. ويَدلّ الى ذلك دخول دولة الفاتيكان على خط التأليف الحكومي بهدف استعجاله، ولذلك كان تحرّك البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في هذا الاتجاه من خلال وساطته التي كان قد بدأها قبل الاعياد واستأنفها بعدها”. ويضيف السياسيون “انّ الحريري اذا لم يؤلف الحكومة فإنّ الحل لن يكون إعادة الاستشارات والتكليف، وإنما أن يضغط “حزب الله” على باسيل الذي ما كان ليتمسّك بأن يكون له “الثلث المعطّل” في الحكومة العتيدة لو لم يقتنع انه بات في ضوء العقوبات عليه والحملات الداخلية ضده كأنه “مقطوع من شجرة” ويشعر بحصار جَعله يعتقد انّ استحواذه على هذا الثلث يُخرجه من “الضيق السياسي” الذي هو فيه.

ويقرأ هؤلاء السياسيون المصالحة القطرية ـ السعودية والخليجية عموماً، التي حصلت في قمة دول مجلس التعاون الخليجي الاخيرة، على انها مصالحة إسلامية سنية ـ سنية، ما يؤسّس لاصطفاف إسلامي سنّي قد لا يكون في مصلحة ايران وحلفائها، وهو اصطفاف لا يمكن أن يزول في يوم او يومين. وإنّ رهانَ البعض على الخلاف القطري – السعودي والقطري ـ الخليجي عموماً لم يعد في محله او ذي نفع لأصحابه. ولذلك، بدأ ينتاب الحريري شعوراً بأنه “بات في وضع قوي وليس أسيراً لدى اي جهة سياسية في الداخل” كما يعتقد البعض، وانّ على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان يأخذ هذه التطورات في الاعتبار عند البحث معه في الملف الحكومي، وأنه بات على “حزب الله” ايضاً أن يختار بين الحريري وباسيل، إذ لا “فيتو” سعودياً ولا أميركياً على الحريري الذي لن يكون في وارد التنازل لجبران”، على حد تعبير هؤلاء السياسيين.

لكنّ المطلعين على موقف الحزب يؤكدون إصراره على الحريري لتأليف حكومته في أسرع وقت، وفق المعايير الدستورية والطبيعية، من دون انتظار اي عوامل خارجية، ومن دون امتلاك اي فريق بعينه، سواء كان “التيار الوطني الحر” او غيره، الثلث الوزاري المعطّل، بحيث تكون حكومة فاعلة ومتعاونة تحقّق الانقاذ المنشود. لكنّ السياسيين إيّاهم القريبين من الحريري يقولون “انّ الحزب بعد 10 سنوات، كان يمتلك فيها الاكثرية والسلاح والتلويح بالمؤتمر التأسيسي، سيخسر كثيراً في حال انتهى “اتفاق الطائف”. وفي حال أصرّ على التمسّك بباسيل ودعم موقفه، فإنّ البلد سيمضي الى مزيد من الانهيار. واذا انعقد مؤتمر تأسيسي فسيكون موضوع السلاح البند الاول على طاولته، خصوصاً انّ هذا السلاح ما زال مَسكوتاً عنه حتى الآن لدى معارض.” ولكن في ضوء هذه المعطيات، يعتقد السياسيون إيّاهم انّ “حزب الله” “يدرك جيداً ما تتّجِه اليه الاوضاع، وسيكون امام خيار التعاطي بلهجة اكثر ايجابية مع ملف التأليف الحكومي تُخفي في مَطاويها ضغطاً غير مباشر على باسيل للقبول بطروحات الحريري، فليس صحيحاً انّ هناك “فيتو” سعودياً ولا أميركياً على الحريري، الذي ما كان في ما مضى ولن يكون الآن في وارد تقديم أي تنازلات لباسيل”، على حد قول هؤلاء، مُضيفين “انّ العالم الغربي، وفي ضوء تطبيع بعض الدول العربية علاقتها مع اسرائيل، ينفتح بقوة على العالم الاسلامي السني. ويُلاحَظ في هذا السياق انّ قداسة البابا فرنسيس بدأ يُوازِن في زياراته الخارجية، بحيث انه سيزور دولاً إسلامية من مصر الى دولة الامارات العربية المتحدة والنجف في العراق، وكذلك سيزور لبنان، علماً أنّ هذه الزيارات تهدف، فضلاً عن تعزيز العلاقات بين المسلمين والمسيحيين، الى دعم الوجود المسيحي في الشرق في ضوء شعور المسيحيين المَشرقيين بانعدام اهتمام الدول الغربية بمصيرهم بعد كل ما تعرّضوا له خلال السنوات العشر الاخيرة من قتل وتهجير وتنكيل على يد التنظيمات المتطرفة والارهابية.

 

الحريري يواجه محاولات “إحراجه لإخراجه” ولا ينوي الانسحاب

كارولين عاكوم/الشرق الأوسط/09 كانون الثاني/2021

في ظل العرقلة المستمرة لتشكيل الحكومة، والاتهامات المتبادلة بالتعطيل، أتت دعوة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، النائب السابق وليد جنبلاط، رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري للانسحاب، وترك «التيار الوطني الحر» و«حزب الله» وحلفائهما ليحكموا. وتنطلق دعوة جنبلاط من «الوقائع والضغوط التي يمارسها هذا الفريق على الحريري بهدف إحراجه لإخراجه، أو الخضوع لشروطه، وبالتالي العودة إلى الوضع السابق بسيطرته على السلطة». وهذا الواقع يضع الحريري أمام مهمة صعبة لا يزال يقاوم لمواجهتها حتى الساعة، رافضاً «الخضوع أو الاعتذار»، بحسب ما يؤكده النائب في «تيار المستقبل» محمد الحجار، بينما يعد النائب في «اللقاء الديمقراطي» هادي أبو الحسن أن الوضع لن يكون مختلفاً كثيراً، إذا قرر الحريري الاعتذار أو البقاء، ما دام أنه ليس هناك أي قرار بالإفراج عن لبنان. وفي حديث تلفزيوني مساء الخميس، نصح جنبلاط الحريري بالانسحاب، قائلاً: «نصيحة للشيخ سعد، فليتركهم يحكموا؛ أي (التيار الوطني الحر) بالواجهة، ومن الخلف (حزب الله)، لأنهم ألغوا كل شيء، ولم يعد هناك وجود لما يسمى الحيثيات التي نعرفها: السيادة والاستقلال والحدود. لم يبقَ شيء، لا في البحر، ولا في الجو، ولا على الحدود البرية»، مضيفاً: «فليحكموا ما دام لديهم القدرة العسكرية والسياسية، وحتى الاقتصادية».

وفي هذا الإطار، يقول النائب هادي أبو الحسن لـ«الشرق الأوسط»: «هذا كان موقف جنبلاط قبل حتى أن يطرح الحريري نفسه مرشحاً لترؤس الحكومة، لكن مع ترشحه دعمه (الحزب الاشتراكي)، ليحصل بعدها ما تخوفنا وحذرنا منه، وها هم اليوم يمارسون عليه الضغوط لإحراجه، وإخراجه إذا لم يخضع لهم، وفرض معادلة دخول الحريري والنائب جبران باسيل معاً، أو خروجهما معاً، عبر محاولتهم فرض شروط تعجيزية، وبالتالي منع الحريري من الحكم، واستخدامه غطاء لهم، وإعطاء شرعية لسياسة محورهم».

وعما إذا كان انسحاب الحريري سيؤدي إلى تشكيل الفريق الآخر حكومة من لون واحد، يقول أبو الحسن: «فعلوها قبل ذلك، وشكلوا حكومة حسان دياب التي فشلت نتيجة أسباب عدة، وساهم بذلك انفجار مرفأ بيروت»، مضيفاً: «لا مشكلة لديهم إذا فشلوا؛ هم يمسكون بالبلد، ولو كان همهم الشعب لما أوصلونا إلى ما وصلنا إليه». من هنا، يعد أنه «إذا بقي الحريري، أو شكلوا حكومة من لون واحد، لا شيء سيتغير، وسيبقون متحكمين بالبلد إلى أن تحين اللحظة الإقليمية المواتية للإفراج عن لبنان الذي بات قراره الاستراتيجي في إيران».

ومع موافقة النائب محمد الحجار على أن الفريق الآخر يحاول الضغط على الحريري لإحراجه فإخراجه، يؤكد أن تمسكه اليوم بشروطه وبالمبادرة الفرنسية هدفه الأساس منعهم من الاستمرار بسياستهم السابقة، واعتذاره حتى الآن ليس مطروحاً.

ويضيف الحجار لـ«الشرق الأوسط»: «واضح من كل ممارسات الفريق الذي يحيط بالرئيس عون أنهم يريدون الضغط على الحريري كي يعتذر، وهم الذين كانوا يرفضون عودته من الأساس، وقد ظهر ذلك في محطات عدة، وذلك بهدف التفرد بالبلد. لكن حتى الآن، لا قرار لدى الحريري بالانسحاب، خاصة في ظل هذه الظروف. وفي النهاية، لا بد أن يأخذ القرار المناسب». ويرى الحجار أن الفريق الآخر لديه الجرأة لتأليف حكومة من لون واحد، رغم كل الظروف المحلية والإقليمية، قائلاً: «لا شيء يحكم تصرفهم، ولا يفكرون إلا بمصلحتهم، رغم كل التحذيرات والمحاولات والجهود التي تبذل لإخراج الحكومة، وكان آخرها من قبل البطريرك الماروني بشارة الراعي، لأنه -كما قال جنبلاط- إذا حصل أي أمر ما للرئيس عون، عندها يكون باسيل ضامناً الثلث المعطل». وفي رد على سؤال عما إذا كان الحريري قادراً على المواجهة وحيداً، لا سيما إذا قرر جنبلاط عدم المشاركة في الحكومة، قال الحجار: «جنبلاط لم يعلن ذلك، ولكن معركة الحريري الأساسية هي في تشكيل حكومة وفق المبادرة الفرنسية من الاختصاصيين غير الحزبيين بعيداً عن الحصص، وبالتالي إصراره على رفض العودة إلى الوراء، في وقت يتنصلون هم فيه من وعودهم التي قدموها للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون». وفي الإطار نفسه، أكد نائب رئيس تيار المستقبل، مصطفى علوش، أن الحريري لا يزال مصرا على 18 وزيراً من المستقلين وأصحاب الاختصاص كتشكيلة حكومة، من دون الثلُث المعطل، ومن دون سيطرة فريق واحد على الوزارات الأمنية. ورداً على سؤال حول لقاء محتمل بين الحريري والنائب باسيل، أجاب علوش: «لا جدوى ولا سبب لهذا الاجتماع لأن الرئيس عون ينوب بالمهمة، ولكن إذا كانت القضية لتعويم باسيل فليس سعد الحريري المسؤول عن الأمر. وإذا كانت القضية تؤدي إلى إنتاج حكومة، فالحري بباسيل أن يسهل الحكومة». وأضاف: «طلب لقاء الحريري مع باسيل طلب مزمن لدى رئيس الجمهورية، وفي الحقيقة وزير العهد (باسيل) يحاول أن يحصل على ولاية العهد بشكل مبكر، لكن بالنهاية لا يمكن إجبار المسؤولين أن يعترفوا بهذه المسألة، ومن ضمنهم الرئيس الحريري».

 

لبنانيّون دفعوا الثّمن مرّتين: الجنى والعمر

جيسيكا حبشي/ أم تي في/09 كانون الثاني/2021

يُعوّل اللبنانيّون في ظلّ الازمة الاقتصاديّة والمعيشيّة التي تضرب لبنان على أفراد عائلاتهم من المُغتربين الذين يمدّونهم ببعض ما يوفّرونه من رواتبهم في الخارج، ليساعدوا أسرهم التي تعيش الامرَّين في نفقٍ مُظلم لا يبدو أنه سينتهي قريباً. ولكنّ بعض المُغتربين الذين أمضوا سنوات عدّة من أعمارهم في الخارج، وخصوصاً في البلدان الخليجيّة، وقعوا ضحايا هذه الازمة التي طالت شظاياها أبعد من مساحة لبنان، فكانوا من أكبر الخاسرين، وجزءٌ من خسارتهم هذه لا يعوَّض، ولا نتحدَّث عن المال هنا. يروي اللّبناني مروان ب. وهو في العقد السادس من العمر، لموقع mtv، كيف أمضى

سنوات شبابه في بلد خليجيّ وهو يعملُ لتأمين مستقبلٍ أفضل له ولعائلته التي بقيت في لبنان طوال تلك السّنوات: "قرّرنا أنا وزوجتي منذ بداية زواجنا أن تستقرّ العائلة في بلدنا الامّ لتأمين تعليمٍ أفضل وحياة إجتماعيّة للاطفال، وبيئة حاضنة من عائلة كبيرة وأصدقاء، أمّا أنا، فكنتُ أزور لبنان كلّما استطعت، ولكن رغم هذه الزيارات، فوّتت أجمل اللّحظات مع أطفالي لكي أحرص على تأمين مستقبل جيّد لهم، وكنت أرسل كلّ أتعابي الى لبنان، إيماناً منّي ببلدي، وها أنا اليوم أُعدّد خسارتي وأنا أقف على باب المصرف الذي أتعامل معه: خسرتُ المال، وأجمل سنوات الشّباب، ودفء العائلة!".

أمّا الشّاب جورج د. الثلاثيني الذي هاجر الى بلد خليجي آخر بداعي العمل بعدما عانى من البطالة لسنوات في لبنان، فأخبرنا قصّته، وكيف بدّلت هذه الازمة في المخطّط الذي كان قد وضعه لنفسه: "سافرتُ الى دبي في عمر الـ27، وعملتُ جاهداً وكادحاً في بلد غريب ولكنّه عاملني كإنسانٍ مُحترم، حصلتُ على الكثير من الترقيات في وظيفتي، ولكن الخطأ الكبير الذي ارتكبته هو أنني كنت أرسلُ ما أوفّره وما أحصل عليه من علاوة الى لبنان، لانّ أسعار الفوائد كانت "خياليّة"، وكنت أخطّط لشراء منزل وأحضّر لزفافي من خطيبتي"، ويُضيف سارداً ما حصل معه: "أموالي المحجوزة في المصارف باتت لا تساوي شيئاً، أجّلنا الزفاف، والشّقة أمست حلماً بعيد المنال، وها أنا اليوم أبدأ من الصّفر". مغتربو لبنان دفعوا الثّمن أيضاً، ثمن أخطاء حكّامٍ ومسؤولين تناتشوا الحكم وتقاسموا الفُتات، ولم يتركوا لنا سوى النّدم والحسرة على كلّ ما فقدناه من حولنا وفينا. بعضُنا قد يحتاج الى فرصٍ جديدة ليُعوّض خسارة أرقامه في المصارف، ولكن من يعوّض على البعض الاخر خسارة تلك الارقام التي إسمها "العمر"؟

 

لا مشروع فاتيكانياً لبطريرك جديد... والإمارات تعتمد "سياسة الراعي"

إيلي القصيفي/أساس ميديا/09 كانون الثاني/2021

أخذ النداء الشهير الذي أطلقه البطريرك الراعي في الخامس من تمّوز الماضي داعياً إلى حياد لبنان عن صراعات المنطقة وتطبيق قرارات الشرعيتين العربية والدولية وفكّ أسر الشرعية اللبنانية...  في الترسّخ بعد أن تحوّل النداء إلى حضور وطني يجذب اهتمام الخارج والداخل ممّن يؤيدون مواقف سيّد بكركي المرتكزة أساساً على المنطلقات التي عبّر عنها في ندائه المذكور. أحدث علامات هذا الاهتمام كان أنّ وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان دعا البطريرك الراعي لزيارة أبو ظبي. دعوة نقلها إليه السفير الإماراتي حمد سعيد الشامسي أمس الخميس خلال زيارته الوداعية لسيّد بكركي لمناسبة انتهاء مهامه الديبلوماسية في لبنان، التي تولّاها على مدى ستّ سنوات. السفير الشامسي كان قد كشف إثر اللقاء مضمون الرسالة - الدعوة - التي نقلها من وزير خارجية بلاده إلى البطريرك الماروني، والمرتكزة على عنوانين رئيسيين: الأوّل هو "مناقشة وثيقة الأخوة الإنسانية وكل ما يتعلق بموضوع الالتقاء والحوار والتسامح والعيش المشترك"، والثاني هو "تقدير الإمارات لمواقف البطريرك"، وهو ما يمكن الاستدلال عليه من قول الشامسي إنّ "الإمارات تحترم غبطة البطريرك، وترى فيه دائما الدور الوطني الإيجابي". في السياق عينه تؤكّد أوساط الصرح البطريركي لـ"أساس" على علاقة الراعي المميزة مع دولة الإمارات العربية المتحدة، ومع سائر دول الخليج العربي: "زار البطريرك الراعي خلال ولايته كلاً من المملكة العربية السعودية في الثالث عشر من تشرين الثاني 2017، وكانت الزيارة الأولى لرجل دين مسيحي بهذا المستوى إلى المملكة وبدعوة رسمية من العاهل السعودي، وزار الإمارات للمشاركة في فعاليات توقيع البابا فرنسيس وشيخ الأزهر أحمد أبو الطيب على وثيقة الأخوّة الإنسانية في 4 شباط 2019، وزار قطر في نيسان 2018".

تضيف هذه الأوساط أنّ "الإمارتيين يقدّرون مواقف البطريرك الراعي خصوصاً بالنسبة لحياد لبنان، لكن أيضاً بالنسبة لمبادرته المتواصلة لتأليف حكومة في لبنان تكون قادرة على استعادة الثقة العربية والدولية بلبنان... ولذلك ارتأوا أن يوجّهوا إليه دعوة لزيارة إمارة أبو ظبي ليتحدّثوا معه في كلّ هذه المواضيع، في إشارة واضحة إلى تأييد الإمارات لحياد لبنان وللقول إنّ الإمارات تعتبر لبنان بلداً صديقاً وهي على علاقة طيّبة مع الأفرقاء اللبنانيين الذين لا يتدخلون في شؤون الدول الأخرى". كذلك تشير الأوساط عينها إلى أنّ "زيارة البطريرك الراعي إلى الإمارات ستكون أيضاً، وكما عبّر عن ذلك السفير الشامسي، بمثابة تتمّة للدور الذي تلعبه الإمارات على صعيد حوار الأديان"، لافتة إلى أنّ "كلّ هذه الملفّات المهمّة، دفعت وليّ عهد إمارة أبو ظبي الشيح محمد بن زايد آل نهيان إلى الطلب من شقيقه وزير الخارجية عبدالله بن زايد أن ينقل الدعوة إلى البطريرك لزيارة أبو ظبي". كما أكدّت أنّ "دوائر بكركي عكفت على التحضير لهذه الزيارة استعداداً لتحديد موعدها قريباً". إلى ذلك تتقاطع أوساط عليمة عند نفي ما تردّد اعلامياً عن نية فاتيكانية لإجراء تبديل في رأس الكنيسة المارونية. وقد نفى مصدر قريب من بكركي هذا الكلام مشدّداً على أن لا أساس له من الصحة. وتفنّد أوساط أخرى متابعة لـ"حراك البطريرك" أسباب عدم أخذها لهذا الكلام على محمل الجدّ: "روما ليست في وارد أن تفتح ورشة من هذا النوع وفي هذه الظروف بالذات لأنّها تعلم جيّدا أنّ أمراً كهذا سيصبح عنوناً صراعياً إضافياً بين القوى المسيحية، خصوصاً في ظلّ وجود الرئيس ميشال عون في الحكم الذي سيسعى لكي يُنتخب مطرانٌ قريبٌ منه".

لكن الأهمّ بالنسبه لهذه الأوساط أنّه "ليس هناك مشروع فاتيكاني واضح لبطريرك جديد، بل إنّ الاتّكال الفاتيكاني الأكبر هو على المبادرة الفرنسية، ولذلك تسعى دوائر الفاتيكان لترتيب تكامل بين هذه المبادرة وبين السياسة الأميركية تجاه لبنان في مطلع ولاية الإدارة الأميركية الجديدة".

فالمعلومات الواردة من روما تشير، بحسب هذه الأوساط عينها، إلى أنّ "الفاتيكان بصدد تزخيم المبادرة الفرنسية، خصوصاً أنّ وزير الخارجية الأميركي الجديد أنتوني بلينكن لديه "جذور" فرنسية قوية، فهو درس في فرنسا، كما أنّ زوج أمّه فرنسي ومعروف من قبل دوائر الإليزيه، ثمّ إنّ أخته غير الشقيقة تدير مؤسسة اجتماعية وثقافية مهمّة في فرنسا، وكل ذلك قد يساعد في إرساء تكامل أميركي - فرنسي بشأن الأزمة اللبنانية". وكان رأس الكنيسة الكاثوليكية قد أبدى رغبته زيارة لبنان خلال رسالته إلى اللبنانين عشية عيد الميلاد التي تلاها البطريرك الراعي، من دون أن تصدر عن الفاتيكان أي إشارة إلى موعدها. وتلفت الأوساط عينها إلى أنّ "مساعيَ بُذلت لتكون للبابا محطّة ولو لساعات في لبنان قبل وصوله إلى العراق الذي سيزوره من 5 إلى 8 آذار المقبل، وذلك على غرار محطّة البابا بولس السادس في بيروت في طريقه إلى الهند في 2 كانون الأوّل 1964". وتكشف هذه الأوساط أنّ "دوائر رئاسة الجمهورية لم تهتمّ كثيراً لمتابعة هذه المساعي، ربمّا لأنّه ليس هناك مشروع قابل للتنفيذ من ورائها، وربما لا يكون عن سوء نيّة عدم الاهتمام هذا، بل سببه حالة اللامبالاة الآخذة في التوسّع ضمن دوائر الدولة الرئيسية، التي تعكس تحلّل مفهوم الدولة وتقهقر بناها، ولذلك لا متابعة لمثل هذه المسائل المهمة".

 

الأمن يتخبّط... بين "فاجعة" التهريب وكارثة "كورونا"

ألان سركيس/نداء الوطن/09 كانون الثاني/2021

يدخل الوضع الأمني كعامل ضاغط على الساحة اللبنانية في زمن الأزمات الوبائية والاقتصادية والإجتماعية والسياسية. لا شكّ أن الأمن ممسوك إلى حدّ ما ولا تشهد البلاد هزات كبرى بالتوازي مع الإنتكاسات السياسية والإقتصادية والصحية، لكن هذا الأمر لا يدعو إلى الإطمئنان لأن الأوضاع قد تتفلّت بأي لحظة.

وتعتبر عوامل التفجير أكثر بكثير من عوامل الإستقرار، فمن جهة هناك غياب التوافق السياسي الذي يؤمّن الغطاء المناسب لعمل الأجهزة، ومن جهة أخرى هناك الاوضاع المتفجّرة في المنطقة، إن كان في سوريا او العراق أو على الحدود مع إسرائيل. أما المعطى الأخطر فهو إنسداد أفق الحلّ الإقتصادي واتجاه البلاد نحو ما يشبه مجاعة جماعية. وأمام كل هذه المعطيات، تقف الأجهزة الأمنية أمام تحديات كبرى، وهذه التحديات لا تقع على عاتق الجيش وحده بل تطال كل الأجهزة من قوى أمن داخلي إلى أمن عام إلى أمن دولة، وكل حسب إختصاصه.

وقد شكّل الإجتماع الأمني الأخير الذي عُقد لمناقشة أزمة "كورونا" مناسبة لوضع الأجهزة الجميع أمام مسؤولياتهم وعدم رمي تهم الإستهتار بصحة الناس وعدم تنفيذ ضوابط على عاتق القوى الأمنية فقط، فقادة الاجهزة أكّدوا أن التنسيق بين بعضهم يسير على قدم وساق في كل الملفات، إنما ضبط تفلّت "كورونا" يتوقّف على وعي المجتمع أولاً ونشاط الجسم الصحّي وباقي مؤسسات الدولة، وتأمين البديل للمواطنين، "فلا يمكن لأي عنصر أمن إطلاق النار على مواطن خرق التعبئة لسبب ما، أو إنه يريد العمل في زمن الإغلاق ليؤمن لقمة عيش عائلته".

ويسبّب الواقع الأمني إحراجاً للقوى الامنية حيث لم يترافق الإغلاق برزمة مساعدات للعائلات الفقيرة مثلما يحصل في معظم الدول ما يُصعّب قدرة الأجهزة على قمع المخالفات، إذ إن المسؤولين الأمنيين يشددون على أن العناصر الأمنية هي من الناس ومع الناس ولا يمكنها أن تكون قاسية في بلد يعاني شعبه الفقر، لكن على رغم ذلك فانها تطبّق القرارات الصادرة ومبدأ الإغلاق من أجل مكافحة تمدّد كورونا. وأمام فيديوات التهريب التي تنتشر على المحطات ووسائل التواصل الإجتماعي، تقف الأجهزة الامنية أمام مسؤوليات ومهمات جديدة، لكن مصادر أمنية تؤكّد أن الأجهزة تحاول فعل كل شيء من أجل وقف التهريب، إذ هناك حدود لبنانية- سورية كبيرة وواسعة ولا توجد أي خطّة لدى السلطة السياسية من أجل ضبطها، بل جلّ ما تقوله للأجهزة "إفعلوا ما ترونه مناسباً". وتشير المصادر الى ان الجيش يقوم بمهمات على الحدود اللبنانية - الاسرائيلية وينتشر في الداخل لمؤازرة القوى الأمنية، وبالتالي فان ضبط الحدود يحتاج أولاً إلى غطاء سياسي ورفع الحمايات وإتفاق الجميع على هذا الأمر، في حين أن تحميل الأجهزة لوحدها مسؤولية عدم ضبط المعابر ليس صحيحاً، لأن كل الناس تعرف الحقيقة وتعرف ماذا يجري في الكواليس ومن هي الجهات التي تحمي المهربين من لحظة حصولهم على البضائع حتى وصولهم الى البقاع وعبورهم الحدود وصولاً إلى دمشق. وفي السياق، فان استمرار التهريب يستنزف ما تبقى من عملات صعبة في مصرف لبنان ويدفع لبنان أسرع نحو الكارثة الإقتصادية، مما يتطلب قراراً سريعاً بضبط الحدود وعدم تفضيل بعض القوى المحور الإقليمي على مصالح الشعب اللبناني وقوته اليومي.

 

جنبلاط أمامَ القضاء... فلِمن الغَلبة؟

ميشال نصر/ليبانون ديبايت/السبت 09 كانون الثاني 2021   

في الوقت الذي يبدو فيه اللبنانيون غير مهتمين للوساطات "التوفيقيّة" الشكلية بين رئيسَي الجمهورية والحكومة المكلّف، بعدما اختل السياسي بالشخصي، متقاطعاً مع مطالب وشروط حزب المقاومة، من تحت الطاولة، أعاد كلام رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، خلط الاوراق السياسية، فاتحاً الباب امام حفلة تراشق اعلامي جديدة، لاقاه فيها "حليفه اللدود" على خلفية الجهة المخولة تفسير الدستور. فمَع خروج السياسيين من مدار عطلة الاعياد، تحرّكت المياه السياسية الراكدة بسرعة، مع تسجيل مواقف ان دلّت على شيء، فإلى المراوحة السلبية المرشّحة الى الازدياد، بطلاها "بيك" و"استيذ"، في سباق مع مسعى بطريركي توحي المعطيات كلها استحالة تحقيقه اي خرق في ظل تصلّب "الجنرال" و"الشيخ".

فالمختارة التي اعتادت ان "تحيّر" المحللين وتخطف الاضواء، قرّر سيدها لعب الدور نفسه هذه المرة مستبقاً اطلالتَي "السيد" و"الصهر". فما هي اهم النقاط التي" صار الوقت" ان يبوح بها، والاهم كيف يمكن فهمها؟

قالها صراحة وليد جنبلاط، "المشكلة هي مع من هم خلف عون"، المتروك له التلهي وفتح الحروب الضيقة والصغيرة ضد اطراف الداخل، مستدركاً "حزب الله يريد السيطرة الكاملة على كل شيئ لصالح المحور الايراني". موقف شكّل مفاجئة في توقيته ودلالاته. "فالبَيك" الذي تربطه علاقة وطيدة بالادارة "البايدنية" الديمقراطية، كيف له ان يصعد، داعياً الى ترك السلطة لادارة محور الممانعة، في الوقت الذي "يطبل" فيه الكثيرون للاتفاق شبه المنجز مع طهران؟ فما الذي التقطته" انتينات وليد جنبلاط؟ ام ان كلامه يندرج في اطار الابتزاز و"تعلية السقف" لتحسين حصته؟

من هذه النقطة انطلقت المختارة على محورَين متوازيَين، الاول طلب خلاله من الرئيس المكلف الاعتذار، وترك الحكم للمحور بتياره وحزبه" ليغرقوا " وحدهم، وهي نصيحة لن تلقى اذاناً صاغية لدى الحريري اقلّه حتى الساعة والمصرّ على عدم الاعتذار مهما كان الثمن.

أمّا الثاني، فتكرار دعوته الاطراف المسيحية لاطلاق حملة "رحيل الرئيس عون"، لتنضم اليها القوى الاخرى. وهنا يبرز تساؤل مهم، ما هي ضمانات البَيك في ان لا يتم انتخاب شخص "يا محلى الرئيس عون" طالما ان المجلس النيابي هو نفسه، من هنا اولوية الدعوة الى انتخابات نيابية مبكرة.

وسط كل ذلك، وفيما كانت ابنته تطلق هاشتاغ "صاحب القرار" في حملة" تسويقية لاطلالته التلفزيونية، والذي واجهه العونيون المستفزون بآخر بعنوان" صار الوقت تتحاسب"، الذي إكتسح تويتر خلال 10 دقائق بحوالي 3000 تغريدة لم يرحمه فيها الناشطون مذكّرينه، بماضيه الأسود الحافل بالإرتكابات وشراكته في كارتيل الغاز والإسمنت والقمح وإبتزاز الناس، مسلّطين الضوء على فضائح مغارة المهجرين من إختلاسات وامتيازات ورشاوی وتسخير الوزارة للأزلام وهدر المال العام بالمليارات ليتصدر "الترند" بأكثر من 46,000 تغريدة، نجح البَيك بإحباط الحملة البرتقالية، بإعلان استعداده للمثول امام القضاء والمحاسبة. فهل يشكل ذلك هروب الى الامام، وهو الذي يعرف ان رئيس الجمهورية يملك ملفات اعدّها امنيون لفساد وزرائه؟ ام هي تقديم اوراق اعتماد لدى الثورة، الذي حصن منطقته من تاثيرها تاركاً لها ان تلعب عند حدود نفوذه الجغرافي جبلاً وبحراً؟

غير انه في الوقت الذي اعاد البيك التأكيد على ضرورة الاستمرار في التحقيقات في انفجار المرفأ، جازماً بأن وجهة النيترات كانت النظام السوري، متحفظاً عن سبب الانفجار، عرج البيك بشكل عرَضي على مسألة اغتيال جوزيف بجاني في الكحالة، رغم ان منطقة الجريمة متداخلة جغرافياً مع مناطق نفوذه وعلى تماس مباشر معها، باعتباره لا يملك معلومات عنها. فهل سبب ذلك يقينه بأن تنحية القاضي صوان باتت مسألة ايام؟ و هل يعرف البيك ما لانعرفه حول لغز الكحالة، فتجنّب الدخول في الجريمة وتحليلاتها، خصوصاً بعد التسريبات عن اتجاه معين يسلكه التحقيق، ويخشى في ظله الكثيرون الخوض في المسالة نظراً لحساسية السبب والمنفذ؟

غير ان النقطة الاكثر اثارة في حديثه، والتي حملت رسائل في اكثر من اتجاه، كانت في تصويبه على اليرزة في ملف ترسيم الحدود البحرية، والتي عمدت الى "تطيير" نتيجة المفاوضات التي خاضها الرئيس بري على مدى عشر سنوات وانتهت الى اتفاق اطار، كان سيعيد للبنان اكثر من 900 كلم مربع، لتصل اليرزة في خطها الى حيفا مقابل طرح اسرائيل غداً لخط بحري قد يصل الى بيروت. فما الذي اراده البيك من كلامه هذا؟ وهل هو دعم للرئيس بري في معركته ضد رئيس الجمهورية؟ ام هي رسالة غير مباشرة للسلطة بأن المفاوضات الترسيم "طارت"؟

يلي بغيّر عادته بتقلّ سعادته"، متل ينطبق على وليد بيك، حسب "الشاطر حسن"... فسرعة الانقلاب والتقلّب من السمات الاساسية للاستراتيجية الجنبلاطية... انحناء امام الرياح ليضرب بعدها ضربته... هو القائل" اجلس الى ضفة النهر وانتظر مرور جثث اعدائك"... مقولة تصلح في كل زمان ومكان.

تُرى بماذا يوحي له الصديق فيلتمان هذه الايام؟ وما هو دوره الموعود اميركياً في الفترة المقبلة؟ هو وليد جنبلاط يصعبُ التكهّن بحقيقة نواياه وان كانت متابعته تعطي الكثير من المؤشرات...

 

الحكومة لن تتشكل ومصالح اللبنانيين مهدّدة في دول الخليج

منير الربيع/المدن/09 كانون الثاني/2021

المقاربات التي تطرحها القوى السياسية في عملية تشكيل الحكومة، لا تخرج عن سياق تتفيه العقد وتسخيفها. سابقاً، ربما كانت عقدتا وزارتي العدل والداخلية تحولان دون عملية التشكيل، ولكن حالياً كل هذه الأسباب خارجة عن السياق الفعلي والحقيقي.

الحريري في الدوامة

رئيس الجمهورية ميشال عون واضح في أنه لا يريد للحريري أن يشكل حكومته. وهو يمارس كل أنواع الضغوط والتعقيدات لدفعه إلى الاعتذار. ويبحث عن أي مسوغ يخوله سحب التكليف، ولكنه غير قادر على ذلك دستورياً. فيستخدم هذا التلويح في إطار الضغط على الرئيس المكلف لتقديم التنازلات المطلوبة. والحريري يؤكد بدوره أنه لن يتزحزح عن موقعه، ولا قدرة لأحد لسحب التكليف منه، ويتمسك بشروطه وينتظر. وسابقاً، كان الحريري يعتبر أن جبران باسيل هو الذي يعرقل تشكيل الحكومة. ويرى أن ميشال عون إيجابي ومنفتح عليه. ولكن تدخلات باسيل تحول دون إنجاز أي إتفاق. ونظرة الحريري هذه خاطئة بالتأكيد وغير مصيبة. فهو يعلم ذلك. لكنه يريد الحفاظ على شعرة معاوية مع رئيس الجمهورية، وإلقاء التهمة على باسيل وتكتله. وكان الحريري يحاول أيضاً تجنب تحميل حزب الله أية مسؤولية عن العرقلة. ولكن المقربين منه والمحسوبين عليه أصبحوا متأكدين من أن حزب الله لا يريد تشكيل الحكومة، ويفضل الانتظار للمرحلة المقبلة، لتكون المعضلات اللبنانية كلها خاضعة للمفاوضات الإيرانية - الأميركية.

فشل مبادرة الراعي

ولا يبدو أن محاولات البطريرك الراعي في الجمع بين الرئيسين عون والحريري تنجح في إحراز أي تقدم. وتشير المعلومات إلى أن الراعي أوفد أمس مستشاره الوزير السابق سجعان قزي إلى الحريري، في محاولة لتقريب وجهات النظر، والعمل على إيجاد قواسم مشتركة، وتسوية حول وزارتي الداخلية والعدل.

وكان الحريري مصراً على موقفه، لا يتنازل ولا يتراجع. ومن يراهن على موعد 20 كانون الثاني لتشكيل الحكومة، سيجد أن حساباته خاطئة. فلو كان عون وحزب الله ينتظران مجيء جو بايدن، فعلى قاعدة تحصيل المكاسب لا تقديم التنازلات. ومن هذه المكاسب قد يعود البحث إلى توسيع حجم الحكومة، ورفعها من 18 إلى عشرين وزيراً، إضافة إلى التشدد أكثر مع الرئيس المكلف. وقد يصل عون إلى إعلان رفضه التعاون مع الحريري، لغياب الانسجام بينهما، ويفضل مرشحاً آخر، أو أن حكومة تصريف الأعمال هي التي ستستمر.

تحذيرات جنبلاط

إنها حلقة مفرغة تدور فيها الأحداث والاستحقاقات.

وبهذا المعنى، وجه وليد جنبلاط دعوة للحريري إلى الاعتذار ورمي الكرة في ملعب حزب الله وعون ومن خلفهما إيران، على قاعدة أنهم لن يسمحوا للحريري أن يحكم. بل يريدونه واجهة لهم، ومن الأفضل له الابتعاد وتركهم يتحملون مسؤولية انهيار البلد. وربط جنبلاط هذا الموقف بتحذيرات من استمرار حزب الله في  مهاجمة دول الخليج، كي لا يرتد ذلك سلباً على اللبنانيين جميعاً. وهنا، لا بد من الربط بين دعوته الحريري للاعتذار والابتعاد، وتحذيره حزب الله من مهاجمة دول الخليج، كي لا يكون الحريري كبش فداء هذه السياسة.

الخوف على لبنانيي الخليج

وجاءت هذه تحذيرات، حسبما تكشف معلومات "المدن"، في ظل ترقب إجراءات خليجية مشددة في حق اللبنانيين العاملين في الخليج. وليس صحيحاً أن الموقف الخليجي سيصبح ليناً مع لبنان في عهد إدارة جو بايدن. وهناك من يذكر بحقبة باراك أوباما، وتحديداً في العام 2015 عندما لجأت دول الخليج إلى إجراءات عقابية في حق لبنان من دون طرد اللبنانيين العاملين هناك. لكن حالياً هناك تخوف من أن تنعكس مواقف حزب الله الهجومية ضد الخليج سلباً على وضع اللبنانيين في الدول الخليجية. وتكشف المعلومات أن السعودية اتخذت قراراً بمنع دخول لبنانيين وعمال من جنسيات أخرى، كباكستان وبنغلادش والصومال والسودان، إلى مقرات أساسية وحساسة في المملكة. وقد يُمنع على أي لبناني العمل في منشآت لها طبيعة عسكرية أو نفطية أو على علاقة بشركة آرامكو. وهذا ما دفع بعض الشركات اللبنانية في السعودية إلى العمل على تسريح عمال لبنانيين فيها، وأرسلت هذه الشركات خبراً إلى السفارة اللبنانية في السعودية، وإلى المسؤولين اللبنانيين تطلعهم على ذلك. يبقى الخوف من أن يكون هذا القرار مقدمة لقرارات أخرى تشمل شركات ومؤسسات ومنشآت متعددة. وعندها تتضاعف الأزمة اللبنانية ويصير اللبنانيون العاملون في الخليج أمام مصير قاتم، لا شك في أن الأمر ستكون له ارتباطاته وارتداداته السياسية التي لا بد من أخذها في الاعتبار في عملية تشكيل الحكومة وسياستها. ولا يمكن توقع الحصول على أي مساعدات طالما أن الوضع السياسي في لبنان على هذه الحال.

 

بالأرقام: 10 مليارات دولار موجودة في الشركات والمنازل!

إيناس شرّي/الشرق الأوسط/09 كانون الثاني/2021

على وقع ارتفاع وتيرة عمليات السرقة والسطو المسلح في الأشهر الماضية زاد إقبال اللبنانيين على التأمين على خزنات منازلهم وشركاتهم بعدما تحولت إلى بديل عن المصارف التي لم تعد محل ثقة المواطنين. وتقدر قيمة الأموال الموجودة في المنازل والشركات بحوالي 10 مليارات دولار حسب ما يوضح الخبير الاقتصادي جاسم عجاقة، منها قسم كبير بالدولار والآخر بالليرة اللبنانية، مضيفا في حديث مع «الشرق الأوسط» أن هناك كتلة نقدية في السوق تقدر بـ24 تريليون ليرة لبنانية منها قسم في المنازل يدخل في مجموع المبلغ العام المذكور سابقا (10 مليارات دولار).

وزادت نسبة تأمين خزنات الأموال في الشركات والمنازل العام الماضي 50 في المئة مقارنة بالعام 2019، فضلا عن ارتفاع القيمة المؤمن عليها ما بين 4 و5 أضعاف حسب ما يوضح رئيس جمعية شركات الضمان الخاصة في لبنان إيلي طربيه.

وكانت المصارف فرضت خلال العام الماضي على المودعين قيودا على السحوبات بالليرة اللبنانية وأوقفت سحوبات الدولار كما منعت التحويلات بالعملات الأجنبية عبر تعاميم أصدرها مصرف لبنان على مراحل، ما دفع اللبنانيين إلى ادخار أموالهم في منازلهم.

ويشير طربيه في حديث مع «الشرق الأوسط» إلى أن خزنات الشركات كان لها الحصة الأكبر لأن تأمين خزنات المنازل مشروط بأن يكون المؤمن معروفا عند شركة التأمين ولديه نوع آخر من عقود التأمين عندها، فضلا عن أن يكون المبلغ المخزن يتراوح بين 25 إلى 100 ألف دولار كحد أقصى.

وإذ يشير طربيه إلى أن كلفة التأمين على هذا النوع من الخزنات ارتفع مؤخراً، يعتبر أن إقبال المواطنين عليها غير مستغرب ففي البداية كانوا يريدون تأمين أموالهم من إجراءات المصارف واليوم خوفا من السرقات.

وشهد لبنان أخيراً ازديادا كبيرا في معدلات السرقة التي ارتفعت نسبتها 58 في المئة في العام الماضي مقارنة بالعام 2019 حسب ما يوضح الباحث في «الدولية للمعلومات» محمد شمس الدين مؤكدا في حديث مع «الشرق الأوسط» أن نسبة كبيرة من هذه السرقات طالت المنازل.

وفي حين يشير شمس الدين إلى أن العام 2020 شهد معدل سرقات هو الأعلى منذ العام 2015 كحد أدنى، يحذر من ارتفاع هذا المعدل خلال العام الحالي في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها لبنان.

وكانت دراسة أعدتها لجنة الأمم المتحدة الاجتماعية والاقتصادية لغربي آسيا (إسكوا) كشفت حديثا عن تضاعف نسبة الفقراء من سكان لبنان لتصل إلى 55 في المائة عام 2020، بعد أن كانت 28 في المائة في 2019، فضلا عن ارتفاع نسبة الذين يعانون من الفقر المدقع بـ3 أضعاف من 8 إلى 23 في المائة خلال الفترة نفسها، وذلك بعدما فقدت الليرة اللبنانية حوالي 80 في المائة من قيمتها. ويقول جاسم عجاقة إلى أنه وللمرة الأولى في تاريخ لبنان يكون حجم الكتلة النقدية الموجودة في المنازل والشركات كبيراً إلى هذا الحد، إذ عادة لا تتخطى نسبة 1 إلى 2 في المائة من قيمة حجم الأعمال للشركات، أي أنها لا تتجاوز تقديريا، إذ يصعب تحديدها بشكل دقيق، الـ3 مليارات دولار كحد أقصى. أما فيما خص ارتفاع تخزين الذهب في المنازل فيرى عجاقة أنه مع بداية الأزمة الاقتصادية عمد الكثير من المواطنين إلى شراء الذهب أو قلب ودائعهم إلى ذهب ولكن هذا التوجه توقف بعد فترة قليلة لذلك كان ارتفاع الذهب في المنازل مقتصرا على الأشهر الأولى من بداية الأزمة فقط.

 

أعداء أردوغان... " يغطون" لقاء حليفهم الحريري معه

 سيمون ابو فاضل/الكلمة أونلاين/09 كانون الثاني/2021

شكلت زيارة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الى الرئيس التركي رجا الطيب اردوغان محط اهتمام القوى السياسية التي تربط اللقاءات الاقليمية بتداعياتها على الساحة المحلية خصوصا في ظل الصراع القائم بين تركيا من جهة، وبين محور مواجه يضم كل من فرنسا مصر الامارات والسعودية من جهة مقابلة، ويصنّف الحريري على خط هذا المحور من زوايا سياسية ودينية لكون هذا الفريق يواجه "الحالة الاسلامية" التي ينمّيها اردوغان في عدة دول موزعة بين الشرق الأوسط وأفريقيا.

وقد شهد الخلاف التركي -الفرنسي حدّة غير مسبوقة بين الرئيسين مانويل ماكرون وأردوغان حول الموقف من الإسلام بعد عمليات اجرامية شهدتها فرنسا، وكذلك بين الأخير وبين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حول ملف ليبيا، اضافة الى خلافه مع كل المحور لقيادته تمدد الإسلام السياسي ووصوله الى السلطة في أكثر من بلد ، وتغذيته التشدد أيضا .... الا أن لقاء أردوغان الحريري على ما كشفته أوساط دبلوماسية لا يحمل بعدا تحالفيا وتنسيقيا بين الرجلين بقدر ما هو ذو طابع تشاوري وشخصي كاشفة الأوساط الدبلوماسية بأن للحريري مصالح في تركيا مع نجل أردوغان وصهره وزير المالية لكنها تعثرت منذ نحو أكثر من سنتين، واقتضى الأمر اجراء مخالصة قانونية وتصفية مالية بحيث قد يبقى للحريري مردوداً محدداً منها.

الحريري كان قد رفض يومها التوجه الى تركيا تتابع الأوساط لمعالجة الموضوع، وتوسط الرئيس الفرنسي مانيول ماكرون الذي كان لا يزال على علاقة جيدة مع اردوغان، قبل انفجار الخلافات مؤخرا حيث تمنى ماكرون على أردوغان ان يعقد اللقاء في باريس بين نجل وصهر الرئيس التركي وبين الحريري الذي كان يتجنب زيارة تركيا في ظل الخلافات الخليجية مع تركيا وبنوع خاص بين أنقرة والرياض الذي يصنف الحريري حليفا لها وتعتبر زيارته الى تركيا بمثابة مكسب سياسي، لذلك تجنبها يومها لعدم استفزاز القيادة السعودية.

من هنا تتابع الأوساط، كانت زيارة الحريري الى تركيا بموافقة المحور المقابل لتركيا من أجل انهاء الملف التجاري العالق لديه، وخلت من أي مواقف سياسية خلافا لما يحصل في لقاءات من هذا النوع وعلى هذا المستوى، معتبرة الأوساط بأن لا ضررا من هكذا لقاء لأن من شأنه أن يسقط حماسة الاندفاع التركية ربما على الساحة السنية اللبنانية من أجل تصفية حسابات مع الحريري كزعيم لسنة لبنان، اذا بدا لأردوغان بانه يتموضع في التحالف المقابل، وظهر بأنه مصرّ على مقاطعة تركيا التي باتت لاعب فاعل مؤخراً في ملفات متعددة...

 

جعجع: استفاقة عون شعبوية ولسنا متمسّكين ببقائه

سعد الياس/القدس العربي/09 كانون الثاني/2021

بعدما تصدّر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع واجهة الاهتمام إذ خرج بنفسه قبل أيام ليردّ على الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله منتقداً صواريخ مقاومته، وهو الذي كان طلب قبل فترة من مسؤولي القوات الابتعاد عن السجالات والمماحكات السياسية، لكنه كما قال «من الصعب أن يبقى ساكتاً على قول نصر الله إنه لولا هذه الصواريخ لا أحد يسمع بلبنان ويهتّم به، لأن مواقفه ليست في السياسة بقدر ما هي نقطة تتعلق بوجودنا وتاريخنا وكياننا وتتناقض مع التاريخ والجغرافيا». وجعجع الذي هو أحد أبرز قيادات ثورة الأرز يُعرَف عنه أنه الأكثر صلابة في مواجهة فريق 8 آذار و«لا يساير على حساب المبادئ والقناعات» اليوم قبل أقل من عامين على انتهاء ولاية رئيس الجمهورية الماروني العماد ميشال عون، لا يبدو متمسكاً ببقاء عون ولا لحظة وهو يتمنى لو استقال البارحة وليس اليوم، لكنه في الوقت ذاته يرى «أن طرح انتخابات رئاسية مبكّرة هو ذرّ للرماد في العيون ومن يطرحه لا يطرح خطوة إنقاذية بل يطرحه إما فشّة خلق وإما لغاية في نفس يعقوب لإيصال مرشح معيّن في هذه الظروف».

أما عن التشكيلة الحكومية فيرى أنها «متأخرة وهذا أمر قدّرناه منذ اللحظة الأولى انطلاقاً من طبيعة المجموعة الحاكمة وسعيها الى مصالحها الخاصة بالرغم من كل ما يحدث في لبنان».

نظرية الجيش

لماذا اخترت في هذه اللحظة الرد على الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله… هل طفح الكيل مع الحزب؟

منذ اندلاع أزمة 17 تشرين 2019طلبت شخصياً من كل المسؤولين في الحزب الابتعاد عن السجالات والمماحكات السياسية المعتادة خصوصاً أن موقفنا بات معروفاً من كل القضايا السياسية وبالأخص موضوع حزب الله. آثرنا الابتعاد لأن الوطن والمواطنين يمرّون بأزمة غير مسبوقة ويصارعون يومياً لمجرّد البقاء والاستمرار بالحد الأدنى من مقوّمات الحياة. إنما النقطة التي استوقفتني في آخر حديث للسيّد حسن نصرالله، من الصعب أن يبقى أحدهم ساكتاً تجاهها لأنها ليست في السياسة بقدر ما هي نقطة تتعلق بوجودنا وتاريخنا وكياننا. وصراحة ما استوقفني هو أنه بعد تصريح لقائد سلاح الجو في الحرس الثوري عن أن الصواريخ في لبنان من عمل إيران، جاء السيّد حسن ليقول إنه لولا المقاومة وصواريخ المقاومة لا أحد يسمع بلبنان ولا أحد يهتّم به، وهو ما يناقض التاريخ والجغرافيا. لذلك اضطررت للرد ببعض الوقائع التاريخية وبعض الوقائع من عالمنا الحالي لأن هذه النقطة بالذات أبعد من السياسة، ولها علاقة بلبنان كوجود وبإشعاعه في العالم ونظرة العالم الى لبنان من خلال بعض الوجوه التاريخية التي لم أستطع تسميتها كلها والتي يعرف العالم لبنان من خلالها، إنما كانت مجرّد عيّنة صغيرة تعبّر عما كنت أقوله.

قلت إن القوات لن تسعى الى التسلّح إلا إذا انهار الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي ولكن أين هيبة القوى الامنية، وقد رأينا كيف نفّذ حزب الله حركة 7 أيار فيما الجيش وقف مكتوف الأيدي؟

هذه الأوقات التي نعيشها اليوم مختلفة تماماً، ففي المرحلة الماضية فإن الجيش اللبناني من دون أن أعرف لأي سبب كان يعتمد نظرية ألا نتدخّل في الشؤون الداخلية حتى لو كانت أمنية لأن الجيش ينقسم. أما في الوقت الحاضر نرى أن الجيش يعتبر نفسه مسؤولاً عن الأمن الداخلي قدر مسؤوليته عن الأمن الخارجي، وبالتالي بوجود جيش كهذا وبوجود قوى الامن الداخلي الذين نراهم كيف يسهرون على الامن، أكيد يحدث في بعض الاحيان بعض التخطّي لكنه يبقى محدوداً جداً، ولكن طبعاً لدينا كل الثقة بالقوى الامنية وهذا أقصى ما نتمناه، ولذلك دعمنا لا محدود للجيش وقوى الامن الداخلي لاستمرارهم بتأدية مهامهم، وطالما هم مستمرون في تأدية هذه المهمة طالما نحن بألف خير وسلامة.

هل ترى في تغريدة رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر من تصريحات أحد قادة الحرس الثوري الإيراني نوعاً من الاستفاقة على ما يحل بلبنان ومحاولة للانسحاب من «تفاهم مار مخايل»؟

للأسف لا، أراها نوعاً من الاستفاقة اللفظية الاعلامية لأسباب شعبوية فقط لا غير مجرّد كلمتين تمّ رميهما والامور مستمرة كما هي. التيار الوطني الحر هو الوحيد الذي يستطيع تغيير المعادلة في الوقت الحاضر. وأنا سأسأل في هذا المجال ماذا لو فصل التيار نفسه عن حزب الله الآن؟ ماذا يصبح حجم حزب الله السياسي؟ هو وكل حلفائه لا يصلون إلى 40 نائباً في المجلس النيابي، فتصوّر أين تصبح الوضعية! كان الأجدى برئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر بدل تصدير مواقف لفظية لا تعني شيئاً أن يتخذوا خطوات عملية تعني أشياء وأشياء.

رسائل تحذيرية لإيران

هل يمكن لأجواء التوتر في الخليج ولاستقدام قاذفات B52 أن تؤدي الى حرب مع إيران أم أنها مجرّد رسائل لتحسين شروط التفاوض؟

أنا اشكّ جداً جداً أن تؤدي الى حرب مع إيران، وجود هذه الاستعدادات العسكرية الهدف منه في تقديري أولاً علامات تحذيرية الى إيران أنك إذا كنت تفكّرين في ذكرى اغتيال سليماني أو في الفراغ القصير الذي ينشأ عن تسلّم إدارتين امريكيتين بين ذهاب ادارة وولوج أخرى، يمكنك القيام بعمل صغير فانتبهي لا تقدمي على ذلك. فكل هذه الاستعدادات هي من جهة رسائل تحذيرية كي لا تقدم إيران على أي خطأ وتقوم بأي عمل عسكري لا تُحمَد عقباه ومن جهة أخرى طبعاً لتحسين شروط التفاوض مقابل بعض الخطوات التي تقوم بها إيران كزيادة التخصيب مثلاً أو غيرها من الخطوات العسكرية كالتي تتم في العراق.

كيف نظرت إلى المصالحة الخليجية بين السعودية وقطر ومشاركة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد في قمة العُلا؟

كانت خطوة جيدة جداً طبعاً، ويسرّنا أن نعود لنرى مجلس التعاون الخليجي بكامل أعضائه وعلى تنسيق اذا لم يكن كاملاً إنما على الاقل تنسيق قدر الامكان، لأنه هناك بعض نقاط الخلاف تتطلّب العمل عليها بشكل مستمر. إنما على الأقل قنوات التواصل باتت مفتوحة على مصراعيها، والتفاهم والتنسيق في الاشياء المتفق عليها عاد على الاقل، فكانت خطوة جيدة جداً وإيجابية.

كيف يمكن أن يعود لبنان الى أحضان الدول العربية؟

كتير سهلة وكتير صعبة في الوقت نفسه. في الوقت الحاضر هناك صراع هائل بين المحور العربي بشكل عام الذي قوامه مجلس التعاون الخليجي ومصر من جهة وبين المحور الإيراني الذي قوامه إيران وما تبقّى من نظام في سوريا وبقية التنظيمات المسلّحة التي جرى إنشاؤها في بعض الدول العربية. كيف يمكن للبنان أن يعود الى أحضان الدول العربية؟ بكل بساطة أن يعود الى التنسيق مع المحور العربي لأن كل مصالحنا هي مع المحور العربي. وأصلاً هذا المحور لا يطلب منا الشيء الكثير، يطلب منا فقط أن نعود الى سياسة الحياد التقليدية التي طول عمره لبنان يتحلّى بها، وهذا هو المطلوب.

هل التشكيلة الحكومية متأخّرة وتنتظر تسلّم الرئيس جو بايدن أم ماذا؟

أنا رأيي لا، التشكيلة الحكومية متأخرة وهذا أمر قدّرناه منذ اللحظة الأولى انطلاقاً من المجموعة الحاكمة، من طبيعة هذه المجموعة وسعيها الى مصالحها الخاصة بالرغم من كل ما يحدث في لبنان، وانطلاقاً من عدم أخذها بعين الاعتبار المصلحة اللبنانية العليا. فما يجري ليس بغريب بالنسبة الينا. ولا أعتقد أن موضوع التشكيلة الحكومية له علاقة بتسلّم بادين من عدمه لأنه في تاريخ 20 كانون الثاني، وحتى بعد استلام بايدن فهو لن يحدّد سياسته بين يوم وآخر، سيستغرق ذلك اشهراً واشهراً طويلة.

بين أولوية الانتخابات النيابية المبكّرة وأولوية الانتخابات الرئاسية المبكرة أين يقف رئيس حزب القوات اليوم؟

من يطرح انتخابات رئاسية مبكّرة لا يطرح خطوة إنقاذية على الإطلاق، يكون يطرحه إما فشّة خلق وإما لغاية في نفس يعقوب لإيصال مرشح معيّن في هذه الظروف. خلّيك معي لحظة وافترض أن الرئيس ميشال عون استقال اليوم، وأنا كنت أتمنى أن يستقيل البارحة وليس اليوم، فماذا يحدث؟ يجتمع المجلس النيابي خلال أقل من 30 يوماً وينتخب رئيساً جديداً. وبوجود الأكثرية النيابية الحالية من ينتخبون؟ سينتخبون إما مثل الرئيس عون أو أسوأ بقليل، فماذا يكون قد تغيّر في الوضع القائم حالياً؟ وبالتالي انتخابات رئاسية مبكّرة هي ذرّ الرماد في العيون في الوقت الذي أعود للقول لسنا متمسّكين ولا لحظة ببقاء الرئيس عون، وهذا يتبيّن في كل مواقفنا السياسية، إنما نريد التفتيش عن خطوة تغيّر شيئاً في الواقع القائم، والخطوة الوحيدة التي تغيّر هي انتخابات نيابية مبكّرة، لماذا؟ لأنه بعد الانتفاضة الشعبية التي تمّت يُفترض بالانتخابات النيابية المبكّرة أن تؤدي الى أكثرية نيابية مختلفة، وأكثرية نيابية مختلفة ستؤدي حكماً الى رئيس جمهورية مختلف والى حكومة مختلفة والى ممارسات مختلفة.

حلّ الدولتين

أين القضية الفلسطينية اليوم في ظل مشاريع التطبيع الجارية بين اسرائيل وعدد من الدول العربية وهل يمكن إعادة إحياء صفقة القرن؟

أنا في رأيي، في أسوأ الحالات ستقف صفقة القرن عند ما تمّ تنفيذه منها فقط لا غير ولن تُعطى دفعاً اضافياً الى الأمام. وفي ما يتعلق بالقضية الفلسطينية فهي لها ثوابت والحل واضح جداً، وهو الحل الذي صدر بإجماع عربي في قمة بيروت العربية التي انعقدت عام 2002 وهو حل الدولتين تبعاً لقمة بيروت، وبالتالي يمكن للاطراف المعنية أن تضيّع وقتها شمالاً ويميناً، إنما في نهاية المطاف لا يمكن أن يحلّ القضية الفلسطينية إلا الحل الجدي الوحيد وهو حل الدولتين تبعاً للمواصفات التي وضعت في تلك القمة العربية.

 

عهود لبنان مع رؤساء الحكومات... صراع زعامات وخيارات دارت أحياناً في ظل واقع إقليمي مؤثر أخل بالموازين

يوسف دياب/الشرق الأوسط/09 كانون الثاني/2021

الخلافات التي تحكم علاقة الرئيس اللبناني ميشال عون، برئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري، ليست حالة فريدة ولا سابقة في تاريخ لبنان، إذ دائماً ما كانت التباينات تطغى على تفاهمات الرئاستين الأولى والثالثة منذ الاستقلال في عام 1948 مروراً بحقبة الحرب الأهلية وانتهاءً بالعهود التي تعاقبت على الحكم بعد اتفاق الطائف. وغالباً ما عبّرت هذه التباينات عن صراع نفوذ حيناً على الزعامة وتثبيت كلّ منهم زعامته في المعادلة الداخلية تارة، وأحياناً على الخيارات السياسية التي حوّلت لبنان ساحة مفتوحة للنزاعات الخارجية.

يختلف وصف صراعات المرجعيتين بين عهد وآخر، قلّما سادت لغة الانسجام بينهما وفق تعبير مَن عايشوا تلك العلاقات منذ منتصف القرن الماضي، خصوصاً عندما يكون الافتراق على قضايا مصيرية. إلا أن الأخلاق السياسية قبل الحرب (1975 - 1990) كانت تلعب دوراً في «إدارة» النزاعات وإبقائها «مضبوطة»، لأسباب عديدة أبرزها: أن الكلّ كان يقرأ الدستور ويطبقه، كما كانوا يمارسون الحكم على أساس وجود سلطة تحكم ومعارضة تراقب وتحاسب، مع مراعاة مبدأ استقلالية السلطات وتعاونها، بخلاف الواقع الحالي القائم على قاعدة «دمج السلطات وتطاحنها».

على قاعدة «أن من لا يقرأ التاريخ ويأخذ العبرة منه، لا يمكنه أن يبني مستقبلاً، تقف القيادات اللبنانية إزاء أزمة الحكم الراهنة في لبنان خارج هذه المعادلة، لا بل إن بعضها يجد في ممارساته استمراراً للحقبة الماضية»، يقول الوزير السابق رشيد درباس في تصريح لـ«الشرق الأوسط».

ويتابع الوزير السابق أن «الخلاف بين رؤساء الجمهورية ورؤساء الحكومات في مرحلة ما بعد الاستقلال، كان دائماً صراع زعامات، وكانت انطلاقته بين الرئيس بشارة الخوري (أول رئيس للبنان بعد الاستقلال) ورئيس الحكومة رياض الصلح، فكان خلافهما أشبه بـ(منازلات الديوك)، باعتبار أنهما زعيما الاستقلال». ويلفت درباس إلى «استمرار التباين بين القصر الجمهوري والسراي الحكومي، إلى أن تفجّر على الخيارات بين الرئيس الراحل كميل شمعون، الداعي –في حينه– لانضمام لبنان إلى «حلف بغداد»، وبين رئيس الحكومة الراحل رشيد كرامي الذي كان ضمن المعسكر المؤيد للوحدة بين مصر وسوريا، في منتصف الخمسينات من القرن الماضي.

رفيق الحريري «رافعة عهد» إلياس الهراوي

لم يكن المشهد مختلفاً في العهود التي نشأت بعد «اتفاق الطائف»، غالباً ما عصفت الخلافات بين رؤساء الجمهورية والحكومات، وهذا ما استهلّ في علاقة الرئيس الراحل إلياس الهراوي برئيس الحكومة الراحل عمر كرامي، على قضايا كثيرة وأساسية، بدءاً من الاختلاف على مقرّ انعقاد مجلس الوزراء، وانتهاءً بترؤس رئيس الجمهورية جلسات الحكومة، مروراً بتباعد الرؤى على الصلاحيات. ولقد استمرّ هذا التباعد إلى أن سقطت حكومة كرامي تحت ضغط الشارع في عام 1992 بسبب انهيار سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأميركي.

غير أن «المرحلة الذهبية» من عهد الهراوي كانت بوصول الرئيس رفيق الحريري إلى رئاسة الحكومة، فكانت مرحلة تحوّل حقيقية، أسست لمحو آثار ما خلّفته الحرب، والدخول في عملية بناء مؤسسات الدولة المتصدّعة. وهنا يؤكد الوزير درباس أن الهراوي «وجد في رفيق الحريري رافعة عملاقة لعهده، بدأت بإعادة إعمار لبنان وبناء ما دمرته الحرب الأهلية». ويرى أن «وصول إميل لحود إلى رئاسة الجمهورية تُرجم تغييراً للنهج السوري في لبنان، وتعبيراً واضحاً عن امتعاض نظام آل الأسد من تمادي الحريري في مشروع بناء الدولة، فقرّروا وضع حدّ لهذه الاندفاعة عبر تنصيب إميل لحود رئيساً للجمهورية، وتوكيله بمهمة إحباط مشروع الحريري وتهديم كل ما بناه». ويلفت درباس إلى أن «انتصار رفيق الحريري في انتخابات عام 2000 فرض على لحود مساكنة بشعة، خصوصاً، مع تراجع نفوذ (الرئيس السوري الراحل) حافظ الأسد لصالح نجله بشّار، الذي استكمل مشروع تطويق الحريري سياسياً واقتصادياً... وحتى أمنياً وصولاً إلى اغتياله في شباط فبراير (شباط) 2005».

«إعلان بعبدا» والانقلاب عليه

بعد عهد لحود وما رافقه وتلاه من اغتيالات، وتبعه فراغ رئاسي دام ثمانية أشهر، وأيضاً بعد اجتياح بيروت وجبل لبنان عسكرياً من «حزب الله» وحلفاء النظام السوري، انتُخب قائد الجيش اللبناني ميشال سليمان رئيساً للجمهورية. وحسب درباس: «ميشال سليمان كان حكيماً، واستطاع التفاهم مع رؤساء الحكومات (فؤاد السنيورة، وسعد الحريري، ونجيب ميقاتي، وتمام سلام)، وتمكّن من رعاية الحوار الوطني في قصر بعبدا، وتأمين إجماع وطني على (إعلان بعبدا)، الذي اعتمد سياسة النأي بالنفس وتحييد لبنان عن أزمات المنطقة. لكنّ (حزب الله) سرعان ما انقلب على هذا التفاهم، وبات يسمّي سليمان (ساكن قصر بعبدا) بدلاً من تسميته رئيس الجمهورية، ثم ذهب إلى القتال في سوريا بخلاف إرادة باقي المكوّنات اللبنانية».

كثيرون يجدون «مبرّراً» للاختلاف الذي طبع عهود ما قبل «اتفاق الطائف» عن العهود الذي خرجت من رحم «وثيقة الوفاق الوطني». ويذكّر النائب السابق صلاح حُنين، بأن «رئيس الجمهورية قبل الطائف كان الحاكم المطلق بفعل صلاحياته الواسعة، فكان يختار رئيس الحكومة القريب من سياسته، ويشكّل معه الحكومة التي تناسبه». وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أعطى حنين أمثلة كثيرة على ذلك، لافتاً إلى أن «الرئيس بشارة الخوري كان في خندق واحد مع رئيس الحكومة رياض الصلح، رغم التباينات التي برزت بينهما لاحقاً. كذلك كان الانسجام كاملاً بين الرئيس (الجمهورية) فؤاد شهاب والرئيس (الحكومة) رشيد كرامي، وأيضاً (رئيس الجمهورية) سليمان فرنجية مع (رئيس الحكومة) صائب سلام، وبين الرئيس إلياس سركيس والرئيس سليم الحص».

فؤاد شهاب لا يتكرّر

صراعات الرئاستين الأولى والثالثة القائمة بأوجه مختلفة وبحدّة متفاوتة، قبل الحرب وبعدها، لا تفسّر على أنها صراعات بين الموارنة والسنة، وفق تعبير وزير العدل السابق الدكتور شارل رزق، الذي عاصر العهود منذ الرئيس فؤاد شهاب في ستينات القرن الماضي. إذ يؤكد رزق لـ«الشرق الأوسط»، أن الأمر «مرتبط بشخصية رئيس الجمهورية ومدى إدراكه لإدارة البلد بالتفاهم من المكونات الأخرى». وهو يرى أن «الرئيس شهاب كان حالة استثنائية لا تتكرّر، ورجلاً حكيماً في استيعاب البلد وتناقضاته. وبالتالي، استطاع بالتفاهم مع الرئيسين رشيد كرامي و(رئيس مجلس النواب) صبري حمادة، أن يحوّل عهده إلى عهد الإنجازات وبناء مؤسسات الدولة». وفي المقابل، لا يجد رزق داعياً للغوص في عهد الرئيس ميشال عون، إذ يرى أن هذا العهد «مسيّر كلّياً من (حزب الله) وإيران، وبذلك حوّل لبنان إلى دولة فاشلة وقاصرة عن إدارة شؤونها بذاتها». وردّ الأمر إلى «قلّة الإدراك والخبرة السياسية في إدارة البلد، وهو ما قد يضع لبنان أمام وصاية دولية يشتم رائحتها في مطابخ القوى الدولية».

الحريري وخسارة الحلفاء

لقد سجّل العهد الحالي رقماً قياسياً في التعطيل والشلل وتسريع عملية الانهيار، ويعزو الوزير السابق رشيد درباس الأمر إلى «استحالة خروج ميشال عون من الماضي» ورفضه «التأقلم مع دستور الطائف». ويمضي شارحاً: «عون لم يتغيّر ولا يزال تتحكّم به عقلية رئيس الحكومة العسكرية... إن كثيرين خُدعوا واعتقدوا أن ميشال عون تغيّر بعد عودته من منفاه في باريس، وأول مَن خُدِع به سعد الحريري و(رئيس حزب القوات اللبنانية) سمير جعجع». ومن ثم، يصف درباس عون بأنه «رجل انقلابي ويريد حكماً رئاسياً بأي ثمن، كما يريد دولة يحكمها بالشكل، لكنها في المضمون محكومة بإرادة (حزب الله)». ويشدد على أن «التنازلات الكبيرة التي قدّمها سعد الحريري لم تُبقِ له حلفاء في الداخل ولا في الخارج... وأنا أعتقد أن أزمتنا طويلة، لأننا دخلنا في صميم الصراع الإقليمي والدولي».

من جانب ثانٍ، فإن ما يشهده اللبنانيون من أزمات الآن ليس نتاج الغموض في بنود الدستور كما يرى البعض ولا في التباس نصوصه، بل هو نتاجٌ لصراع على السلطة ومقاربات آليات الحكم بين المؤسسات. ويشير النائب السابق صلاح حنين -وهو محامٍ وخبير دستوري- إلى أن «الاختلافات في مرحلة ما بعد الاستقلال كانت تحترم القِيَم، لأن رؤساء الجمهورية والحكومات كانوا يحترمون الدستور ويطبقونه بشكل سليم. أما مشكلتنا القائمة اليوم فتكمن في تقدّم الأعراف على المواد الدستورية، لأن كلّ الأحزاب رغم تناقضاتها وحروبها تريد أن تكون في الحكومة وجزءاً من السلطة، بل كلّ منها يريد تشكيل الحكومة وفق رؤيته وتسييرها بما يخدم أجندته». ويضيف: «لكي ينجح الحكم فإنه يحتاج إلى مؤسسات تعمل، والمؤسف أننا نفتقر اليوم لهذه المؤسسات، إذ لا حكومة ولا مجلس نيابي فاعل ولا رئاسة جمهورية تمارس دورها المنصوص عليه في الدستور».

فاتورة السلاح والوصايات

وكما دفع لبنان ضريبة هيمنة السلاح الفلسطيني في السبعينات، ثم فاتورة الوجود السوري حتى عام 2005 تاريخ اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، ها هو يدفع اليوم فاتورة الوصاية الإيرانية. وعند هذه النقطة يقول الدكتور رزق: «ليت العهد الحالي تواصل مع الإيرانيين مباشرةً، وتحاور معهم حول مصلحة لبنان، لتجنيب البلاد تداعيات الدور الإيراني في المنطقة». ويرى أن عهد عون «اكتفى بأن يكون تحت ظلّ الوصاية الإيرانية المتمثِّلة بـ(حزب الله)، وأن يؤمّن الغطاء السياسي لهذا الحزب، وهو ما وضع البلاد تحت عزلة عربية ودولية غير مسبوقة».

صحيحٌ أن المواجهة بين رئاسة الجمهورية وما تمثّل، ورئاسة الحكومة وما تمثّل، بلغت ذروتها في عهد الرئيس إميل لحود، الذي خاض حرب إلغاء سياسية واقتصادية -وحتى أخلاقية- مع رفيق الحريري، عبر ملاحقة أقرب المقرّبين منه وزجّهم في السجون، واستخدام القضاء والأمن أداة لتنفيذ هذه الحرب، إلا أن لحود خسر تلك الحرب مع عودة رفيق الحريري إلى السلطة على حصان أبيض، جرّاء فوزه الكبير في انتخابات عام 2000، لكنّ هذا الفوز أسّس لأخطر مرحلة في حياة اللبنانيين، إذ فتح البلاد على الاغتيالات السياسية، التي بدأت مع محاولة اغتيال الوزير مروان حمادة في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) 2004 بعد أسابيع قليلة على التمديد لإميل لحود. ثم اغتيال الحريري المُزلزِل في 14 فبراير 2005 الذي تلته سلسلة طويلة من الاغتيالات طالت وزراء ونواباً وقيادات أمنية وحزبية وإعلاميين مناوئين للنظام السوري وللسطوة الإيرانية على لبنان.

أخيراً، لا يحمّل صلاح حنين مسؤولية الصراع مع رفيق الحريري للرئيس لحود وحده، إذ يذكّر بأن الأخير «كان ينفّذ رغبة السوريين، الذين يضغطون على الحريري بشكل غير معهود، لأنه كان يواجه بشكل غير مباشر هيمنتهم على السلطة في لبنان وتدخلهم بكل شاردة وواردة». ويؤكد حنين أن «ما سهّل على السوريين فرض قراراتهم وخياراتهم، وجود قيادات وأحزاب قوى سياسية في لبنان تؤيدهم بذلك، وهي نفس القوى المتحالفة الآن مع إيران من خلال (حزب الله)».

عون في الحرب كما في السلم... لم يتغيّر

> ممارسات العماد ميشال عون للسلطة إبان الحرب الأهلية اللبنانية، جاءت متطابقة مع سياسته المعتمدة في مرحلة السلم. ويتوقف سياسيون عايشوا حكم «الجنرال» في محطات مهمة خلال رئاسته للحكومة العسكرية ما بين عامي 1988 و1989 ليؤكدوا أنه «عندما أصدر رئيس الجمهورية الأسبق أمين الجميل مرسوم تشكيل حكومة عسكرية برئاسة عون، كانت مهمة هذه الحكومة تهيئة الأجواء لانتخاب رئيس للبلاد، لكن عندما فشل عون في إقناع السوريين بانتخابه رئيساً، أعلن حرب التحرير ضدّ الجيش السوري إلى حين إخراجه من لبنان، وتوعّد بـ(تكسير رأس حافظ الأسد). لكن النتيجة كانت معاكسة تماماً، إذ جرى تدمير لبنان، وتمكّن السوريون من تدمير القصر الجمهوري الذي فرّ منه عون هارباً إلى السفارة الفرنسية».

ويدحض السياسيون المتابعون لسلوك رئيس الجمهورية منذ نهاية التسعينات، مقولة أن «اتفاق الطائف فُرض فرضاً على النواب المسيحيين الذين شاركوا في المفاوضات». ويشدد هؤلاء على أن عون «كان يواكب ساعة بساعة مسار نقاشات النواب المسيحيين في الطائف، ويوافق على كلّ بند من بنوده قبل إقراره، غير أنه سرعان ما انقلب على الاتفاق لمجرّد أنه تمّ التوافق على انتخاب النائب رينه معوّض رئيساً للجمهورية بعد الطائف، وذهب إلى حلّ المجلس النيابي. وعندما فوجئ بقبول (القوات اللبنانية) هذا الاتفاق من أجل إنهاء الحرب الأهلية وإخراج لبنان منها بعدما أنهكت شعبه ودمرّت مؤسساته، ووضعه على سكّة التعافي، لم يتردد عون في إعلان ما يعرف بـ(حرب الإلغاء) على القوات، بذريعة توحيد البندقية في المنطقة الشرقية، ورفض أي سلاح غير سلاح الجيش اللبناني». ويرى هؤلاء أن تلك الحرب «دمّرت المجتمع المسيحي، وأسهمت في تعميق الجراح بين عائلاته، وهجّرت الآلاف من شبابه إلى الخارج».

وكما في حقبة الحرب كذلك في زمن السلم. إذ عاد «الجنرال» من منفاه الباريسي إلى لبنان في 7 مايو (أيار) 2005، بعد اغتيال رفيق الحريري محتفياً بـ«إقناعه» الأميركيين بإقرار «قانون محاسبة سوريا» رداً على ارتكابات نظامها في لبنان، ومطالباً بحلّ كل الميليشيات المسلّحة وحصر السلاح بيد الدولة فقط. إلا أنه لم يتأخر في التحالف مع أبرز هذه الميليشيات وأكثرها تقويضاً للدولة، عندما سارع إلى إبرام تفاهم كنيسة «مار مخايل» مع أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله، ثم غطى اجتياح «حزب الله» لبيروت وجبل لبنان في 7 مايو 2008، وارتضى أن يكون السبب المباشر في الفراغ الرئاسي عام 2007 إثر انتهاء ولاية إميل لحود الممدّدة، ثم عام 2014 مع انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان. ويؤكد السياسيون أن الرئيس عون «يضع أمام ناظريه هدفاً واحداً هو الانقلاب على الطائف، والعودة إلى الحكم الرئاسي، وإذا لم ينجح بتعديل الطائف بالنصوص، يسعى إلى تكريس أعراف انقلابية في الممارسة».

الضريبة الباهظة لهيمنة السلاح والوصايات

> لم يكن لبنان في يوم من الأيام جزيرة معزولة عن محيطه العربي، بل كان البلد الأكثر تأثراً بما يجري من أحداث في المنطقة. إلا أنه دائماً ما يبقى الحلقة الأضعف والضحية الأولى لسياسات تُفرض عليه رغم إرادة أبنائه، بدءاً من «اتفاق القاهرة» الذي شرّع السلاح الفلسطيني، ومنحه حقّ تنفيذ عمليات عسكرية ضدّ إسرائيل انطلاقاً من الأراضي اللبنانية، وانتهاءً بالسلاح الإيراني الذي جعل منه ساحة مفتوحة تصفّي عبرها طهران حساباتها مع العالم. وكما عانى البلد الصغير تداعيات الوجود الفلسطيني المسلّح، الذي انتهى باجتياح عسكري إسرائيلي للبنان عام 1982 وصولاً إلى العاصمة بيروت، ثم عانى طويلاً من آثار الهيمنة السورية، والمؤسف أن القبضة الأمنية والعسكرية السورية المباشرة لم تنتهِ إلا باغتيال رئيس الحكومة رفيق الحريري عام 2005.

واليوم يرى المراقبون أن «الفراغ الحكومي الناجم عن خلاف رئيس الجمهورية مع الرئيس سعد الحريري على شكل الحكومة العتيدة والحقائب والأسماء، يبقى أبعد من صراع الرجلين على آلية الحكم». ويُعرب هؤلاء عن أسفهم لأن يكون «العهد القوي مجرّد واجهة تغطي أدوار (حزب الله) في الداخل والخارج، ويرهن البلد لصالح الأجندة الإيرانية». ويتخوّف هؤلاء من «الكلفة الباهظة التي قد يدفعها لبنان ثمن التخلّص من النفوذ الإيراني الموجود في السلطة»، ويؤكدون أنه «لم يسبق للبنانيين أن عايشوا مثل هذه السياسات التي أوصلت البلد إلى الانهيار على كلّ الصعد، وحولّت لبنان من بلد ديمقراطي ليبرالي، إلى دولة فاشلة بكل المقاييس».

 

بنك حزب الله الأسود.. تحركات وخطط مريبة في لبنان/معلومات جديدة للعربية.نت عن القرض الحسن .. مصرف حزب الله الأسود

جوني فخري/09 كانون الثاني/2021

#حزب_الله_إرهابي_ويحتل_لبنان

http://eliasbejjaninews.com/archives/94736/%d8%a8%d9%86%d9%83-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b3%d9%88%d8%af-%d8%aa%d8%ad%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d9%88%d8%ae%d8%b7%d8%b7-%d9%85%d8%b1%d9%8a%d8%a8%d8%a9/

في الوقت الذي يزداد الوضع الاقتصادي سوءا في لبنان، طمأن زعيم حزب الله، حسن نصرالله، قاعدته بأن مؤسسة القرض الحسن التي وصفت سابقا بمصرف الحزب الأسود، بخير وستتابع عملها.

أتى ذلك فيما لا تزال أخبار تلك المؤسسة التي تعرّضت قبل أكثر من أسبوع لعملية قرصنة من قبل مجموعة قراصنة إلكترونيين أطلقت على نفسها اسم Spiderz واخترقت حسابات كافة فروعها، تشغل الشارع اللبناني.

توسيع انتشارها

ولا شك أن حديث نصرالله أمس عن وضع تلك المؤسسة، أعاد رسم التساؤلات والشبهات حول عملها. ففي حين تراجع وضع الليرة اللبنانية بشكل دراماتيكي، وبلغ الدولار مستويات قياسية عبر قنوات التصريف غير الرسمية، وسط أزمة اقتصادية ومعيشية غير مسبوقة يعيشها اللبنانيون، أكد حزب الله أن "مؤسسته" في وضع جيد.

شراء فرع "جمّال ترست بنك"

وفي السياق، أفادت معلومات لـ"العربية.نت": "أن المؤسسة تتّجه إلى شراء فرع "جمّال ترست بنك" في منطقة اللبوة في قضاء بعلبك-الهرمل بصفقة تبلغ نحو 450 ألف دولار.

وتعود ملكية فرع المصرف هذا في منطقة اللبوة (ذات الغالبية الشيعية) والمحسوبة على بيئة حزب الله إلى شخص من آل (ج).

مُدرج على لائحة العقوبات

وكشفت عملية القرصنة لمؤسسة "القرض الحسن" عن حساباتها في جميع المصارف اللبنانية من بينها "جمال ترست بنك" الذي سبق أن طالته عقوبات وزارة الخزانة الأميركية في العام 2019 بسبب تعاونه المالي مع حزب الله ومؤسسة "القرض الحسن" التي أدرجتها أيضاً على القائمة السوداء عام 2007.

ولعل ما يؤكد تحوّل "القرض الحسن" إلى مصرف خارج عن سلطة الدولة وقرارات مصرف لبنان المركزي وتعاميمه، فرضها على المقترضين سداد ديونهم بالدولار الأميركي ووفق سعر الصرف في السوق السوداء بدلا من الليرة خلافاً لتعاميم مصرف لبنان التي فرضت ذلك على كافة المصارف اللبنانية.

تسديد القروض لاسترجاع الذهب

وهذا ما دفع، بحسب معلومات "العربية.نت"، قسما كبيرا من المودعين إلى تسديد ديونهم للمؤسسة من خلال شراء الدولار من السوق السوداء الذي يتأرجح بين 8000 و8500 كي يسترجعوا الذهب الذي وضعوه لدى المؤسسة كضمانة في مقابل حصولهم على قرض، وأيضاً بسبب مخاوفهم من الانهيار المتواصل لسعر صرف الليرة مقابل الدولار. وعمدت سلوى (اسم مستعار) التي اقترضت من مؤسسة "قرض الحسن" 5000 دولار إلى تسديده لاسترجاع الذهب الذي أودعته كـ"ضمانة"، خصوصاً بعد أن تم خرق حسابات الجمعية، وذلك خوفاً من عدم تمكّنها لاحقاً من استرجاع الذهب لأسباب مرتبطة بالضغوط على حزب الله، على حدّ ما روت لـ"العربية.نت". كما أشارت إلى "أن عدداً من أقاربها وأصدقائها الذين اقترضوا من "القرض الحسن" يتّجهون أيضاً إلى سداد قيمة القروض ولو أنهم يعلمون مسبقاً أنهم سيخسرون، لأنهم سيشترون الدولار من السوق السوداء، وذلك كي يضمنوا استرجاع الذهب المرهون". يشار إلى أن حزب الله أسس في العام 1982 تلك المؤسسة عقب الاجتياح الإسرائيلي، وتم ترخيصها من وزارة الداخلية اللبنانية سنة 1987 بموجب علم وخبر 217/أ.د.

غائبة عن لائحة المصارف

إلا أن اللافت أن الجمعية غير موجودة على لائحة المصارف المُرّخصة من قبل مصرف لبنان ولا تخضع لقانون "النقد والتسليف" اللبناني، على الرغم من أن لديها نشاطا مصرفيا رئيسيا (تقديم القروض الصغيرة الحجم ولآجال قصيرة) مقابل ضمان للمشتركين. وهي اليوم تقدّم قروضاً بنحو 500 مليون دولار لأكثر من 200 ألف مقترض، حيث تمنح قروضاً مالية بالدولار مقابل رهن الذهب، أو وضع مبالغ مماثلة لها بالقيمة. ومع استفحال الأزمة الاقتصادية والمعيشية، يواصل حزب الله التأكيد على أنه جسم خارج الدولة، كما يسعى إلى استرضاء بيئته تحسبا من خروج الأصوات الناقمة أو المعترضة.

"بطاقة ساجد"

فإلى جانب البطاقات التموينية التي يوزّعها حزب الله على عناصره لشراء المواد الغذائية من تعاونيات ومحلات محددة بأسعار مخفضة، بدأ حزب الله توزيع "بطاقة ساجد" على أبناء بيئته الذين لا يتقاضون راتباً شهرياً، بحيث يستطيع حاملها الاستفادة من شراء مواد غذائية مدعومة وفق سعر الصرف الرسمي للدولار (1515) من تعاونيات خاصة بـ"حزب الله" موجودة في مناطق محددة محسوبة عليه ومن "مخازن النور". وتبلغ قيمة هذه البطاقة 300 ألف ليرة (نحو 200 دولار) وفق سعر الصرف الرسمي.

 

المسلمون اللبنانيون لا يمكنهم الاعتراف بالفدرالية الدينية

جهاد الزين/النهار/09 كانون الثاني/2021

أحيانا أَخْتَبِر بعضَ ردودِ الفعل على أفكار سياسية معينة على الفايسبوك حين لا يتطلب الأمر أكثر من تقديم مُختزَل كمّياً للفكرة المطروحة، رغم الشعور بالمسؤولية الكبيرة عن أي فكرة يطرحها المراقب، بل بسبب هذا الشعور الدائم بالمسؤولية الذي  أوليه، وواجبي أن أوليه، لأي طرح وعلى أي منبر كان من وسائل التواصل الاجتماعي أو في وسائل الإعلام. فما تتطلبه المقالة في الصحيفة من شرح تحليلي أو معلوماتي لا يزال هو الأكثر ضغطاً على الكاتب حتى لو أن المسؤولية الشخصية عن أي رأي هي نفسها حيثما ظهر هذا الرأي شفاهةً أو كتابةً. ومن حسن الحظ وبفضل جدية "فريندز" عديدين يؤمِّن الفايسبوك غالبا لي فرصةَ اختبارٍ ثمينةً تساهم في بلورة النص الصحافي كما لو أنه الصيغة "الأخيرة" لتجسيد الفكرة. ومع أن المعلق السياسي قد يعيش عمره المهني  كله في حالة متكررة، بالتالي مؤقتة، ل "الصيغة الأخيرة" فلا غنى عن التفريق، الكمّي على الأقل، الذي فرضته علينا وسائلُ التواصل الاجتماعي بين الرأي الفايسبوكي أو التويتري أو الصحافي.

كتبتُ على صفحتي على الفايسبوك "التأمُّلَ" التالي بمناسبة النقاش المتجدد حول الفدرالية:

"هناك معضلة في علاقة المسلمين  العرب بمفهوم الفدرالية:  لا يستطيعون الاعتراف بهذا المفهوم  على أساس محض ديني.   في لبنان يعيشون الفدرالية الفعلية  على أساس طائفي مناطقي(سني درزي شيعي مسيحي) وديني مناطقي (مسلم مسيحي). 

العراق  اخترق هذاالحاجز بسبب وجود العامل القومي الكردي العربي الذي سهّل عليه الأمر، لكنه بات  يعيش  الشيزوفرانيا نفسها في المجال الطائفي السني الشيعي.  مجرد الاعتراف  بالفكرة الفدرالية  يعني ، نظرياً فتحَ مصر المسلمة المسيحية على هذا المفهوم - الاحتمال، والمملكةَ السعودية   على التقسيم المذهبي.

لذلك المسألة  خطيرة مفهومياً بعمق على كل العالم العربي.

أعتقد أن المخرج الوحيد للمسلمين اللبنانيين من  عبء هذه الشيزوفرانيا، هو  إثبات وجود الدولة المركزية الفاعل في مناطقهم (ومناطق  المسيحيين طبعاً). والحال  أن هذه مهمة تعاكس جوهريا النظام الطائفي منذ تأسيس لبنان الكبير.  وخصوصا النظام الطائفي بعد الحرب الأهلية  1975-1990 الذي كرّس ووسّع وعمّق الفدرالية  المذهبية  (دويلات الطوائف)والآن هناك دويلة  إقليمية  شيعية و"غير عربية" سياسياً قائمة واقعيا  داخل لبنان مما  يجعلنا أمام  مأزق لا حل له سوى الاستمرار بالتأزم  واللجوء إلى الحرب الأهلية  الباردة والساخنة بين الحين والآخر. وهذا ينقلنا إلى فكرة الحرب الأهلية ك"استراحة"  مفهومية في لحظة حراك الشيزوفرانيا" (انتهى البوست).

أثارت كلمة "استراحة" اعتراض البعض الذي فهمها وكأن الحرب الأهلية عمل "إيجابي". لكن ما قصدته، هو أنها قد تتحول إلى مَخرج تفعيلي لتأزّم الشيزوفرانيا الجماعية السياسية اللبنانية، الحرب الأهلية الباردة أو الساخنة، الباردة التي نعيش دائما والساخنة التي تنفجر أحياناً ولمدد بعضها طويل، في حال دعمتها أو احتاجت إليها قوى إقليمية أو دولية (1958) أو (1975).

ما يستحق الدراسة هو كيف حوّلت الثقافة القومية العربية فكرة الحكم الذاتي وتاليا الفدرالية إلى نوع من التابو السياسي كسرته فقط في الإطار القومي لا الديني التجربة العراقية. فحتى في العراق لا تزال فكرة منطقة فدرالية شيعية وأخرى سنية تواجه الرفض نفسه من حيث الاعتراف بالمفهوم رغم التكوين الطائفي والمتعدد للنظام السياسي العراقي الذي بات يقوم على ثلاثية شيعية سنية كردية.

لقد بدأ القرن العشرون داخل الامبراطورية العثمانية مع تقدم لفكرة اللامركزية وتحفل مداولات مؤتمر فرساي بعد الحرب العالمية الأولى بمطالبات تتراوح بين الحكم الذاتي واللامركزية. حتى في لبنان تُظهر دراسة تمارا شلبي القيِّمة للحالة الشيعية في العشرينات من ذلك القرن في كتابها "شيعة جبل عامل ونشوء الدولة اللبنانية 1918- 1943" أن المطالبة بالحكم الذاتي لم تغب عن برنامج الكثير من النخب الشيعية العاملية ليس فقط كمطلب داخل "لبنان الكبير" بل أيضا داخل المملكة السورية الفيصلية التي أيدها مؤتمر الحجير المنعقد عام 1920 بدعوة من كامل خليل الأسعد الزعيم الرئيسي لشيعة جبل عامل في تلك الحقبة وقبلها النائب عن ولاية بيروت في مجلس "المبعوثان"، البرلمان العثماني. طبعا ينبغي أن لا يسقط من حسابنا أن "النموذج" في تلك السنوات الأولى من العشرينات كان قيام الفرنسيين بتأسيس أربع دويلات غير "لبنان الكبير": دولتا دمشق وحلب ودولة العلويين ودولة الدروز. لكن الحركة الوطنية السورية ستتبلور على مدى عقدين لاحقَيْن في اتجاه فرض توحيد سوريا وإلغاء الدول الأربع وقبول الفرنسيين بالنتيجة بهذا التوحيد وانتصار التيار التوحيدي عند كل من الدروز والعلويين. وعليّ أن أضيف هنا  أن هذا الإرث التوحيدي النضالي يجعل سوريا نوعا من "دولة قومية" بينما انتصار تيار "لبنان الكبير"سواء لدى الفرنسيين أو لدى الموارنة  بقيادة عنيدة من البطريرك حويك لم يُخرج لبنان من عقدة "الدولة المصطَنعة" التي أصابت كل جماعاته الطائفية لكن مع انتقال الاعتراض من نخب داخل الطوائف المسلمة في بداية المائة عام من عمر الكيان 1920 إلى نخب داخل الطوائف المسيحية منذ عام 1975 أي في النصف الثاني من هذه المائة عام الرائعة والصعبة جدا.وعاد الاعتراض ليظهر الآن كما لا يفوت أي متابع لنقاش الفدرالية وكثافة الأصوات المسيحية المحترمة التي إما تتبنّاها أو تلامسها ببعض الخجل.

وبالعودة إلى كتاب تمارا الشلبي، وهي نصف اللبنانية من جهة الأم كريمة الرئيس الراحل عادل عسيران والعراقية من جهة الأب المرحوم الدكتور أحمد الشلبي، تنقل تمارا بعض المناقشات في أوائل العشرينات بين تيارين ديبلوماسيين فرنسيين في غمرة السجال الفرنسي البريطاني على حدود فلسطين تحت ضغط الوكالة الصهيونية على بريطانيا، الأول التيار  الذي كان يمكن أن يقبل الطلب البريطاني أن تبدأ حدود فلسطين عند خط نهر الليطاني عند نقطة القاسمية شمال صور وبين التيار الفرنسي الذي أصر على ضم الجزء الجنوبي من جبل عامل  إلى لبنان الكبير.ونجح في ذلك باستثناء تنازله عن عدد من قرى جبل عامل ضُمّت إلى منطقة الانتداب البريطاني على فلسطين.

اليوم تلجأ الطائفيّات السياسيةاللبنانية المتفدرلة واقعيا إلى مطلب اللامركزية وأحيانا الموسّعة كشعار غير خاضع للتحريم. المشكلة أن تَفسخ الطبقة السياسية لا زال يمنع تقاربها على إطلاق عملية تحديث للنظام السياسي عبر ترتيبات لامركزية تخفف قبضة القوانين المركزية للدولة اللبنانية رغم انهيار رصيدها الأخلاقي أي الرصيد الأخلاقي للمنظومة السياسية..

ذهب اتفاق الطائف بالشيزوفرينيا السياسية اللبنانية إلى الحد الأبعد. مكّن الطائفيات السياسية من التحكّم الكامل بالدولة المركزية دون أن يواكب ذلك بتغييرات تقلّل الطابع المركزي للقوانين.

انهيار طاقة " الدولة الحلوب"بل جفاف وتجفيف البقرة نفسها من أي "حليب" سيدفع حكما إلى تغيير ولو بطيء في عادات الزبائنية السياسية اللبنانية ونظرتها إلى "النفوذ السياسي" على أنه يساوي القدرة على التوظيف داخل الدولة. وهنا نصل إلى معضلة ثانية مركزية جدا هي بلوغ الجشع السياسي أقصى حدوده التوظيفية داخل القطاع العام حتى عام 2018 والذي أظهر أيضا خفة أي عدم مسؤولية لدى المنظومة السياسية التي طالبها مؤتمر سيدر  في ربيع 2018 بوقف التوظيف فعمدت في الصيف، جميعها بلا استثناء، إلى حشو القطاع العام بآلاف الموظفين بعد أن كانت في صيف العام 2017 قد أقرت بإجماع أحزابها سلسلة الرتب والرواتب للقطاع العام التي ظهر أنها قائمة على تقديرات مضلِّلة  ومضلَّلة. وكل هذه الخطوات سبقت الانهيار المالي وسرّعت فيه.

إنه قطاع عام لا أحد يعرف بالضبط رقم موظفيه وقد يكون بلغ 350 ألف شخص لا يمكن عمليا تخفيضهم خصوصا أن جميع القوى السياسية تبدو أضعف بكثير من أن تتمكن من القيام بأي تخفيض جدي. من يعرف حجم موظفي العديد من البلديات التي تحوّلت شرطاتُها (جمع شرطة) إلى جيوش فرّغت فيها الميليشياتُ الحاكمة كل جشعها التوظيفي والفدرالي والأمني دون مردود يذكر سوى "الأمن الذاتي" غير المعلن؟

وحتى لا تأخذنا الحيثيات اللبنانية على أهميتها الفائقة، فالسؤال المعضلة الذي يجب تكراره بالعودة إلى ما ورد في "البوست" الذي كتبته على صفحتي على الفايسبوك، هو هل يملك المسلمون اللبنانيون "التفويض" العربي الكافي، من سوريا والأردن وفلسطين ناهيك أساساً  عن مصر، لإقرار الفدرالية على أساس ديني، أو من المملكة العربية السعودية والخليج والعراق وسوريا وحتى تركيا وإيران لإقرار الفدرالية على أساس مذهبي؟وعلى سبيل المثال ورغم المآل الطائفي للنظام السياسي العراقي لم تنجح محاولة بعض الفرقاء الشيعة في إقامة إقليم فدرالي شيعي على غرار الإقليم الكردي. وهذا يشير إلى صعوبة وجسامة الفدرالية الدينية حتى بنسختها المذهبية في بلد كالعراق تكرست فيه فكرة الأكثرية والأقلية على أساس مذهبي. وتوزيع السلطة المركزية في العاصمة على أساس قومي مذهبي.

ممارسة المناطقية الطائفية شيء، والمسلمون اللبنانيون اليوم أكثر فدرلة واقعية من المسيحيين اللبنانيين رغم ميل الأخيرين أو جزء كبير من نخبهم إلى فدرالية دينية معلنة ومشرعنة، والاعتراف بالفدرالية الدينية شيء آخر. معضلة وجودية ودينامية من التحديات البنيوية تقف أمامها المنطقة العربية ولبنان في المقدمة منذ تأسيس إسرائيل. صحيح أن على المسيحيين اللبنانيين أن يقدّروا وضعية عدم القدرة على الاعتراف المسلم بالفدرالية الدينية لأسباب تتعلق بالمنطقة ككل، لكن لا يبدو أن نخب المسلمين المتنورة تتحمّل  كفايةً مسؤولياتها في نقاش صريح لظاهرة فراغ المدن الساحلية، طرابلس وصيدا وصور، الفراغ الفعلي من الوجود المسيحي التاريخي فيها، مضافا إليها الفراغ نفسه في مدن داخلية أساسية كالنبطية وبعلبك على سبيل المثال الصارخ لا الحصري.

 

أميركا... وتحدّي التعايش مع «الترمبية بعد ترمب»

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/10 كانون الثاني/2021

ربح مفهوم «دولة المؤسسات» بالأمس معركة كبرى ضد غوغاء الشارع وذهنية الرعاع، لكن لا يزال من المبكر الجزم بأنه حسم الحرب.

لقد ربح المعركة، وكان لا بد له من ربحها لأن البديل مخيف، حتى إذا غاب ذلك عن أذهان عشرات الآلاف الذين ساروا إلى واشنطن على وقع شعارات شعبوية ساذجة ومتطرّفة، لا صِلة لها بفكرة الحرية المسؤولة والديمقراطية المؤسساتية وتقبل التنوّع في مجتمع مهاجرين قام أساساً على التنوع.

ولعل ما قالته امرأة من ولاية تينيسي لأحد المراسلين، يختصر عبثية المشهد السوريالي في يوم «غزوة الكونغرس»، وهي دامعة العين شاكية أنها تعرّضت لاعتداء. وعندما سألها المراسل عن كيفية حصوله، قالت ببراءة شديدة إنها دخلت إلى مبنى الكابيتول (مقر مجلسي الكونغرس) ووضعت قدمها على عتبة الباب محاولة دخول الردهة... وعندها تعرّضت للاعتداء. وهنا سألها المراسل: ولكن لماذا كنتِ تحاولين الدخول؟ فأجابت: «جئنا لنقتحم الكابيتول. هذه ثورة». !تفكير هذه المرأة يعبّر عن اقتناع عشرات الألوف التي حرّضتها التيارات الشعبوية المحافظة، وكلمات الرئيس دونالد ترمب التأجيجية، و«نظريات المؤامرة» التي لطالما «فبركها» غُلاة عنصريون و«إيفاينجيليون» تكفيريون ضد الدولة ومؤسساتها وآليات تداول السلطة فيها.

لقد اقتنعت المسكينة بأن أميركا فاسدة وتواجه غزواً خارجياً، وأن نسيجها الاجتماعي (القائم أصلاً على المهاجرين) يهدّده مهاجرون «دُخلاء» لا يستحقّون أن يكونوا أميركيين. بل، واقتنعت بالحاجة إلى «إعادة العظمة إلى أميركا مجدداً» مع أنها حتى اللحظة لا تزال الدولة الأقوى والأغنى في العالم.

كما سبق القول، انتهت بالأمس معركة، لكن من السابق لأوانه القول إن الحرب انتهت.صحيح خسر دونالد ترمب والقوى التي دعمت وصوله إلى البيت الأبيض منذ كان خارج الصورة. إلا أن هذه القوى لا تزال موجودة وناشطة وجيدة التمويل... وهي جاهزة للرهان عليه أو على من سيخلفه في قيادة تياره. بكلام آخر، قد يكون ترمب خسر انتخابات 2020 لكن «الظاهرة الترمبية» موجودة. وهي ستظل صوتاً مؤثراً ومؤجّجاً ومهدِّداً قُدرةَ الولايات المتحدة على السير قدماً في عالم متعدّد التحدّيات، تتغيّر فيه المعطيات والقناعات كل يوم.

ورغم الأمل في أن تمضي إجراءات انتقال السلطة بسلام يوم 20 يناير (كانون الثاني) الجاري، ثمة شعور مقلق بأن الأيام والأسابيع المقبلة قد تحمل تطوّرات غير محسوبة، على غير صعيد، أبرزها:

- كيفية التعامل مع الرئيس ترمب، في ضوء دوره التحريضي المباشر في «غزوة الكونغرس»، وذلك بين مناشدات له بالاستقالة، والدعوات إلى إدانته، ووصول البعض إلى المطالبة بعزله. ولكلٍّ من هذه التوجّهات أثمانها وتبعاتها السياسية، ناهيك بعقباتها القانونية.

- كيفية تصرّف قادة الحزب الجمهوري مع «الظاهرة الترمبية» بعد خسارتها الجولة الأولى. فهل ستكون هذه الخسارة من «الإيجابيات» المستترة للقيادات التقليدية العاقلة في الحزب، التي قد ترى أنها «تحرّرت» مؤقتاً من سطوة الشارع الغوغائي المُعبّأ... وبذا باتت قادرة على إعادة بناء الحزب بعد إعادته إلى أصالته؟ أم أن المعتدلين والقادة التقليديين سيجبُنون مجدّداً، فيتحاشون مواجهة ذلك الشارع؟

- مدى قدرة الرئيس المنتخب جو بايدن على المحافظة على تماسك صفوف الديمقراطيين، وترجيح كفة العقلاء منهم. وهؤلاء، باعتقادي، يدركون أن انتصارهم الرئاسي في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ثم في استعادة السيطرة على مجلس الشيوخ بعد فوزهم المزدوج في ولاية جورجيا، مؤثر لكنه ليس ساحقاً. ومن ثم، فهم لا يتمتعون بتفويض مطلق للتصعيد والإلغاء... كما كان يفعل تيار ترمب داخل الحزب الجمهوري. وهذا يعني أن على بايدن، وأيضاً على نائبته كمالا هاريس -التي ازدادت قوة بعدما بات لها الصوت المرجّح في مجلس الشيوخ- التحكّم في جموح شعبوية التيار «التقدمي» وإقناعه بالبقاء ضمن الضوابط الحزبية.

- «لملمة» ما يمكن لملمته مما خلّفته سياسات السنوات الأربع الأخيرة بالنسبة للشرخ العرقي العميق، وتزايد الراديكالية والاستقطاب، وتراجع الثقة بالدولة، والتشكيك في صدقية الإعلام وتجاهل استقلالية القضاء. وطبعاً، محنة جائحة «كوفيد - 19» وتداعياتها الصحية والاجتماعية والاقتصادية، واهتزاز مكانة أميركا العالمية وصدقيتها الدولية – بين أصدقائها ومنافسيها على حدٍّ سواء – قبل ذلك اليوم المؤلم في الكونغرس... وبعده.

بما يخصّ مصير ترمب وتصرّف القادة الجمهوريين حياله، ثمة منطق جدّي سليم وراء مختلف الآراء. وحقاً، لا يجوز التقليل من شأن خطورة التصعيد ضد ترمب في هذه الساعات بينما الأعصاب متوترة... قبل أن يندمل الجرح. إذ قد يأتي العقاب والإذلال بمفعول عكسي على الجميع، بما في ذلك فرص المعتدلين الجمهوريين باسترجاع حزبهم ممن استولوا عليه خلال السنوات الأربع الماضية. وفي المقابل، قد يرى البعض – بمن فيهم ساسة جمهوريون – أن تيار التطرّف سيسيء تفسير الاعتدال ويعدّه استرضاءً وضعفاً، فيزداد غلواً وشراسة... وهكذا تفوت الفرصة السانحة في «ضرب الحديد الحامي قبل أن يبرد».

أما على الضفة الديمقراطية، فإن المهمة تبدو أسهل من مهمة الجمهوريين، لكنها ليست أسهل بكثير. وكبداية، فشخصية بايدن قد تكون جامعة مؤقتاً لمختلف أجنحة الحزب، إلا أن عليها أن تنجح في إحداث تغيير سريع خلال سنتين قبل انتخابات منتصف الولاية. وهذه المحطة مهمة جداً في ضوء ضآلة غالبية الديمقراطيين في مجلسي الكونغرس، واستمرار تداعيات «كوفيد - 19»، وما يمكن أن يحدث أمنياً... ما لم يتيسّر كبح جموح الاستقطاب السياسي المتطرف.

وهكذا، يرى مراقبون أن على الحزبين الكبيرين «لملمة» الابتعاد الخطير عن «دولة المؤسسات»... باتجاه حسم النزاعات في الشوارع. وأيضاً التنبه إلى أن الهوّة التي اقتربت البلاد منها... ما زالت موجودة، ويتوجب على القيادات السياسية العاقلة النأي عنها.

لقد نجح عقلاء «المؤسسات» هذه المرة في التغلب على الانتهازيين والمغامرين من أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب، الذين فاتهم أن التشكيك في نزاهة الانتخابات يعني أيضاً التشكيك في شرعية وجودهم في المجلسين. لكن هؤلاء ما زالوا موجودين بانتظار محاسبتهم شعبياً على ما اقترفوه.

إن أميركا في أمسّ الحاجة اليوم إلى حزب محافظ يؤمن حقاً بها وبمؤسساتها، ويشكّل خياراً سليماً مقابل حزب ليبرالي في مجتمع تعدّدي متحضر. ولا سيما أن الديمقراطية لا تقوم من دون مؤمنين بها.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

قائد الجيش تفقد الكلية الحربية

وطنية - السبت 09 كانون الثاني 2021

تفقد قائد الجيش العماد جوزاف عون الكلية الحربية، حيث تجرى الإمتحانات الخطية للدخول إلى الكلية الحربية من العسكريين الذين خضعوا سابقا لاختبارات الصحة والرياضة والمثول أمام اللجنة.

ونوه العماد عون ب "جهود اللجنة التي واكبت كل مراحل الإمتحانات التي اتسمت بالشفافية"، مشيرا إلى أن "دخول الكلية الحربية سيكون لمن يستحق والذي أثبت كفاية وجدارة".

 

حزب الله استنكر فرض عقوبات على الفياض: وسام شرف على صدره

وطنية - السبت 09 كانون الثاني 2021

أصدر حزب الله البيان الاتي: "بعدما أقدمت الولايات المتحدة الأميركية على اغتيال نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي الشهيد أبو مهدي المهندس في جريمة موصوفة، ليس من المستغرب بتاتا إقدام وزارة الخزانة الأميركية على فرض عقوبات على رئيس الهيئة السيد فالح الفياض، وهي عقوبات تضاف إلى سلسلة الجرائم المتمادية بحق العراق وشعبه. إن الإدعاءات المتهافتة التي استخدمتها وزارة الخزانة الأميركية لتبرير العقوبات تثير السخرية والاستهزاء بعد الفضيحة المتمثلة بقتل وجرح العشرات من المتظاهرين الأميركيين منذ أيام أمام مبنى مجلس الشيوخ الأميركي".

وتابع الحزب في بيانه: "إننا إذ ندين ونستنكر هذه الخطوة الأميركية بحق السيد فالح الفياض وما يمثله، فإننا نعتبرها وسام شرف على صدره تضاف إلى تاريخه الجهادي الحافل في مواجهة الإرهاب والتكفيرين، ونعلم تماما أن السبب الرئيسي للعقوبات هو موقفه الحازم من الاحتلال الأميركي وعدم شرعية بقائها على أرض العراق، إضافة إلى دور الحشد الشعبي نفسه في مواجهة داعش ومشروعها الإرهابي، وبالتالي إسقاط كل المبررات والذرائع التي تستخدمها الإدارة الأميركية لإبقاء قوات الاحتلال جاثمة على صدر العراق، وهو الأمر الذي ترفضه غالبية الشعب العراقي المجاهد والصابر والشريف".

 

جعجع انتقد مواقف نصرالله وأعلن أن التشكيلة الحكومية متأخرة: لو فصل التيار الوطني نفسه عن حزب الله ماذا يصبح حجمه السياسي؟

وطنية - السبت 09 كانون الثاني 2021

أعلن رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع أنه "كان من الصعب أن يبقى ساكتا تجاه مواقف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من صواريخ المقاومة وقوله لولا هذه الصواريخ لا أحد يسمع بلبنان ويهتم به، لأن مواقفه ليست في السياسة بقدر ما هي نقطة تتعلق بوجودنا وتاريخنا وكياننا وتتناقض مع التاريخ والجغرافيا".

ولفت في حوار مع "القدس العربي" الى أنه "لم ير في تغريدة رئيس الجمهورية ميشال عون وبيان التيار الوطني الحر من تصريحات قائد سلاح الجو الايراني إستفاقة ومحاولة للانسحاب من تفاهم مار مخايل بل إستفاقة لفظية اعلامية لأسباب شعبوية فقط لا غير"، معتبرا "أن التيار هو الوحيد الذي يستطيع تغيير المعادلة في الوقت الحاضر"، وسائلا "ماذا لو فصل التيار نفسه عن حزب الله الآن؟ ماذا يصبح حجم حزب الله السياسي؟".

وأكد جعجع أنه "طالما الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي يقومون بتأدية مهامهم نحن بألف خير وسلامة"، لافتا الى ان "بقاء الجيش مكتوف اليدين في 7 ايار في المرحلة الماضية من دون أن أعرف لأي سبب كان يعتمد نظرية ألا نتدخل في الشؤون الداخلية حتى لو كانت أمنية لأن الجيش ينقسم.أما في الوقت الحاضر نرى أن الجيش يعتبر نفسه مسؤولا عن الأمن الداخلي قدر مسؤوليته عن الأمن الخارجي".

ورأى أن "التشكيلة الحكومية متأخرة وهذا أمر قدرناه منذ اللحظة الاولى انطلاقا من طبيعة المجموعة الحاكمة وسعيها الى مصالحها الخاصة بالرغم من كل ما يحدث في لبنان"، معربا عن اعتقاده "أن الموضوع لا علاقة له بتسلم الرئيس جو بايدن من عدمه".

وأكد أن "من يطرح انتخابات رئاسية مبكرة لا يطرح خطوة إنقاذية على الاطلاق، بل يطرحه إما فشة خلق وإما لغاية في نفس يعقوب لايصال مرشح معين في هذه الظروف"، لافتا الى "أن انتخابات رئاسية مبكرة هي ذر الرماد في العيون في الوقت الذي أعود للقول لسنا متمسكين ولا لحظة ببقاء الرئيس عون".

وفيما استبعد حصول حرب في المنطقة، رأى في الاستعدادات العسكرية "رسائل تحذيرية كي لا تقدم ايران على أي خطأ وتقوم بأي عمل عسكري لا تحمد عقباه". ورحب بالمصالحة الخليجية بين السعودية وقطر، مشيرا الى "أن عودة لبنان الى أحضان الدول العربية تتطلب منا فقط أن نعود الى سياسة الحياد التقليدية لأن كل مصالحنا هي مع المحور العربي".

الحوار

وسئل جعجع عن اختياره الرد على الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في هذا الوقت، أجاب: "منذ إندلاع أزمة 17 تشرين، طلبت شخصيا من كل المسؤولين في الحزب الابتعاد عن السجالات والمماحكات السياسية المعتادة خصوصا أن موقفنا بات معروفا من كل القضايا السياسية وبالأخص موضوع حزب الله.آثرنا الابتعاد لأن الوطن والمواطنين يمرون بأزمة غير مسبوقة ويصارعون يوميا لمجرد البقاء والاستمرار بالحد الأدنى من مقومات الحياة.إنما النقطة التي استوقفتني في آخر حديث للسيد حسن نصرالله، من الصعب أن يبقى أحدهم ساكتا تجاهها لأنها ليست في السياسة بقدر ما هي نقطة تتعلق بوجودنا وتاريخنا وكياننا. وصراحة ما إستوقفني هو أنه بعد تصريح لقائد سلاح الجو في الحرس الثوري عن أن الصواريخ في لبنان من عمل ايران، جاء السيد حسن ليقول إنه لولا المقاومة وصواريخ المقاومة لا أحد يسمع بلبنان ولا أحد يهتم به، وهو ما يناقض التاريخ والجغرافيا. لذلك أضطريت للرد ببعض الوقائع التاريخية وبعض الوقائع من عالمنا الحالي لأن هذه النقطة بالذات أبعد من السياسة، ولها علاقة بلبنان كوجود وبإشعاعه في العالم ونظرة العالم الى لبنان من خلال بعض الوجوه التاريخية التي لم أستطع تسميتها كلها والتي يعرف العالم لبنان من خلالها، إنما كانت مجرد عينة صغيرة تعبر عما كنت أقوله".

وعن أن القوات لن تسعى الى التسلح إلا إذا إنهار الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي؟ لفت جعجع الى أن "هذه الاوقات التي نعيشها اليوم مختلفة تماما، ففي المرحلة الماضية كان الجيش اللبناني من دون أن أعرف لأي سبب، يعتمد نظرية ألا نتدخل في الشؤون الداخلية حتى لو كانت أمنية لأن الجيش ينقسم.أما في الوقت الحاضر نرى أن الجيش يعتبر نفسه مسؤولا عن الأمن الداخلي قدر مسؤوليته عن الأمن الخارجي، وبالتالي بوجود جيش كهذا وبوجود قوى الامن الداخلي الذين نراهم كيف يسهرون على الامن، من المؤكد سيحدث في بعض الاحيان بعض التخطي لكنه يبقى محدودا جدا، ولكن طبعا لدينا كل الثقة بالقوى الامنية وهذا أقصى ما نتمناه، ولذلك دعمنا لا محدود للجيش وقوى الامن الداخلي لاستمرارهم بتأدية مهامهم، وطالما هم مستمرون في تأدية هذه المهمة طالما نحن بألف خير وسلامة".

وحول تغريدة رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر من تصريحات أحد قادة الحرس الثوري الايراني وهل هي استفاقة على ما يحل بلبنان ومحاولة للانسحاب من تفاهم مار مخايل.

قال: "للأسف لا، أراها نوعاً من الاستفاقة اللفظية الاعلامية لأسباب شعبوية فقط لا غير, مجرد كلمتين تم رميهما والامور مستمرة كما هي.التيار الوطني الحر هو الوحيد الذي يستطيع تغيير المعادلة في الوقت الحاضر. وأنا سأسأل في هذا المجال ماذا لو فصل التيار نفسه عن حزب الله الآن؟ ماذا يصبح حجم حزب الله السياسي؟ هو وكل حلفائه لا يصلون الى 40 نائبا في المجلس النيابي، فتصور أين تصبح الوضعية، كان الأجدى برئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر بدل تصدير مواقف لفظية لا تعني شيئا أن يتخذوا خطوات عملية تعني أشياء واشياء".

وعن أجواء التوتر في الخليج وإمكانية ان تؤدي استقدام قاذفات B52 الى حرب مع ايران، قال جعجع: "أنا اشك جدا جدا أن تؤدي الى حرب مع ايران، وجود هذه الاستعدادات العسكرية الهدف منه في تقديري أولا علامات تحذيرية الى ايران أنك إذا كنت تفكرين في ذكرى اغتيال سليماني أو في الفراغ القصير الذي ينشأ عن تسلم إدارتين أميركيتين بين ذهاب ادارة وولوج أخرى، يمكنك القيام بعمل صغير فإنتبهي لا تقدمي على ذلك. فكل هذه الاستعدادات هي من جهة رسائل تحذيرية كي لا تقدم ايران على أي خطأ وتقوم بأي عمل عسكري لا تحمد عقباه ومن جهة أخرى طبعا لتحسين شروط التفاوض مقابل بعض الخطوات التي تقوم بها ايران كزيادة التخصيب مثلا أو غيرها من الخطوات العسكرية كالتي تتم في العراق".

وحول المصالحة الخليجية بين المملكة العربية السعودية وقطر، لفت جعجع الى أنها "كانت خطوة جيدة جدا طبعا، ويسرنا أن نعود لنرى مجلس التعاون الخليجي بكامل أعضائه وعلى تنسيق اذا لم يكن كاملا إنما على الاقل تنسيق قدر الامكان، لأنه هناك بعض نقاط الخلاف تتطلب العمل عليها بشكل مستمر. إنما على الاقل قنوات التواصل باتت مفتوحة على مصراعيها، والتفاهم والتنسيق في الاشياء المتفق عليها عاد على الاقل، فكانت خطوة جيدة جدا وإيجابية".

وعن عودة لبنان الى أحضان الدول العربية، قال جعجع: "كتير سهلة وكتير صعبة في الوقت النفسه. في الوقت الحاضر هناك صراع هائل بين المحور العربي بشكل عام الذي قوامه مجلس التعاون الخليجي ومصر من جهة وبين المحور الايراني الذي قوامه ايران وما تبقى من نظام في سوريا وبقية التنظيمات المسلحة التي جرى إنشاؤها في بعض الدول العربية.كيف يمكن للبنان أن يعود الى أحضان الدول العربية؟ بكل بساطة أن يعود الى التنسيق مع المحور العربي لأن كل مصالحنا هي مع المحور العربي. وأصلا هذا المحور لا يطلب منا الشيء الكثير، يطلب منا فقط أن نعود الى سياسة الحياد التقليدية التي كان دائما لبنان يتحلى بها، وهذا هو المطلوب".

وحول مااذا كانت التشكيلة الحكومية تنتظر تسلم الرئيس جو بايدن، قال جعجع: "أنا رأيي لا، التشكيلة الحكومية متأخرة وهذا أمر قدرناه منذ اللحظة الاولى انطلاقا من المجموعة الحاكمة، من طبيعة هذه المجموعة وسعيها الى مصالحها الخاصة بالرغم من كل ما يحدث في لبنان، وإنطلاقا من عدم أخذها بعين الاعتبار المصلحة اللبنانية العليا. فما يجري ليس بغريب بالنسبة إلينا. ولا أعتقد أن موضوع التشكيلة الحكومية له علاقة بتسلم بايدن من عدمه لأنه في تاريخ 20 كانون الثاني/يناير، وحتى بعد استلام بايدن فهو لن يحدد سياسته بين يوم وآخر، سيستغرق ذلك أشهرا وأشهرا طويلة".

وبين أولوية الانتخابات النيابية المبكرة وأولوية الانتخابات الرئاسية المبكرة، قال رئيس حزب القوات: "من يطرح انتخابات رئاسية مبكرة لا يطرح خطوة إنقاذية على الاطلاق، يكون يطرحه إما فشة خلق وإما لغاية في نفس يعقوب لايصال مرشح معين في هذه الظروف. إفترض أن الرئيس ميشال عون إستقال اليوم، وأنا كنت أتمنى أن يستقيل البارحة وليس اليوم، فماذا يحدث؟ يجتمع المجلس النيابي خلال أقل من 30 يوما وينتخب رئيسا جديدا. وبوجود الأكثرية النيابية الحالية من ينتخبون؟ سينتخبون إما مثل الرئيس عون أو أسوأ بقليل، فماذا يكون قد تغير في الوضع القائم حاليا؟ وبالتالي انتخابات رئاسية مبكرة هي ذر الرماد في العيون في الوقت الذي أعود للقول لسنا متمسكين ولا لحظة ببقاء الرئيس عون، وهذا يتبين في كل مواقفنا السياسية، إنما نريد التفتيش عن خطوة تغير شيئا في الواقع القائم، والخطوة الوحيدة التي تغير هي انتخابات نيابية مبكرة، لماذا؟ لأنه بعد الانتفاضة الشعبية التي تمت يفترض بالانتخابات النيابية المبكرة أن تؤدي الى أكثرية نيابية مختلفة، وأكثرية نيابية مختلفة ستؤدي حكما الى رئيس جمهورية مختلف والى حكومة مختلفة والى ممارسات مختلفة".

وحول القضية الفلسطينية في ظل مشاريع التطبيع وإحياء صفقة القرن، قال جعجع: "برأيي، في أسوأ الحالات ستقف صفقة القرن عند ما تم تنفيذه منها فقط لا غير ولن تعطى دفعا إضافيا الى الامام. وفي ما يتعلق بالقضية الفلسطينية فهي لها ثوابت والحل واضح جدا، وهو الحل الذي صدر بإجماع عربي في قمة بيروت العربية التي إنعقدت عام 2002 وهو حل الدولتين تبعا لقمة بيروت، وبالتالي يمكن للاطراف المعنية أن تضيع وقتها شمالا ويمينا، إنما في نهاية المطاف لا يمكن أن يحل القضية الفلسطينية إلا الحل الجدي الوحيد وهو حل الدولتين".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 09 -10 كانون الثاني/2021

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

الياس بجاني/فيديو ونص: قراءة في فبركات وأكاذيب خطاب نصرالله المهين لعقول وذكاء اللبنانين والمشوه لكل الحقائق والوقائع

09 كانون الثاني/2021

#حزب_الله_إرهابي_ويحتل_لبنان

http://eliasbejjaninews.com/archives/94719/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d9%86%d8%b5-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d9%81%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d9%88/

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/January 09/2021

#LCCC_English_News_Bulletin

http://eliasbejjaninews.com/archives/94715/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-january-09-2021/

 

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 09 كانون الثاني/2021

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

http://eliasbejjaninews.com/archives/94717/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-939/